أسطول من السيارات الذكية على طرقات العالم
في أول ثورة جديدة من نوعها في عالم المواصلات الحديث، تعتزم الحكومة البريطانية قريباً إطلاق مشروع «غيت واي»، وهو أول مشروع يطبق في لندن فضلاً عن مناطق أخرى على امتداد العالم، ويشهد وجود سيارات ذاتية القيادة تمتاز برفاهية كبيرة، ويمكنها السير على الطرقات بصورة منتظمة. ولايزال العدد المحدد لتلك السيارات التي سيتم استخدامها في الشوارع غير معروف بعد.
وستنطلق هذه السيارات في مناطق مثل غرينتش وميلتون كينيز وكونفنتري وبريستول. ويطبق الخبراء تجارب في مناطق أخرى من العالم، بما فيها سنغافورة وأوستن وتكساس وماونتن فيو في كاليفورنيا وآن أربر في ميتشغان.
ومن الأمور التي تحتاجها السيارات ذاتية القيادة الخرائط المفصلة جداً، وتم تطويرها على سبيل التجربة في مدن كثيرة. وأشارت شركة «توم توم» المسؤولة عن تطوير تلك الخرائط، إلى أنها غطت نحو 28 ألف كيلومتر من الشوارع في ألمانيا، وقدمت حلولاً جيدة لتسيير سيارات ذاتية القيادة.
تدريب على القيادة
وعلى الرغم من أنه من المتوقع انتشار السيارات ذاتية القيادة على كثير من الطرقات في العالم، إلا أنها ستظل حصراً على بعض المناطق فقط. وأطلق الباحثون في «مؤسسة تويوتا للأبحاث» بقيادة غيل برات على نوعي السيارات اللذين طوروهما اسمي «غارديان أنجل» و«شوفير».
وكل سيارة في مجموعة سيارات «تويوتا عام 2017» بدءاً من النماذج الأكثر بساطة حتى أكثرها تعقيداً ستحتوي على المجسات والبرامج المطلوبة كي تحرك السيارات بأشكالها.
وستتيح المجسات الضغط على مكابح السيارات والتوقف في حال كانت السيارة على وشك الاصطدام بجسم ما، وستوجد تلك المجسات حتى في أرخص أنواع سيارات الكورولا. وسيتم إدخال جميع البيانات المطلوبة عن الشوارع والمناطق في مراكز سيارات تويوتا في بلانو بتكساس.
الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي في شركة تويوتا سيستخدمون هذه الخواص لتدريب سياراتهم على كيفية القيادة على جميع الطرقات. والبيانات المجمعة بشكل كبير من نظم سيارات «غارديان أنجل» ستساعد على تطوير سيارات من نوع آخر على الطرقات. وقال الخبراء إن سيارات تويوتا يمكنها أن تقطع تريليون ميل على الطرقات، وبالتالي فهي مجهزة بكميات هائلة من البيانات.
أتمتة السيارات
وفي المجمل، فإن توقعات المستهلكين ستكشف عن الطريقة التي نستخدم بها السيارات ذاتية القيادة. وإذا أراد ركاب السيارة العمل أو الاستراحة أو مشاهدة أفلام سينمائية، فيمكن للمهندسين في حينها إيجاد طريقة لجعل سياراتهم تقود بأمان كبير.
وقال دومينيك تافين في يان فنغ السيارات الداخلية في كولونيا بألمانيا إنه وبرغم تخيل وجود الكثير من السيارات مختلفة الأنماط والأشكال على الطرقات، إلا أن من غير المعقول وجود سيارات بعرض أربعة أمتار وطول متر واحد.
وسترسل «سيتي ماب» سيارات «أوبر» لنقل الناس من الطرقات خلال أوقات بعينها. وكل ما على المرء فعله هو اختيار وجهة بعينها والضغط على زر معين لتحديد مكان القيادة واتباع التعليمات للوصول إلى مناطق محددة من دون الحاجة إلى التفكير في كيفية الوصول إليها.
وهناك نظم كبيرة مثل نظم «أوبر» للقيادة ومواصلات مثل «لندن لنك أب» يمكنها نقل المرء من منطقة إلى أخرى على غرار ارسال البيانات عبر الإنترنت. وقد يحفز العمل في هذه الأمور على طرح مجموعة من الأسئلة بشأن كيفية التعامل مع حركة المرور على الإنترنت.
ومن الأمثلة على مثل هذه الأسئلة: أنا مدير كبير ويجب أن أتوجه إلى عملي في لندن خلال 15 دقيقة مثلًا، هل يمكنني دفع أسعار معقولة وفتح إشارات المرور للتحرك بسهولة على الطرقات؟
وأكثر ما يحير العلماء في هذا المجال هو كيف يمكن تحويل نمط قيادة السيارات إلى تجربة فريدة من نوعها تتطلع إلى تحقيقها.
أتمتة متزايدة
رغم كل التطور الحاصل في السيارات ذاتية القيادة، إلا أنها تشكل جزءاً فقط من ثورة أكبر في مجال القيادة الحضارية. وعوضاً عن التركيز على جعل السيارات أوتوماتيكية، فإن الأتمتة المتزايدة للسيارات العامة تسهل حركة الركاب في مختلف مناطق العالم. وتتم كل التغيرات المطلوبة في الوقت عينه.
ويمكن مقارنة هذه السيارات الفارهة من الداخل بالفنادق، وذلك من حيث الراحة والرفاهية والمميزات التي تقدمها في مجال الرحلات. ولأن الأمان لايزال يشكل عاملاً على درجة كبيرة جداً من الأهمية، فإن الوسائد الهوائية وأحزمة الأمان مهمة جداً.