jo24_banner
jo24_banner

مورينهو: التدريب ليس انتقاء 11 لاعبا وكفى

مورينهو: التدريب ليس انتقاء 11 لاعبا وكفى
جو 24 :

مورينهو، مَن مِن متابعي كرة القدم لم يسمع هذا الإسم! هو الشغل الشاغل للإعلام الرياضي العالمي من أقصاه إلى أقصاه. كأنّه وُلِدَ مدرِّباً! رغم أن مسيرته الإحترافية لا تتعدى 12 سنة إلا أن أثره و أرقامه حُفِرا عميقاً في سجل الكرة الأوروبية مُناطحاً قاماتٍ مضى على وجودها في ساحة التدريب ما يزيد عن
ربع قرن و أكثر.

حصل الرجل الخاص على دوري أبطال أوروبا مرّتين بفريقين مختلفين و أضاف لخزائنه كل الألقاب الممكنة لكبرى دوريات أوروبا. هذا "العملاق الكُروي" حين رأى ابنه يريد مداعبة الكرة نصَحهُ بـ"عقلية مورينهو" قائلاً: "استمتع ما استطعت" هذا سرّ النجاح.


* هل تذكر أوّل يوم ذهبت فيها إلى الملعب؟

هل سمعت مؤخراً من يقولون -مجازاً- أنهم وُلِدوا في الملعب؟ أنا فعلاً وُلِدتُ في الملعب !! يومها كانت هناك مباراة مهمة في مدينتي "سيتوبال" وأبي كان أحد اللاعبين وأمّي رغم أنها كانت حاملاً في شهرها التاسع إلاّ أنها تحلّت بروح الزوجة الصالحة و أبَت إلا أن تكون حاضرة لمساندة والدي معنوياً، شاء القدر
أن يأتيها المخاض على المدرجات فانسحب والدي على الفور من المباراة واصطحبها إلى المستشفى أين رأيت النور. وبالتالي أنا "وليد الملعب" وأشعر براحة كبيرة حين أقابل العشب مدرّباً أو مُتفرِّجاً.


* والدك كان لاعباً محترفاً ثم مدرّباً، ماذا تعلّمت منه؟

الصراحة هي المفتاح، أن تكون صريحاً مع من حولك على الدوام سواء كانوا لاعبين، إداريين أو مساعدين. كل ما يبنى على الصراحة ينتهي دوماً على أحسن ما يرام.


* هل أنت ممن يحنّون دوماً إلى الماضي؟

لا، لكن أحياناً أنظر خلفي وأستعيد بعض الذكريات التي تنتزع الابتسامة انتزاعاً من شفتي، خصوصاً و أنا على عتبة الخمسين. منذ وقت قريب تكلمت مع زوجتي حول هذا الموضوع، كيف أن الوقت يسير بسرعة، تعرّفت عليها حين كنت بسن الـ16 وهي 15.. كيف مرّت تلك السنوات..


* والدتك كانت معلّمة، زوجتك متخصصة في الفلسفة و أنت نلت شهادة جامعية في التربية البدنية، إلى أي درجة تعتبر الظروف المحيطة مهمة في صقل فكر المدرب؟

اليوم أصبح من الصعب جداً أن تكون مدرباً ناجحاً؛ فالتدريب ليس بالسطحية التي يتخيّلها البعض (انتقاء 11 لاعباً و كفى!) الموضوع أعقد من ذلك بكثير؛ على المدرب أن يكون مُلمًّا بعلم النفس وكيفية التعامل مع اللاعبين، أن يعرف الكثير عن التحضير البدني، نوعية الإصابات، الأمور المالية، التسيير، الجديد في عالم التكتيك، أن يتابع أسواق اللاعبين باستمرار أن يراقب معظم الدوريات المهمة. كل هذا مرتبط بالمحيط الذي يعيش فيه إن كان يوفّر له الأجواء المريحة التي تساعده على تتبع كل هذه الأمور أم لا.
أتذكر حين كنت طالباً في السنة الأولى بكليّة التربية البدنية بجامعة لشبونة لاحظ أحد أساتذتي أنّي غير مهتم بالمحاضرة التي يقدمها لنا، قلت له:"أنا أريد أن أكون مدرباً.
لا أدري لماذا ندرس هذه المواضيع؟" قال لي : "أن تكون مدرباً ناجحاً لا يعني أن تُلِمّ بتقنيات التدريب فقط!" وهو على حق تماماً، أنا لم أنس هذه الجملة مطلقاً رغم أنها كانت منذ سنين طويلة.


