الكاريتاس عنوان المحبّة.. ولكن
جو 24 :
"رمضان كريم".. عبارة نردّدها على الدوام خلال شهر الصوم لتعكس طيبة وطبيعة الشعب المعطاء في هذه المنطقة التي يتنازع عليها العالم بأسره. بالفعل رمضان كريم لأن شعبنا يتّسم بالكرم، وما حاتم الطائيّ إلاّ رمزاً يعبّر عن حقيقة كلّ فرد في بلاد العرب.
وبعكس ما يدعى بـ "العالم المتحضّر"، من الصعب أن تجد جائعاً لا يجد ما يسدّ رمقه. موائد الرحمن تملأ شوارع البلاد العربيّة. وفي الأردن تحديداً تجد أرقى التجلّيات لمفهوم التكافل الاجتماعي.
المجتمع بأسره، بكلّ مكوّناته وأطيافه، يتكاتف ويتآزر خلال الأزمات والمناسبات السعيدة على حدّ سواء. ليس التعايش هو ما يميّز شعبنا، فالتعايش مصطلح يستوجب وجود "آخر" لتتعايش معه. ولكن شعبنا لا يعترف بوجود "آخر". فهو شعب واحد توحّده القيم النبيلة، والنزعة الملحّة لـ "الفزعة" ونصرة المستغيث.
ومن الأمثلة الراقية على التكافل الاجتماعي في الأردن ما تقوم به جمعيّة "الكاريتاس"، التي تعمل بشكل دؤوب على مساعدة المحتاج، وإغاثة الملهوف.
أحد المشاهد الجميلة لهذه الجمعيّة العالميّة تجده في جبل اللويبده، الذي يعكس أصالة عمّان، فهناك تجد الصائمين يتوافدون على مطعم "الرحمة" الذي افتتحته "الكاريتاس" لتقديم الطعام المجّانيّ لكلّ من يحتاجه.
ولا تقتصر "رحمة الكاريتاس" على أيّام شهر الصوم، فهذا المطعم يفتح أبوابه طيلة أيّام السنة، ولكن في رمضان له بهجة مختلفة.
بالفعل ما تقوم به "الكاريتاس" عمل رائع ونبيل.. ولكن..
ملاحظة واحدة نأمل من القائمين على هذه الجمعيّة أخذها بعين الاعتبار: لـ "الكاريتاس نحو 8 أو 9 مقرّات في الأردن. وبالطبع تحتاج الجمعيّة إلى دفع بدل إيجار لكلّ هذه المقرّات، فهل وجودها كلّها ضروريّ لهذه الدرجة؟! هل يليق بهذه الجمعيّة التي نفخر بها أن تنفق أموال المتبرّعين أو أموال "الفاتيكان" على ما لا تحتاجه لعملها؟!