بوصلة صناع الدراما تتجه نحو الأعمال المشتركة

تتغير حسابات صناع الدراما العرب في كل عام، لتتغير اتجاهات بوصلتهم الدرامية بحسب معطيات كثيرة، من بينها رأس المال ومواقع التصوير وجنسيات نجوم العمل. وفي رمضان الحالي، اختارت إشارة بوصلة بعض المنتجين الاستقرار نحو جهة الأعمال العربية المشتركة، التي تجمع بين قوائم أبطالها ثلة من نجوم الساحة العربية، لتأتي لهجات هذه الأعمال مختلفة بحسب جنسية النجم، في حين أن بعضها يضطر فيه أحد النجوم إلى استبدال لهجته الأصلية بواحدة أخرى لتتلاءم مع طبيعة الدور المسند له. وبالطبع استطاعت مثل هذه الأعمال تحقيق النجاح، ولنا في «لو»، و«تشييلو» وغيرها أمثلة واضحة.
جريمة شغف
أعمال كثيرة تطل علينا هذا العام، تدور في فلك «الإنتاج المشترك»، كما في مسلسل «نص يوم»، الذي يعيد تيم حسن ونادين نجيم إلى الواجهة مجدداً، بعد أن سبق لهما تقديم «تشيللو»، فيما يتوقع أن يحقق «نص يوم» نجاحاً جماهيرياً، حيث تدور أحداثه حول «يارا»، (نادين نجيم)، التي ترعرعت في ميتم، وكانت مكفولة من أحد الأشخاص، الذي توفي، وكان قد أرسل مع نجله «ميار» (تيم حسن) دعماً مادياً فيحصل اللقاء بين الثنائي ويقع «ميار» في حب يارا، ويتزوجها بسرعة وتبدأ أحداث المسلسل.ما بين اللهجتين السورية واللبنانية تتوزع حوارات مسلسل «جريمة شغف»، الذي يندرج هو الآخر تحت إطار سوق الأعمال المشتركة.
هجرة الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في تعزيز الأعمال الدرامية المشتركة، كما عملت على فتح المجال أمام فنانين لبنانيين لتولي دور البطولة في أعمال لا تزال تحمل طابعاً سورياً شامياً، كما في «خاتون» الذي يعتمد في بطولته على وجهين لبنانيين هما يوسف الخال وطوني عيسى، في دوري بطولة تعتبر الأولى للبنانيين في أعمال البيئة الشامية.
حقبة السبعينيات
في السياق ذاته، لا يزال مكان السوري جمال سليمان محفوظاً في الدراما المصرية، فرغم تعثر مشروع إنتاج جزء ثان من مسلسل «حدائق الشيطان»، بسبب أزمة صناعه مع أسرة الكاتب الراحل محمد صفاء عامر، صاحب المسلسل الذي عرض قبل 9 سنوات، يعود سليمان إلى الواجهة عبر مسلسل «أفراح القبة» المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، التي تحمل الاسم نفسه. وتدور أحداث المسلسل داخل إحدى الفرق المسرحية خلال حقبة السبعينيات. خلال جلسات القراءة الجماعية لنص مسرحي جديد، يكتشف الممثلون أن أحداث المسرحية تدور حول شخصياتهم الحقيقية، وتتضمّن أسرارهم المشينة التي حدثت بالماضي. ويشارك جمال سليمان البطولة كل من منى زكي وصبا مبارك.
فكر مستنير
صناع «سمرقند» ساروا على الدرب ذاته، عبر تقديمهم دراما تاريخية يلعب بطولته عابد فهد، يوسف الخال، ميساء مغربي، أمل بوشوشة، ليقدموا عملاً يجمع بين الحياة والموت في وقت واحد، فالحياة تمثلت في عمر الخيام وفكره المستنير، أما الموت المرتبط بشخصية حسن الصباح مخترع أول فرقة قتل مسلح في التاريخ.