الفن ينمّي قدرات الصغار
أجمع الخبراء والمختصون بالصحة الجسدية والنفسية للأطفال، على أهمية دور الفن في تنمية قدرات الطفل في السنوات المبكرة، لا سيما بعد تغييب مادة الفنون في معظم المدارس العامة والخاصة، لصالح المواد العلمية، سواء على صعيد العالم العربي أو الغربي. وإن بدأت المدارس التي تعتمد مناهج حديثة في تعليمها، الاهتمام بجوانب الفن من الرسم والموسيقى إلى الدراما والأشغال اليدوية، من صف الروضة إلى المرحلة الثانوية. وفي ما يلي بعض العوامل التي يساعد فيها فن الرسم على تطوير قدرات أطفالنا:
مهارات الحركة
يتطلب الرسم، العديد من مهارات الحركة، مثل الإمساك بفرشاة الألوان أو القلم لخط دوائر. وتبعاً لدراسة أجراها معهد الصحة الوطني في الولايات المتحدة، والخاصة بمهارة حركة مجموعة معينة من عضلات جسم الطفل، تبعاً لكل مرحلة عمرية.
ففي سن الثالثة، يُفترض تمكن الطفل من رسم الدائرة، والبدء باستخدام مقص مخصص للصغار. وفي عمر الأربع سنوات، على الطفل التمكن من رسم مربع، والبدء بقص الورق بخطوط مستقيمة. والكثير من المراكز تعنى باستخدام الطفل للمقص، لكونه يطور مهاراته العضلية التي تتطلبها الكتابة.
مفردات اللغة
تواصل الطفل مع الرسم أو حتى الكلام عنه، يمنحه فرصاً لتعلم مفردات جديدة، كأسماء الألوان والأشكال والأفعال. ويمكن في المرحلة التمهيدية والتأسيسية، استخدام كلمات تتناول، إما ما رسموه أو مشاعرهم تجاه رسم جديد بأسلوبه عليهم.
اتخاذ القرارات
يسهم تعلم الفن في قدرة الطفل على حل مشكلة يواجهها، إلى جانب مهارات التفكير النقدي. فتجربة الطفل في اختيار الرسمة وتجربة فكرة جديدة، وقراره في اختيار الألوان، تنسحب جميعها على أسلوب تعامله مع بقية جوانب من حياته.
تعلم بصري
الرسم والنحت بالصلصال والمعجون، وضم حبات الخرز في خيط، تساعد في تطوير مهاراته المرتبط بحيز تفاعل مع تفاصيل محيطه، مثل قدرته على استخدام الهاتف المتحرك، للوصل إلى أفلام الرسومات المتحركة، أو تشغيل التلفاز بجهاز التحكم عن بعد. وهذه الأمثلة، تعني تطور مهارات الأطفال البصرية، قبل قدرتهم على القراءة.
ويكتسب الأطفال هذه القدرات من المعلومات المتتابعة التي تصلهم عبر الصور والأشياء ذات البعد الثلاثي في الميديا الرقمية، والكتب والتلفاز.
الابتكار
حينما نُشجّع أطفالنا على التعبير عن أنفسهم، وخوض المغامرة في ابتكاراتهم الفنية، فإنهم يطورون الإحساس بالابتكار، الذي يعتبر من أبرز محاور النجاح في حياتهم كبالغين. وجميعنا يعلم أن حاجة مجتمعاتنا للتقدم، تتطلب أفكاراً جديدة، وليس أشخاصاً يتبعون التعليمات واللوائح.
الوعي الثقافي
بما أننا نعيش اليوم في مجتمع متعدد الثقافات، فإن تنوع الصور التي تُعرض في الإعلام، تقدم لأطفالنا رسائل متداخلة. وبالتالي، يساعد الفنان، الأطفال من خلال الرسومات ومواضيعها، على إدراك أن ما بعض ما يشاهدونه، ينطلق من مفهوم وقراءة مختلفة للواقع لدى غيرهم.
الأداء الأكاديمي
أظهرت تقارير دراسات مجموعة «أميركيون لأجل الفنون»، وجود ارتباط بين الفن والإنجازات الأخرى. والمقصود هنا، الأطفال الذين يشاركون بانتظام في الأنشطة الفنية، بما يقارب ثلاث ساعات في اليوم، بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع، على مدار عام كامل. ويُظهر هؤلاء الأطفال تميزاً أكاديمياً، أعلى أربع مرات من الأطفال العاديين.
ألعاب
يقدم الخبراء، نوعية معينة من الألعاب وأنشطة الفنية، تبعاً للفئة العمرية التي يقسمونها ضمن أربع فئات: الرضّع الذي أعمارهم ما بين اليوم والسنة، ما بين عام وأقل من ثلاث سنوات، مرحلة الدراسة التمهيدية من 3 / 5 سنوات، وأخيراً ما فوق ست سنوات.