هذا الممثل... هل يبتلع مسلسل نصّ يوم؟
جو 24 :
سوف لن نبالغ إن أعطينا هذا الشاب حقه وأشدنا بأدائه اللافت. ملاحظاتٌ عدّة نتركها لنقد مسلسل "نصّ يوم" ("أم بي سي دراما"، "الجديد") منها التبصير والمصادفات المكسيكية وتفاصيل بليدة بدأت تظهر. نتوقّف عند شاب فرض توجّه الأنظار نحوه: أويس مخللاتي الذي قلب المسلسل وغيَّر اتجاهاته لإمساكه روح الشرّ في الدراما. منذ مدّة لم يتقن ممثل شاب دوره حدّ ابتلاع الشخصية وإخراج عظامها من بين أسنانه.
مخللاتي في دور جابر فَعَل. على عكس البعض، بدا أنّه يمثّل بوجدانه وبكلّ حركة في الجسد والقلب. أُعطي كثيرون دور النصّاب الماهر المخطِّط لبشاعة العمل، ومخللاتي استطاع التميّز منذ المَشاهد الأولى. شكله، نظراته، إفراطه في التدخين، دهاؤه، شوارعيته، والنَفَس الأرعن فيه، عناصر يقدّمها ببراعة. هذا دليل إلى أنّ الموهبة لا تُصنع بالقوة، بل بقوّتها تتفوّق. ودليل آخر إلى الفارق الكبير بين الممثل والأدوات المتحرّكة أمام الكاميرا. وفي مسلسلات رمضان 2016، الأدوات المتحرّكة كثيرة.
يقدّم مخللاتي في هذا المسلسل إثباتاً بأنّ الدور هو الممثل. والممثل هو القادر على ابتلاع الشخصية من دون افتعال ومبالغة. تشرُّب روحيتها، تنفُّسها، وَشْمها في الجلد والسيطرة التامة عليها. المسألة أنّ الأغلبية الدرامية آلات تسميع، تارة تجيد تأدية وظيفتها وغالباً تفشل. قلّة تلتهم الدور كأنّها تمتلك أسنان وحش كاسر، وترجئ علاقتها مع ذاتها لبلورة العلاقة معه. مخللاتي، على ما يبدو، يحتمل أن يكون من هذه القلّة، إن ثابر وكثَّف وهجه.-(النهار - فاطمة عبدالله)