* هل ترى نفسك برتغالياً خالصاً، أم تأثرت بالثقافة الأروبية؟

العيش في إنجلترا، إيطاليا ثم إسبانيا، بالتأكيد يغيّر من عاداتك قليلاً لكن الأساس كان النجاح بصفتي برتغالياً في تلك الدول، منذ الصغر كانت لديّ قناعة أنّي إذا استمرّيت في البرتغال لن أصل إلى مبتغاي مهما حققت من ألقاب محلّية! وسافرت بالفعل. حققت معظم أهدافي وأنا الآن أريد المزيد.

"طموحي أن أكون دوماً الأفضل"


* حياتك تعتمد كثيراً على الحذر الشديد في التعامل مع الناس؛ فكل كلمة تقولها قد تُحسب عليك، كيف تشعر حيال هذا؟

اسمع، لن أقول لك أني أعاني من الشهرة أو أتحدّث كنجوم السينما، أنا ما يؤثّر فيّ شخصياً هو بعض الأمور البسيطة؛ مثلاً حين يطلب منّي ابني عدم اصطحابه إلى المدرسة كي لا يعلم الناس أنه ابن جوزيه! وذلك كي يعيش حياته بشكل طبيعي مثل الشبان في سنه. وحين تطلب مني زوجتي أن أبقى في السيارة حين تنزل هي لشراء حاجيات البيت. لكن لابأس أنا متصالح مع الفكرة و متفهّم أن هذه هي ضريبة النجاح.


* هل ترى أن كرة القدم اليوم أصبحت تشغل حيّزاً أكبر من اللازم في حياة البشر؟

كرة القدم لم تعد مجرد لعبة أو رياضة، هي ظاهرة اجتماعية ذات أبعاد رياضية، اقتصادية وحتى سياسية أحياناً! هناك شعوب و قبائل لا تلتقي أبداً إلا على حب كرة القدم؛ لهذا المسؤولية كبيرة جداً.


* هل ترى أن نجوم كرة القدم يعتبرون قُدوة صالحة للأطفال؟

في كثير من الأحيان لا، هذا لا يمنع من وجود لاعبين خلوقين جداً لكن لا يمكن أن نعتبر أيّ منهم ملاكاً يصحّ أن يتّبعه الأطفال في كل تصرفاته. لا ننس اليوم أن الضغوطات كبيرة جداً على اللاعبين والإشاعات أصبحت سلاحاً متداولاً لافتكاك تصريحات منهم. بالتالي لم يعد ممكناً أبداً أن تعرف معدن أي لاعب من تتبع أخباره عبر الصحف فقط. الإعلام قد يصنع ملاكاً كما قد يصنع شيطاناً بجرّة قلم أو بكبسة زر!
كل الناس لديهم تصوّر حول مورينهو، لكن من يعرفون جوهري هم قلّة قليلة وسائل الإعلام رسمت صورة ضبابية عنّي ولم تُصوّرني كما أنا "رجل عائلة يعشق البساطة، ويحاسب نفسه على كل صغيرة و كبيرة".


* كيف ترى مستقبل أولادك؟

معقّد قليلاً! لابتعادي عنهم، لكن ما يشفع لي هو الزوجة الصالحة التي كانت ولا تزال بمثابة الأم و الأب لهم. هي المدير الحقيقي للبيت.


* هل ترى نفسك محبوباً من الجماهير؟

نعم، الكثير يتوقعون أن أقول لا، لكن بالفعل أنا أشعر بمحبة الناس أينما ذهبت سواء الناس العاديين أو اللاعبين السابقين الذين عملت معهم أو حتى الزملاء المدربين، يحترمونني جداً على الصعيدين المهني والشخصي.


* بعد كل ما حققته هل بقي لك القليل من الطموح؟

من يعرفني عن قرب يدرك جيداً أنّي أتنفّس طموحاً، وأعشق التحدّيات. أنا في تحدٍّ مفتوح مع نفسي أن أكون أفضل كل سنة. رغم أني لست مهووساً بالألقاب إلا أنني حققت الكثير منها.
أنا أقدّر اللقب حين يأتي ثمرة مجهود طويل و عمل دؤوب، هذا ما سأواصل القيام به إلى آخر أنفاسي من أجل نفسي أولاً، عائلتي، فريقي، و كل من يحبّني ومن لا يحبّني!

 

 

(مدريدي)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير