الدراما تستدعي قديمها في رمضان

مع انطلاق السباق الدرامي، يكاد المشاهد العربي يغرق في بحر الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا المجتمع من زوايا مختلفة، ورغم اختلاف حبكات الأعمال المعروضة، إلا أن استحضار الدراما لقديمها يظل أمراً لافتاً خلال رمضان، لتطل عبر مجموعة أعمال شكلت امتداداً لمسلسلات سبق لها الفوز بقلب الجمهور، ليفضل صناع هذه الأعمال استثمار هذا نجاح سابق، في إنتاج أجزاء جديدة، الرهان فيها على ما تمتلكه من إرث ومكانة لدى الجمهور.

صدارة القائمة

بعض أعمال الدراما تعود إلى الواجهة بعد غيابها سنوات طويلة، فمن «ليالي الحلمية» التي طالما حظيت بصدارة القائمة، إلى «باب الحارة» الذي أصبح «شعبوياً» بامتياز، ليكون «سيلفي» على رأس الأعمال الكوميدية الخليجية، فيما يشكل «بقعة ضوء» لوحات نقدية لاذعة، يحبها الجمهور ويطرب لمشاهدها.

اختلاف نقاد الدراما وانقسامهم بين مؤيد ومعارض لفكرة الأجزاء، لم يثن صناع الدراما عن المضي في هذا الطريق، لتظل هذه الأعمال رهن قدرة كتابها ومخرجيها على تقديم أفكار جديدة، تضمن نجاح العمل جماهيريا.

ليالي الحلمية

«ليالي الحلمية» يكاد يكون العمل الأبرز الذي يستند في فكرته وأحداثه إلى سلسلة أجزاء قديمة، فبعد أن ظن الجميع أنه رحل مع رحيل كاتبه أسامة أنور عكاشة في 2010، إلا أن عمرو محمود ياسين أعاد المسلسل مجدداً في جزء سادس، لتبدأ الأحداث من 2005 وحتى 2015، لتحاكي قصة العمل واقع المجتمع العربي، من خلال خطوط درامية متعددة تعكس الأحداث السياسية التي حصلت خلال هذه الفترة في مصر والوطن العربي..

حيث يتعرض المسلسل لكافة التحولات الاجتماعية التي طرأت في مصر خلال الثورة وحكم الإخوان، إضافة إلى استمرار الصراع الأزلي بين عائلتي «البدري» و«غانم» الذي انتقل من الأجداد إلى الأحفاد.

باب الحارة

وكما جددت الحلمية لياليها، عادت «الحارة الشامية» لتفتح أبوابها مجدداً في جزء ثامن، لنشهد مجموعة من المكائد والمؤامرات التي تضج بها حارة الضبع، لينشأ صراع بين زهدي القادم من حي جديد وبين أبوعصام وأبوظافر، فيما تظهر الحركة النسائية التي شاركت في التظاهرات الداعية لاستقلال سوريا من الاحتلال الفرنسي.

«باب الحارة» يعود مجدداً للشاشة بعد حل الخلافات التي دبت بين صناعه، في وقت ظل فيه عباس النوري وصباح الجزائري، ومصطفى الخاني، وميلاد يوسف من أبرز وجوهه، حيث يتولى ناجي طعمة إخراج العمل الذي يشرف عليه بسام الملا.

وبعد أن حقق الجزء الأول منه نجاحاً ملحوظاً، وانتهائه بمقتل «أبو عليا»، يجدد مسلسل «العراب – نادي الشرق» نفسه بجزء ثان يحمل عنوان «تحت الحزام» الذي يلعب بطولته باسم ياخور وباسل الخياط، إذ يحاول «قيصر» و«جاد» المحافظة على نفوذ والدهما في السوق، ليعملا بطريقة تختلف عن أسلوب والدهما، ويقوما بإعادة ترتيب أوراق العائلة، تمهيداً لعودتهما للتربع على المكانة المرموقة ذاتها التي كان يحتلها والدهما في عالم المال والمافيا والسلطة.

بقعة ضوء

نجاح لافت حققه مسلسل «بقعه ضوء» خلال أجزائه الماضية التي قدم فيها أكثر من ألف لوحة كوميدية، وفي رمضان الجاري، يجمع المسلسل أكثر من 100 فنان لتقديم 70 لوحة، يتولى إخراجها سيف الشيخ نجيب، نجاح هذا المسلسل خلال الأعوام الماضية كان نتيجة كونه عملاً إنسانياً يتناول قضايا المجتمع بقوالب الكوميديا السوداء التي تولى الإشراف على كتابتها هذا الموسم مجموعة من الكتاب.

أهل الغرام

وفي السياق ذاته، يعود مسلسل «أهل الغرام» ليطل في جزء ثالث، بعد مرور 10 سنوات على عرض الجزأين الأول والثاني، ليعيد هذا العمل جمع ثلة من نجوم الدراما السورية على رأسهم بسام كوسا وجمال سليمان، لتدور الأحداث في إطار رومانسي حول الحب بصوره المختلفة من خلال حلقات منفصلة متصلة، حيث من المقرر أن يعرض الجزء الجديد على شكل خماسيات، يتولى إخراجها الليث حجو والمثنى صبح.

خليجياً، يتصدر مسلسل «سيلفي» واجهة الأعمال الكوميدية، حيث يشهد هذا العمل إطلالة الممثل ناصر القصبي بروحه المرحة، ليسلط الضوء على قضايا عدة، في محاولة من صناعه لنقل صورة واقعية عن المجتمع الخليجي، وكان الجزء الأول منه الذي عرض العام الماضي، قد حظي بنسب مشاهدة عالية، وهو من تأليف الكاتب خلف الحربي وإخراج العراقي أوس الشرقي.