لا بواكي للآباء.. الاردنيون يقضون التاسع عشر من حزيران دون أي مظهر احتفائي!
جو 24 :
أحمد عكور - اليوم ليس الحادي والعشرين من شهر آذار كي ترى الناس منشغلين بالتعبير عن حبّهم وتقديرهم لأمهاتهم.. لكنّه التاسع عشر من شهر حزيران، موعد "عيد الأب" الذي لا يحتفل به أحد أبدا..!
هذا الواقع الذي نعيشه يفرض علينا اجراء مقارنة سريعة بين هذين اليومين والاحتفالين، فقبل شهر من موعد عيد الأم وبعده بأسبوع تظلّ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعجّ بصور الأبناء وأمهاتهم.. بالاضافة للمنشورات الكثيرة التي يلخّص فيها أحدنا علاقته مع والدته بما جاد عليه مخزونه اللغوي من كلمات.. كما أن كبرى المحلات التجارية تعلن عن عروض شرائية بذلك اليوم "المقدّس" مستغلة مشاعر الناس الجياشة تجاه أمهاتهم.
المثير، أننا بحثنا كثيرا عما إذا كان أحد مئات وآلاف الأصدقاء لدينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد كتب معايدة وتهنئة لوالده في هذا اليوم "المنسي"، لكن دون فائدة.. لم يستذكر أحد والده بكلمة حسنة ولا بصورة تعبّر عن قوة العلاقة بينهما وانصياع الولد لأبيه..
المراكز التجارية أيضا لم تعلن عن عروض بمناسبة هذا اليوم.. فهي تعلم أن لا أحد يحتفل بأبيه، لكون ذلك الأمر ليس ذا أولوية لدى مؤسسات المجتمع المدني الكثيرة والتي تعنى بشؤون المرأة فقط!
كنّا نتمنى على المؤسسات الرسمية والخاصة وأصحاب العمل الإعلان عن أي مظهر احتفائي بهذه المناسبة، وأن نرى تقديرا للآباء في هذا اليوم، واذا كانت محال بيع الأدوات الكهربائية تقدّم عروضا في عيد الأم فالأصل أن تكون العروض أقوى في "عيد الأب" مراعاةً لحالته المادية المنهكة نتيجة اجابته طلبات المنزل.
بالتأكيد الحديث هنا ليس مخصصا للمقارنة بين (الأم والأب) ومقدار حبّ أحدنا لهما، ولكنّه دعوة لتقدير ابائنا كما نفعل مع امهاتنا ودعوة للمؤسسات الرسمية والخاصة كي تُقدّر الرجل ولو كان بشكل "كاذب" كما يحدث في عيد الأم، فهو يبذل جهودا جبارة في سبيل تأمين عيش كريم لزوجته وأبنائه، ويحرم نفسه في سبيل إشباع أولاده..