jo24_banner
jo24_banner

الموت للمثليّين... مرّتين!

الموت للمثليّين... مرّتين!
جو 24 :

مسلحّون مجهولون اقتَحموا منازل عائلات وذوي ضحايا أورلاندو وأفرغوا ما في جعبهم من رصاصات حاقدة، مقرفة، و"شاذّة". لم يشفقوا على تلك الامّ الثكلى التي فقدت وحيدها، ولا على السنوات الثلاث لذلك الطفل الذي فقد شقيقه...

رائحة دماء هؤلاء "الأبرياء" لم تتبدّد بعد... تنشّقوها، عبثوا بها، شحنت قلوبهم بطاقة الشرّ. لم ينتظروا لترقد أرواحهم بسلام، بل انهالوا عليهم بكلمات قاسية وجارحة. أصدروا حكمهم على "هويّتهم الجنسيّة" بالموت الذي "أراح البشريّة منهم" على حدّ تعبيرهم: "هؤلاء يستأهلون أكثر من ذلك، ارتحنا منهم، هم عار على هذا المجتمع، هم مرضى، هم مقرفون، فشّولنا خلقنا بسّ رشّوهن"، وغيرها من العبارات التي نسفت معنى الانسانيّة أوّلاً، وخطّت بدماء ضحايا اورلاندو "داعشيّين علنيّين" يتلفّظون بما شاؤوا من افتراءات، تجسّد "إجرام عقلهم الشرّير" عبر مساحة حريّة على مواقع التواصل، لا تليق بأمثالهم...

هم أحقر من أن يُعرّفوا، وأنذل من أن نطلق عليهم كلمة "انسان"، فالانسانيّة فقدت على أيديهم. هم أسوأ من المسلّح الداعشي المعتوه عمر متين الذي قضى على كلّ من: إدوارد سوتومايور، ستانلي آلمودوفار، لوي عمر أوكاسيو-كابو، خوان رامون جويريرو، إريك غيفان أورتيز- ريفيرا، بيتر أو- جونزاليس كروز، لوي إس.فيلما، كيمبرلي موريس، إيدي هامولدروي جاستيس، داريل رومان بورت وغيرهم من الشبّان الذين كانوا يسهرون ويعبّرون عن طبيعتهم وميولهم التي لا تقبلها كثير من العقول البشريّة.

الرأي العلمي

العداء للمثليّة الجنسية ليس بالأمر الاستثنائي، بل هو ظاهرة منتشرة بشكل متفاوت الحدة بين مجتمع وآخر، بل داخل الطبقات والفئات في المجتمع الواحد.
وتؤكد الاختصاصيّة في علم النفس ميساء كوسا في حديث لموقع mtv أنّ معاداة المثليّين هي من باب العداء والتخوّف من الآخر المختلف، ويتفاقم الأمر عندما يتعلّق بالمثليّين الذكور، إذ ينظر إليهم الرجال الآخرون على أنهم أشخاص "ناقصون" يستحقون السخرية والاحتقار، ولا يمكن الركون إليهم أو الوثوق بهم.
وتضيف أن هذه الظاهرة متفاقمة في الشرق أكثر من الغرب، لأن العادات الشرقية لا تتقبّل "المختلف". أما في الغرب فبات المثليون مقبولين، حتى أن بلداناً عدة في اوروبا أقرّت قانونيّة زواجهم وسمحت لهم بتبنّي أولاد.
وتوضح أنّ تقبّل المثليّين لا يعني الموافقة على سلوكهم أو تبنّيه، بل تركهم في شأنهم وعدم التصدّي لهم بالقوة، علماً أنّ القيام بذلك لن يغيّر في طبيعتهم شيئاً.


فليتخيّل الشامتون بمن ماتوا في أورلاندو لو أنّ بينهم إبناً لهم أو أخاً أو نسيباً... ليتخيّل أحدهم أنّ ابنه مثليّ... ماذا كان ليفعل؟ هل يرميه بالرصاص؟!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير