لا فرق بين دم البيض ودماء بقيّة البشر
جو 24 :
تامر خرمه- ترى، لماذا يجنّ
العالم وتشتعل كافّة واسئل الإعلام بوابل من الأنباء والمقالات والتعليقات
كلّما وقع حادث إرهابي في الغرب، ولا يكاد ينتبه أحد إلى شلاّلات الدوم في
سوريّة والعراق وفلسطين ولبنان، وغيرها من دول ما يدعوه الغرب بـ "العالم
الثالث"؟
طبعاً ليس المقصود
بهذا السؤال العثور على إجابه له، ولكن الأمور وصلت إلى أقبح الدرجات،
فحتّى الإعلام العربي بات يميّز بين دم البيض ودماء سواهم من البشر!!
عقدة
الدونيّة تعكس بشاعة لا تطاق في كثير من وسائل الإعلام العربيّة. الإرهاب
إجرام موغل في القبح، ولكن لم التفريق بين إرهاب التنظيمات المتشدّدة
وإرهاب الدول "المتحضّرة"، التي تبذل أعتى الجهود لضمان هيمنة الموت
الدائمة على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟!
حتّى
وسائل التواصل الاجتماعي، يهيمن عليها حزن وألم تنفطر لهما القلوب كلّما
وقع هجوم إرهابي سواء في باريس أو أورلاندو أو غيرهما من بلاد الرجل
الأبيض، ولكن ألا يموت الناس يوميّاً في غزّة وبيروت وبغداد ودمشق دون أن
تجد بواكي لهم؟! هلاّ اعترفنا بأن الموت في بلادنا بات مسألة "عاديّة"
وأنّنا اعتدنا مشاهدة صور الضحايا حتّى فقدت تأثيرها على ضمائرنا؟!! أوليست
سياسات الغرب هي السبب الرئيس لدوّامة الموت هذه؟!!
من
الطبيعي أن تحزن على الأبرياء الذين يذهبون ضحيّة جرائم التنظيمات
الإرهابيّة في الغرب، ولكن ما هو قبيح أن تقابل حزنك بلامبالاة سافرة أمام
دم أخوتك من أبناء المنطقة العربيّة.
دولة
الإرهاب الصهيونيّة تصعّد إجراءاتها الهمجيّة والدمويّة ضدّ أخوتنا في
فلسطين، هذا حدث مازال مستمرّاً منذ العام 1948، فالنكبة لاتزال مستمرّة،
والغرب بكلّ ما يفوح منه حليف لهذا الكيان الإرهابي وشريك له في الجريمة،
وما نشوء التنظيمات الإرهابيّة إلاّ نتيجة طبيعيّة لهذا الإرهاب الغربي.
ترى هل يأت يوم نشهد فيه إعلاماً جريئاً يضع الأمور في سياقها الطبيعي،
عوضاً عن سياسة التباكي والكيل بمكيالين؟!!