jo24_banner
jo24_banner

أربعاء حاسم ينتظر الأزمة السورية

عريب الرنتاوي
جو 24 : «أربعاء» حاسم في عمر الأزمة السورية، هذا ما يجمع المتتبعون لهذه الأزمة والمراقبون لها عليه...انتخابات أمريكية سيتصاعد دخانها الأبيض فجر الأربعاء، ونتائج الاجتماعات الأوسع للمعارضة السورية، ستتضح صورتها وملامحها مساء اليوم ذاته، ولكن من الدوحة هذه المرة.

إن بقي باراك أوباما في مكتبه البيضاوي، فإن كفة التسويات والصفقات والحلول السياسية سترجح نسبياً...وإن احتل ميت رومني البيت الأبيض، فإن موجة جديدة، من التصعيد السياسي (وربما العسكري)، هي ما ينتظر سوريا والسوريين، مع أن كلا المتسابقين على رئاسة الدولة الأعظم، لا يرغبان في الزج بالولايات المتحدة في أتون حرب ثالثة، سواء ضد سوريا أم ضد إيران، ولأسباب شتى، لا مجال للتفصيل فيها الآن، أهمها على الإطلاق أنها لم تضمد بعد، جراحات مغامرتيها في العراق وأفغانستان.

أما اجتماعات الدوحة، التي ستبدأ بالمجلس الوطني ومؤتمر هيئته العامة ( قرابة 500 عضو)، وتنتهي باجتماع موسع للمعارضة، استثنيت من الدعوة إليه، أو رفضت المشاركة فيه، تيارات وحراكات عديدة مثل هيئة التنسيق الوطني والمنبر الديمقراطي وتيار بناء الدولة، فإن قيمتها تُستمد من الفرصة التي ستوفرها للتعرف على الوجهة والتوجهات الأمريكية الجديدة حيال المعارضة السورية، واستتباعاً حول مستقبل الأزمة وطرق مقاربتها وحلها.

المجلس الوطني السوري ورعاته، وبالأخص تركيا، تبدي حسب أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الذي اجتمع بأحمد داود أغلو مؤخراً، انزعاجاً ملموساً من التوجهات الأخيرة لواشنطن...مصدر هذا الانزعاج أن الولايات المتحدة قررت على ما يبدو، تغيير «قواعد اللعبة» داخل المعارضة، و»تبديل أحصنة الرهان والسباق»...المجلس الوطني لم يعد ممثلاً شرعياً، بعد أن قلصت واشنطن دوره إلى «مجرد لاعب» من بين لاعبين كثر...تركيا التي استثمرت في المجلس كثيراً، وراهنت عليه كحصان طروادة للدخول إلى «سوريا ما بعد الأسد» تبدو قلقة جداً من «اللعبة الأمريكية الجديدة»، ولكن «ما باليد حيلة».

لكن قلق بعض المعارضة، ومن خلفها بعض الداعمين العرب والإقليميين لها، إنما ينبع من مكامن وبواعث أخرى...أخطرها على الإطلاق أن تكون «الأكمة الأمريكية» قد أخفت وراءها ميلاً للحلول السياسية والتسويات مع النظام السوري، فيصبح الحوار مع النظام، بدل إسقاطه هو عنوان اللعبة المقبلة، وهذا ما تقول به على أية حال، مصادر المجلس وأنقرة على حد سواء، وهو قلق من المؤكد أن الدوحة والرياض تشترك به، مع بقية أركان المحور المناهض لنظام دمشق.

يوم الأربعاء سنعرف ملامح التشكيل الجديد للمعارضة السورية، بعد أن تستكمل عملية «الفك والتركيب» مراحلها السياسية والإجرائية، وبعد أن يستوي الساكن الجديد للبيت الأبيض على عرشه...في هذه الأثناء، يكون «السباق على حلب» وشمال سوريا، قد بلغ ذروته الدامية، في ظل روايات متناقضة من النظام والمعارضة، تزعم كل واحدة منها، تحقيق انتصارات حاسمة (ذات طبيعة إستراتيجية) على الأرض وفي الميدان، أما الحقيقة فستظل تتصدر قائمة «ضحايا الحرب الأهلية السورية ومفقوديها»، الطويلة جداً على أية حال...إذ في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر النظام عن ضربات إستراتيجية موجعة للمعارضة المسلحة أربكت رهانات تركيا وقطر والسعودية على تغيير وشيك في سوريا، نرى المعارضة تتحدث عن اتساع رقعة المناطق المحررة وعن مفاوضات مع تركيا لتزويد «شمال سوريا» بالديزل والمشتقات النفطية القطرية وتسهيل صادراته من القطن والمنتجات الزراعية، لكأنه بات كياناً منفصلاً عن الوطن الأم، يدير علاقات خارجية مستقلة، على طريقة «شمال العراق».

أياً يكن من أمر، فإن «الماء يوشك أن يكذب الغطاس»، وما هي إلا أيام قلائل، وفي الحد الأقصى أسابيع محدودة، حتى تتضح للجميع وجهة الأحداث في الأزمة السورية، وما إذا كانت ستتجه نحو صفقات وتسويات»، من نمط «طائف 2»، أم أنها ستشهد جولة إضافية أشد عنفاً ودموية ودماراً، من «حروب المدن المتنقلة».


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news