كيف قهرت زينة السرطان ؟
جو 24 :
عندما همت «زينة» الام لطفلين بعمل تنظير للقولون كإجراء احترازي نظراً للتاريخ العائلي الذي شهِد إصابات سابقة بالسرطان كان هذا الإجراء نهاية معاناتها مع الألم وبداية رحلتها مع سرطان القولون في وقت اتسم بذروة حاجة أطفالها لها وحاجتها لهم فابنتها الكبرى بعمر السنتين ومولودها الجديد بعمر الشهرين.
تقول زينة سبع العيش «كانت أصعب التحديات هو خوفي من ترك أبنائي دون أم « الامر الذي حوّلته زينة إلى قوة استمدها من أعينهم، فقد كانت في بداية مرحلة تكوين ذكريات جميلة معهم، وكانت قد قرأت سابقاً أن الإنسان لا يمكن أن يتذكر شيئاً من حياته قبل عمر السنتين، وكان لهذه الجملة أثر كبير في نفسها، إذ دفعتها للتمسك بالحياة والاصرار على التعافي، فقالت في نفسها» إني لا أريد أن ينسى أطفالي أني وجدت يوماً، وكان هذا الإحساس بالمسؤولية مصدر القوّة الرئيسي في رحلتها».
وتتابع زينة «ترسل لنا أجسامنا الكثير من الإشارات لكننا كثيرا ما نتجاهلها ونكذبها ونجتهد ومن حولنا بتفسيرات يتبين لاحقا انها خاطئة كنت محظوظة انني لم أهمل ما احسست به من أعراض كثر حيث كنت حاملا في شهري الرابع بطفلي الثاني واشتد بي الالم على شكل تشنجات في البطن ،الم شديد ومستمر في الظهر ،تعرق ليلي كثيف،إرهاق عام وانخفاض كبير في مستويات الحديد في الدم.وكان قد أربكني اختلاط الامر بالأعراض المصاحبة للحمل. وأنجبت طفلي في كندا وهناك أخبرت الأطباء مرارا عن استمرار الالم بصورة لا تحتمل وأجريت العديد من الفحوصات دون جدوى. بعد عودتي الى الاْردن »
تقول زينة: واجهت الكثير من المخاوف والتحديات بدءا من استيعاب الخبر والتعامل مع الخوف من المرض بحكمة ودخول غرفة العمليات بهواجس الا اعود الى احبائي وصولا الى قرار الخضوع للعلاج الكيمائي كإجراء وقائي مقترح من قبل أطباء مركز الحسين لتجنب مخاطر مستقبلية محتملة «.
وتتابع زينة «لا اقدر ان أفي ّ من وقفوا الى جانبي حقهم فقد وقفت عائلتي وقفة رجل واحد خاصة (امي ) التي كانت اول من تلقى خبر مرضي ولن أنسى أبدا نظرتها عندما افقت من التخدير بعد التنظير عندها بدت وكأنها وحيدة في هذا العالم وبقيت تلك النظرة في ذهني وساعدتني على عدم الاستسلام كي لا احزن قلبها اكثر «.
وعن دعم زوجها تقول «اما زوجي فدعمه لي فاق كل الحدود اذ رافقني خطوة بخطوة وكان عيني التي ارى فيها وكانت اللحظة التي تلقى فيها زوجي خبر مرضي من اللحظات التي لن تغادر ذهني أبدا اذ جعلني اعزم على الا اتركه يوما وحيدا ولا تعيسا كما رأيته في تلك اللحظة..وان أظل نصفه الاخر في رحلة كانت قد بدأت للتو مع اطفالنا» .
وتتابع زينة «بعد ان من ّ الله عليّ بالشفاء أصبحت اقدر حصولي على فرصة جديدة للحياة..وبت اعرف مدى الحب الذي يكنه لي من حولي..فقد كان الحب مكنونا في كل كلمة تشجيع قدمها لي والدي الحبيب وهو يصارع في السر خوفه وهواجسه وان أخفاها وفي دعم اخي الطبيب زيد الذي أرجى خططه لإكمال تخصصه في الولايات المتحدة الامريكية ليكون الى جانبي ودعم اخي سيف وأختي نوار للترفيه عني ورفع معنوياتي في اصعب الأوقات ومساندة اهل زوجي الذين ساعدوني في الاعتناء باطفالي والتخفيف عن زوجي واحترام أقاربي وأحبائي لخصوصيتي...ووقوف جميع صديقاتي الى جانبي ومراعاة مديرتي وصديقتي في العمل وتفهمها لظروفي ».
وتتابع « لن أنسى دعم الجميع واعرف كم كان من الصعب اخفاء خوفهم وقلقهم حيث كان لكل منهم دور مهم وأساسي في شفائي.