وفاة معلم في الرمثا أثناء ادخال العلامات الكترونيا.. والداود: المتقدمون للتقاعد ازدادوا
جو 24 :
مالك عبيدات - قال عضو مجلس نقابة المعلمين الأردنيين، ابراهيم الداود، إن زميله المعلم في مدرسة أسامة بن زيد التابعة للواء الرمثا، عاطف المحاميد، قد توفيّ مساء الخميس عن عمر يناهز 49 عاما وذلك أثناء محاولته ادخال علامات الطلبة إلى منظومة "الايديوويف".
وأضاف الداود لجو24 ان المعلم كان يحاول ادخال علامات الطلبة منذ فترة طويلة لكنه لم يستطع بسبب تعطل المنظومة، منتقدا في ذات السياق ما أسماه اهمال وزارة التربية وعدم تحديثها للمنظومة.
وقال الداود إنه كتب رسالة إلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وقد نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي "علّ أحد أصحاب الضمائر الحية يرفعها إلى مقام الملك".
وقارن الداود في الرسالة بين أوضاع وواقع المعلمين والامتيازات التي يتحصل عليها غيرهم من الموظفين.
وتاليا الرسالة التي كتبها الداود:
ايها الملك.. هكذا مات الاستاذ عاطف المحاميد في الرمثا ...فهل نعيد حساباتنا!!!
انتقل الى رحمة الله عز وجل الاستاذ عاطف عساف المحاميد مدرس العلوم في مدرسة اسامة بن زيد في محافظة الرمثا عن عمر 49 عام.
وقد توفي رحمه الله في تمام الساعة السادسة صباح اليوم الخميس بعد ان جلس الى طاولة الكمبيوتر يحاول ادخال علامات طلابه التي تعذر ادخالها مرارا وتكرارا بسبب توقف وضعف منظومة الايديوويف.
فتارة يحاول المعلمون ادخالها صباحا وتارة مساءا ومرة في المدرسة ومرة اخرى في مقاهي النت لسرعة شبكاتها ومرة في المنزل ،بل ان بعض المعلمين كان يتحين وقت الافطار لانشغال الناس به وليقوم هو بمحاولة ادخال علاماته.....
الاستاذ عاطف عليه رحمة الله خاض تلك المحاولات ولفظ انفاسه وهو يختلس من وقت جلوسه مع اهله واطفاله.
لم يلفظ انفاسه وهو في مكان عمله لكنه لفظها وهو على رأس عمله؟!!!
اجل انها معادلة لايفهمها الا المعلم، فهو ليس كبقية الوظائف ينتهي عمله بخروجه من مكان العمل بل يمتد عمله حتى وهو داخل بيته...
فكم من مراجع له من الاهالي وكم من طالب يحنو عليه..... وكم من معتدي يقذف بيته بالزجاجات الحارقة او يشق اطارات سيارته ويحطم زجاجها...
.وكم تخرج على يديه من الاطباء والمهندسين والقادة العسكريين....
.ومع ذلك...
لم يذكروه في عيد الاستقلال او مئوية الثورة
لم يمنحوه عدد مقاعد جامعية كما منحو شقيقه العسكري
لم يمنحوه الميزات المادية والمعنوية اذا كان عجزه جسيما كشقيقه العسكري!
لم يمنحوه قرضا او نمرة سيارة كشقيقه العسكري....
رغم ان خدمته اكثر طولا!!
ايها الملك المبجل ...اعتقد ان الاستاذ قد مات شهيدا.....فهل سيحصل ابناءه على مثل ماحصل ابناء شقيقه العسكري!!!
ايها الملك لقد وضعتم ثقتكم بالدكتور محمد ذنيبات ليكون رأس الهرم ومستشاركم في وزارة التربية والتعليم، ونحن نثق بهذا الرجل الوطني،لكن لحد الان لم نشهد برنامجا او تشريعا في صالح المعلم بل تجاوز عدد المتقدمين لطلب التقاعد في هاتين السنتين اعداد من طلبوها في العشرين سنة الماضية...لم نشهد اية وزارة من ذوات الاموال تتعرض للضغط كما تتعرض وزارتنا .
حتى اصبحنا نتمنى ان يتفرغ وزيرنا لاصلاح وزارات اخرى غير وزارتنا لاننا لم نعد نتحمل الضغط....
ايها الملك المبجل لقد قتل خمسة من شبابنا على يد متطرف قبل عدة ايام ولم نسمع بطرد او استقالة او تأنيب المسؤول عن ذلك ...
بينما ستقوم الدنيا ولاتقعد لو ان معلما قام بتأنيب طالب من اجل ان يحسن اخلاقه او تحصيله.
ايها الملك المبجل يدخل على الطبيب حسب الاتفاق مع الوزارة (25) مريضا في اليوم الواحد فقط ،يدخلون فردا فردا وهو جالس يساعده الممرض..بينما يقوم المعلم بمعاينة ومعالجة ومراجعة 200 طالب في كل يوم يقسمهم الى 40 طالبا في كل ساعة وهو واقف وبدون مساعد في ظل ضغط الحصص.
نضع مطالبنا بين يديكم ثقتا بتصحيح المسار وتأكيدا على اهمية الخيار في النهوض الوطني
.....
كتبه
المعلم ابراهيم الداود/ محافظة الرمثا