2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

اعتقال امجد قورشة: تهديد لكل صاحب رأي.. وضرب للآمال بحدوث تغيير

اعتقال امجد قورشة: تهديد لكل صاحب رأي.. وضرب للآمال بحدوث تغيير
جو 24 :
أحمد الحراسيس - لا يمكننا فهم وتفسير ما يجري في بلادنا، فقد صار كلّ صاحب رأي مهدد بالسجن إذا ما شاء مدّعي عام محكمة أمن الدولة ذلك، هذا ما تشير إليه واقعة اعتقال الأستاذ الجامعي والداعية الاسلامي الوسطي الدكتور أمجد قورشة، الذي تمّ توقيفه من قبل المدعي العام مساء الاثنين ولا أحد يعلم السبب بعد يوم كامل من التوقيف.. والحقيقة أن كلّ ما تفترضه وسائل الاعلام من أسباب لا تبرر توقيف أحد المدنيين من قبل القضاء العسكري.

إن استمرار التعدي على حقوق المواطنين المدنيين بتحويلهم إلى القضاء العسكري أمر مرفوض من حيث المبدأ، وذلك بغضّ النظر عن موقفنا مما ينشره قورشة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وإلى أي درجة نتفق معه أو نختلف.

ومن واقع معرفتنا ومتابعتنا للدكتور قورشة يمكننا التأكيد على أنه داعية وسطيّ وغير متطرّف ويتحدث بالمسلّمات ومبادئ الدين الحنيف، كما أنه لا يحمل أي فكر جهادي متطرف بل يتّبع منهجا معتدلا جعله قريبا ومقبولا لدى الغالبية العظمى من الشباب، ومع ذلك تم توقيفه واعتقاله.

الأكيد أن سبب التوقيف لن يخرج عن كون الأستاذ الجامعي يعبّر عن رأيه بكلّ وضوح وجرأة في مختلف القضايا الطارئة على الساحة، ولعلّ القول إن تهمته هي الاساءة لدولة شقيقة -أمريكا- أمر مثير للسخرية والاحباط في آن معا، فوسائل الاعلام الغربية لا تنفكّ تنتقد أنظمتنا السياسية وقياداتنا وديننا وتنشر معلومات "محرجة عنّا" دون أن يجري لديهم توقيف أي صحفي أو صاحب رأي ولا يتم اتهامه بتعكير صفو العلاقات مع دولة صديقة أو شقيقة، وحكومتنا لا تلجأ لانتقاد هذه الوسائل وشنّ حملة عليها، بل على العكس تماما.. ربما نسارع للتضامن معها في حال تعرّضها لأي مصيبة!

ماذا يعني أن ينتقد الدكتور قورشة وغيره مشاركة الأردن في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش؟! الرجل لم يعلن تأييده التنظيم الارهابي بقدر تحذيره من وقوع ضحايا مدنيين في تلك الحرب انطلاقا من مبادئ الاسلام التي ترفض استهداف المدنيين والامنين، كما أنه يرفض التحالف مع الامريكان لإيمانه أنهم لا يدعمون إلا ما فيه مصلحة الاحتلال الصهيوني وإضعاف العرب والمسلمين، وهذا صحيح ولا خلاف عليه..

وأين الخطأ بتوجيه الداعية الاسلامية انتقادات لممارسات بعض الأفراد والتيارات والمؤسسات الناشطة في المجتمع الأردني؟! هل بات الانتقاد أمرا يحاسب عليه القانون؟! لماذا يحاول البعض تحصين نفسه؟! ألا يهاجم الاخرون الاسلاميين على نشاطاتهم ويلصقون بهم تهم "الداعشية" ودون أن يلاحقهم مدعي عام وغيره؟!

الواضح أننا في قضية الدكتور قورشة أمام خيارين اثنين، فإما أننا نعيش مرحلة التضييق على كلّ ما هو اسلامي أو أنها رسالة لكلّ صاحب رأي "ليس مسموحا لك أن تنتقد تخالف توجهات الدولة".

في الحقيقة، إن اعتقال الدكتور أمجد قورشة يضرب كلّ تطلعات الشعب الأردني لمرحلة مشرقة تؤسس لها الحكومة الجديدة ومن بعدها الانتخابات النيابية القادمة، ويعيدنا إلى مربّع الواقع المرير..
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير