جدل.. مساحة تتفاعل فيها كافّة الثقافات بعيداً عن نماذج "الأمركة"
جو 24 :
اهتمام الطلبة والباحثين الأوروبيين بتعلّم اللغة العربيّة، يتزايد بشكل لافت، فمنذ بدء الربيع العربي وأعداد الوافدين لتعلّم العربيّة يتضاعف، حتّى بات معظم الغربيّين المقيمين بالأردن يتقنون التحدّث بلغتك بطلاقة مدهشة.
ولا يقتصر الأمر على تعلّم اللغة، فحتّى العادات والتقاليد، والمسائل المتعلّقة بالثقافة العربيّة باتت محطّ اهتمام الأوروبيين المقيمين بالأردن. تجدهم يشاركون الأردنيين مائدة الإفطار خلال أيّام رمضان، ويستمعون إلى قصص فلكلوريّة تعكس ثقافة المجتمع.
ومن المراكز الثقافيّة التي تنظّم دورات لتعلّم اللغة العربيّة، مركز جدل للمعرفة والثقافة، والذي ينظّم أيضاً لقاءات إفطار جماعيّة، تضمّ شبّاناً من دول مختلفة، بهدف تجاوز المفاهيم المسبقة، والتعرّف على ثقافة "الآخر".
الجميل أن مثل هذه اللقاءات -غير الرسميّة- تتيح، بشكل عفويّ، مساحة لتبادل الخبرات والتجارب، عبر التعرّف على ثقافات أخرى، ما يسهم في خلق تصوّر مختلف عن أنموذج "الأمركة" الاستهلاكي، والذي يغزو به "اليانكيز" العالم بأسره.
المشاركون في هذه اللقاءات يعملون -دون قصد- على التأسيس لمنظومة ثقافيّة إنسانيّة، تجمع كافّة الثقافات دون هيمنة منظومة ثقافيّة على غيرها، وذلك على عكس ما تنتجه النشاطات المؤسّسيّة التي تمارسها المنظّمات غير الحكوميّة الغربيّة، والتي تحاول فرض ثقافة بعينها على أنّها أنموذج ينبغي أن تنصهر فيه كافّة الثقافات الأخرى.