حمّود: بطولة اليورو مشتعلة ومفاجأة مُنتظرة في النهائي
أكملَ 16 منتخباً مشواره في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2016، ولم نشهد أيّ مفاجأة تُذكر على مستوى تأهّلات المنتخبات الكبرى، لكنّ الفِرق التي نعتبرها "متواضعة" تمكّنت من منافسة الكبار، حتى إنّ بعضها تصدّرَ مجموعته (ويلز، كرواتيا والمجر). وكان لـ"الجمهورية" جولة عامة مع المدرّب محمود حمّود على أبرز المنتخبات في البطولة والمرشّحة إلى نَيل اللقب. وتحدّثَ حمّود عن مستوى المنتخبات، حيث أكّد أنّ "المنتخبات «المتواضعة" تمكّنَت من منافسة المنتخبات الكبيرة، وقال في هذا الصدد: "بعدما كانت بطولة الأمم الأوروبية تقتصر على مشاركة 16 منتخباً فقط، توسّعت في هذه النسخة إلى 24، وقال بعض المحللين: سنلاحظ تناقضاً في مستوى المنتخبات، أي إنّها ستصبح عبارة عن صفّ أوّل وصفّ ثانٍ بعد النظام الجديد، لكن بعد انتهاء الدور الأوّل تبيّن أنه لا يوجد منتخب صغير ومنتخب كبير في عالم كرة القدم، المنتخبات التي لا تضاهي المنتخبات الكبرى تمكّنَت من مقارعة الأسماء الرنّانة وتصدّرت المجموعة، وأبرز دليل على ذلك ويلز، بقيادة نجمها غاريث بايل، التي تربّعَت على عرش المجموعة الثانية التي تتضمّن إنكلترا وسلوفاكيا وروسيا».
وأردف: "لقد كانت كلّ الفرَق على جهوزية تامة بدنياً، وتمتّعت بالانضباط التكتيكي".
مواجهة إيطاليّة - إسبانيّة ناريّة
وتطرّقَ حمّود في حديثه إلى الأداء الذي قدّمه المنتخب الإيطالي، بقيادة المدرّب المُحنّك أنتونيو كونتي، حيث أشار إلى أنّ "إيطاليا لعبَت مباراتها الأولى والثانية بواقعية، وفازت على كل من بلجيكا التي من الممكن أن تكون أحد المنتخبات المرشّحة للفوز بالبطولة (2-0)، والسويد (1-0)، رغم تعثّرها في مباراتها الأخيرة أمام المجر وخروجها بخسارة مفاجئة بنتيجة 1-0. وهذه الخسارة لم تؤثّر على الفريق «الأزرق»، أوّلاً لأنه بقيَ في صدارة المجموعة، وثانياً لأنه أجرى 8 تبديلات".
وعمّا إذا كان الأسلوب الدفاعي البحت سيوصِل إيطاليا إلى أدوار متقدّمة من البطولة، أجاب حمّود: "الآتزوري اعتاد على اللعب الجماعي، فهو لا يعتمد إطلاقاً على نجم معيّن في فريقه. وهذه الطريقة تُنجح المنتخبات وتوصِلها إلى أدوار متقدّمة".
ورأى حمّود أنّ "المواجهة الأقوى في دور الـ 16 ستكون بين إيطاليا وإسبانيا، حيث لا يمكن التكهّن بنتيجة اللقاء، لكنّني أعتقد أنّه بإمكانه أن يذهب إلى وقت إضافي وربّما إلى ركلات الترجيح".
وأضاف: "المنتخب الإسباني يمتاز بالاستحواذ على الكرة، ويعتمد على لاعبين بمستوى عالٍ، وعلى رأسِهم اللاعب أندريس إنييستا. بينما تعتمد إيطاليا على دفاعها الصلب، وهذا ما ستفعله في مواجهتها أمام إسبانيا الإثنين المقبل".
ألمانيا تقترب من المستوى المطلوب
ولفتَ حمّود إلى أنّ "ألمانيا لم تقدّم المستوى المتوقّع منها في المباراتين الأوليَين، ولم تُقنعنا أبداً. وقد أتت أيضاً بعد خسارات عدّة في مبارياتها الودّية.
وقد انتُقدت كثيراً، خصوصاً أنّ مدرّبها يواكيم لوف لم يُشرك رأس الحربة ماريو غوميز. لكنّها في المباراة الأخيرة أمام إيرلندا الشمالية قدّمت أداءً كبيراً، وتمكّنت من الوصول إلى المرمى في نصف الساعة الأول 6 مرّات، أحرزَت خلالها هدفاً بواسطة غوميز... وهذا الذي كنّا ننتظره منها بعد بطولة كأس العالم".
هناك قاعدة في ألمانيا تقول: "عندما يكون المنتخب الألماني سيّئاً يصل إلى النهائي، وعندما يكون جيّداً يُحرز اللقب".
إنكلترا مرشّحة بقوّة
واعتبَر حمّود أنّ "المنتخب الإنكليزي هو أحد المرشّحين الأقوياء، رغم أنّه لم يحرز أيّ لقب منذ زمن طويل، وهو يضمّ عناصر قوية في صفوفه، والعامل السلبي الوحيد الذي يقف في وجهه هو أنّ موسم الدوري الإنكليزي الممتاز طويل جداً، إضافةً إلى البطولات الأخرى التي ترافقه، وبعدما انتهت البطولة المحلية انتقل اللاعبون مباشرةً إلى بطولة أوروبا المقامة حاليّاً في فرنسا، لذلك فقد لعب الجهد البدني دوراً كبيراً في الدور الأوّل، ولهذا خرجَ منتخب "الأسود الثلاثة" من فوز واحد وتعادلين في الدور الأوّل، لكنّه يبقى مرشّحاً فوق العادة على اللقب".
باييت نجم فرنسا
وأشار حمّود إلى أنه "في كلّ بطولة كبرى يَلمع نجم جديد في اللعبة، وقد ظهر الآن النجم الفرنسي ديميتري باييت، لاعب نادي وست هام يونايتد الإنكليزي"، رغم أنّه تقدّم إلى حَدّ ما في السنّ (29 عاماً). وتوقّع وصول أحد هذه المنتخبات إلى النهائي: "ألمانيا، فرنسا وإنكلترا"، رغم أنّ المنتخب الإسباني لا يُستهان به أيضاً".
وختم حمّود حديثه قائلاً: "من الممكن جداً أن نشهد مفاجأة كبيرة في النهائي، وهو منتخب الويلزي الذي قدّم أداءً رفيعاً في الدور الأوّل".