إنتبه من قلة النوم وتأثيرها في القيادة إستمع
يعتبر السهر المفرط وقلة النوم ونمط الحياة العصرية والإرتباطات الاجتماعية في ساعات الليل المتأخرة، خصوصاً في فصل الصيف، من الأسباب الرئيسة لارتفاع نسَب حوادث السير، لأنّ ذلك يؤدي إلى زيادة النعاس ونقص التركيز والبطء في ردة الفعل للعوارض المفاجئة.أكدت الدراسات أنه من مضاعفات اضطرابات النوم الخطيرة، زيادة حوادث السيارات الناجمة من نوم السائقين أثناء القيادة.
نوم السائقين
وبحسب نتائج الدراسات، فإنّ الفترة الصباحية هي التي تسجل فيها أكبر نسب حوادث السير، خصوصاً في فصل الصيف، وذلك بسبب نوم السائقين أثناء القيادة عند عودتهم الى المنزل. وأشارت الدراسات إلى أنّ العوامل التي تزيد مخاطر النوم أثناء القيادة، تشمل خلود الشخص الذي يجلس قرب السائق للنوم.
وتؤكد أنه على رغم سَعي الشركات المصنّعة للسيارات إلى توفير تقنيات وبرامج تهدف إلى تنبيه السائق في حال نومه أثناء القيادة، إلّا أنّ هذه التقنيات لا يمكنها أن تمنع نوم السائق المرهق، ويمكن أن تكون لها نتائج عكسية، لأنّ السائق يزداد ثقة وأماناً بأنّ الجهاز سينقذه من النوم.
وأكدت نتائج التحقيقات المتعلقة بحوادث السير أنّ سببها الرئيس هو الإرهاق. فخطر وقوع الحوادث يزداد بمعدل 5 إلى 6 أضعاف عند القيادة ليلاً، ذلك أن الدماغ يكون مهيّأ للنوم خلال هذه الفترة، وبالتالي يعاني الشخص قلة اليقظة في هذا الوقت. وفي السياق عينه، تحذّر الدراسات من أنّ المعاناة من التعب والنعاس أثناء القيادة نتيجة قلة النوم تضاهي خطورة تناول الكحول.
تجاوز المخاطر
لتجاوز مخاطر النوم أثناء القيادة، ينصح بالتوقف عن قيادة السيارة كل 3 ساعات خلال الرحلات الطويلة وأخذ قسط من الراحة داخل السيارة أو خارجها. وإذا تعذّر ذلك، يمكن المشي قليلاً واستنشاق الهواء النقي، لأنه ينعش الجسم وهو مفيد للتركيز. كذلك، يجب تفادي مواصلة القيادة بعد الاستراحة إذا كنت لا تزال تشعر بالتعب. وإذا اقتضى الأمر، يمكنك تأجيل رحلتك الى يوم آخر.
ومن الأمور المهمة التي يجب تفاديها: تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية أو أيّ مواد منشّطة أخرى، لأنها على رغم تنشيطها دماغ الإنسان للحظات، إلّا أنّ مفعولها يزول سريعاً، وتكون درجات التعب بعدها أكبر على السابق.
كذلك، يجب الحرص على بقاء الشخص المرافق للسائق يقظاً لِحَضّه على الاستراحة في حال ظهور علامات التعب عليه. ومن أهم العوامل التي تساعد على تفادي خطر الحوادث نتيجة النعاس، النوم بمعدل 8 ساعات يومياً وعدم الانخراط في القيادة بتاتاً إذا كنتَ لم تنم لمدة تتجاوز 15 ساعة متواصلة. ومن المهم أيضاً أنه إذا شعرت بنعاس شديد، عدم قيادة سيارتك ليلاً، وأن تطلب من أحد أصدقائك أن يَقلّلك الى المنزل أو أن تطلب سيارة أجرة.