الأدب المغربي.. بين وفرة الإنتاج وضعف الانتشار
لن يختلف اثنان حول مدى أهمية الأدب داخل المجتمع، لما له من دور في عكس الواقع الاجتماعي لكل مجتمع و قدرته على وصف الواقع وتحليله.
في المغرب، يتميز الأدب بكونه أدب كفاح وأدب معركة وأدب أصالة، على اعتبار أنه منذ الاستعمار، لم يجد المفكرون من سلاح لمكافحة ومواجهة المستعمر غير سلاح الكلمة، فبات الأدب المغربي، منذ ذلك الحين، أدب حرية وفكر ومقاومة.
وكان الأستاذ والروائي المغربي محمد التازي، قد قال خلال كلمة ألقاها في مؤتمر الأدباء العرب عام 1969 إنه "لا فكر بدون حرية، و لا أدب بدون حرية، ولا تاريخ بدون أدب".
وعلى الرغم من وجود عدد كبير من دور النشر ووفرة الإنتاج في شتى الأجناس الأدبية، إلا أن الأدب المغربي يعاني من ضعف الانتشار وصعوبة الترويج له في الدول المجاورة وخصوصا بدول المشرق.
ويقول عادل الزبيري، صحفي وكاتب مغربي، في حديثه لسكاي نيوز عربية، إن الكتاب المغربي يجد صعوبة في دخول السوق المشرقي، بينما غزى الكتاب المشرقي المكتبات المغربية، مضيفا أن دور نشر مشرقية باتت تتبنى كتاب مغاربة بسبب ضعف ومحدودية حركية الطباعة بالمغرب.
وفي نفس السياق، يضيف الدكتور عبد الفتاح أفكوح، قاص وزجال مغربي "إذا كانت أصداء أدب المشرق قد استطاعت أن تصل المغرب وتتردد فيه، فإن أصداء الأدب المغربي لم تتمكن من نيل ذات الحظ في بلوغ المشرق والتردد فيه".
نفس الأمر أكده ميمون أم العيد، كاتب مغربي، لسكاي نيوز عربية، حيث قال، إن المغرب يفتقد لدور نشر قوية قادرة على تسويق الأدب المغربي في المشرق، مشيرا إلى أن هناك استثناءات لمبدعين مغاربة لهم حضور مهم ووازن في المشرق، أمثال أنيس الرفاعي وعبد العزيز الراشدي وغيرهما.
رأي محمد بنشريفة، وهو أستاذ وباحث، جاء مخالفا حيث كشف أن الأدب المغربي له اليوم ذيوع كبير وانتشار باهر سواء فيما يتعلق بعدد الدواوين التي ظهرت منذ القرن الماضي أو بالدراسات التي يقبل عليها المشارقة، مشيرا إلى أن الروايات والقصص الصغيرة هي الأكثر انتشارا في المغرب، وهذا لا ينقص من قيمة الشعر، حيث يتوفر المغرب على شعراء كبار، من بينهم علي الصقلي ومحمد الحلوي وأحمد المجاطي ومحمد الكنوني ومحمد بنيس وآخرين.
أما مبارك ربيع، أديب وروائي مغربي، فقال إن التفاعل بين الثقافات هو أمر عادي ومطلوب، مضيفا "هناك من يقول إن الأدب المغربي يتبع نظيره المشرقي فأعتبر أن في الأمر تعسفا كبيرا. ويمكن الملاحظة أن الموضوعات التي تطرق إليها الأدب المغربي لم تكن هي نفسها تلك التي اهتم بها الأدب في المشرق، وهذا شيء عادي لأن الرؤى تختلف".
ويعاني الأدباء المغاربة من حرمانهم من أبسط حقوقهم، حيث لا يوجد في المغرب كاتب أو أديب يعيش من مداخيل كتبه إلا في حالات نادرة.
للمغاربة إبداع لا يقل عن إبداع المشارقة ولكنه في الحاجة إلى من يكشف عنه ويوليه اهتماما خاصا يليق بقيمته.