المسلسلات الكويتية لا تمثلني .. هاشتاغ غضب وعتب
مشهدٌ انطلق كالنار في الهشيم، مُشعلاً نيران الغضب في نفوس الجمهور الخليجي، الذي عبّر عن استيائه مما تعرضه الدراما الكويتية، رافعاً شعار «المسلسلات الكويتية لا تمثلني»، ليتربع هذا «الهاشتاغ» على قمة «تويتر» خلال الأيام الماضية، كاشفاً عن جراحٍ غائرة لم يزِدْها مرور الأيام إلا عمقاً وألماً، فالأصداء لاتزال تتردد في ردهات «تويتر»، والجمهور لا ينام على تغريدة، إلا ويستيقظ على أخرى وأخرى.
قشة قصمت ظهر البعير، هو الوصف الأمثل للمشهد الذي أداه الممثل علي كاكولي وهو ينحني على ركبتيه ليقبل قدم الممثلة فاطمة عبدالرحيم في مسلسل «باب الريح»، ليثير بذلك زوبعة من الغضب ويفتح الباب لريحٍ عاصفة أتت على الأخضر واليابس.
صورة خاطئة
هذا المشهد كان أول القائمة التي ملأها الجمهور بحبر استنكارهم لمشاهد أخرى، عكست مدى وعي المُشاهد الخليجي تجاه ما تعرضه الدراما، ليؤكدوا بأن أعمال كثيرة قدمت صورة مغلوطة عن المجتمع الكويتي، لما تحفل به من انحدار في القيم والأخلاق، وانتشرت عدة مقاطع مصورة، تحدث فيها أصحابها عن الدور الكبير الذي تلعبه تلك المسلسلات في تشويه صورة المجتمع الكويتي، إذ ذكر أحد المُشاهدين في مقطعه المصور بأن «المجتمع الكويتي ليس هو من يراه الجمهور على الشاشة، فهو لا يعيش في قصور أو بيوت فخمة..
لافتاً إلى أن أكثر من « 80% يعانون من الديون ولديهم قروض ملتزمون بسدادها»، كما أن الكويتي لا يتساءل «منو ياينا هالحزة» حين يطرق أحد بابه، بل يبادر فوراً إلى استقبال ضيفه بكل ترحاب. كما أكد عدد من المغردين بأن أغلب الممثلين في الأعمال الكويتية ليسوا كويتيين، وهو ما يجعلهم لا يشعرون بالغيرة حين يقدمون مشاهد لا ترقى للمستوى المطلوب.
وتعالت أصوات الجمهور الذين استنكروا الصورة الخاطئة التي تظهر بها الفتاة الكويتية في المسلسلات، فهي ليست كما صورتها الدراما، بل هي محتشمة وراقية تعيش وسط أسرة متماسكة كبقية الأسر في المجتمعات العربية.
درب الزلق
وعاد الكثيرون بذاكرتهم إلى مسلسل «درب الزلق» مؤكدين أنه المسلسل الوحيد الذي يمثل الكويتيين وأن كل الأدوار التي قدمها حقيقية، وهو ما جعل هذا العمل يعيش في قلوب الجمهور ووجدانه حتى اليوم.
وطالب بعض المشاهدين بعودة «خالتي قماشة»، وتساءل بعضهم الآخر عن غياب الرقابة على الأعمال، فيما استنكرت البقية الباقية الوجوه التي غزتها عمليات التجميل من كل جانب، وهو ما يثير الاشمئزاز في النفوس.
هوية
وقد انتشر هاشتاغ «المسلسلات الكويتية لا تمثلني» بسرعة البرق، لينثر الملح على الجرح، ويضغط بقسوة على آلام الكثيرين الذين عارضوا ما تعرضه المسلسلات، واعترضوا على ما تقدمه، فالموضوع أكبر بكثير من مجرد حلقات متسلسلة غرضها الترفيه عن الجمهور، فهي مسألة مبدأ وهوية ووجود، وفي شمضامين المسلسلات تشويه لمجتمع عريق بعاداته وتاريخه.
ووجه الجمهور أصابع الاتهام إلى المخرجين والمنتجين، مشيرين إلى أن ما يقدمونه يرجع لإفلاس فكري بحاجة إلى إعادة النظر فيه.
وعبر الكثيرون عن رغبتهم في أن يتوقف الزمن عند عتبات عام 2005، الذي كانت المسلسلات فيه وقبله جميلة وراقية لا إسفاف فيها ولا تجريح، على عكس الدراما الكويتية اليوم التي لا تحتوي على قصة هادفة، ولا قيم اجتماعية، ولا تمثل الواقع الحقيقي، وترسم فوق ذلك كله صورة سلبية عن المجتمع الكويتي.
أين الرقابة؟
تساءل مغردون عن دور الرقابة في الفوضى الحاصلة على الشاشات، مطالبين وزارة الإعلام الكويتية بالنظر في هذا الأمر، واتخاذ الإجراءات اللازمة حفظاً لماء الوجه، لافتين إلى أنهم باتوا يخجلون من مشاهدة المسلسلات الكويتية أمام أبنائهم لكثرة مشاهد الغزل والحب والخيانة، ومؤكدين بأن الفن الحقيقي هدفه توعية المجتمع وتوصيل رسالة قيمة لأفراده.