ما هي عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد.. رياضياً؟
نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن تأثير قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الدوري الإنجليزي، وكرة القدم الإنجليزية بصفة عامة، حيث سيكون لهذا الانسحاب تداعيات كبيرة على الأندية الإنجليزية وخاصة على انتقال اللاعبين.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن تكون له تداعيات سياسية ومالية واجتماعية فقط، بل أيضا رياضية مما سيجعل من الصعب تقييم المخاطر على الرياضة البريطانية.
ونقلت الصحيفة ما جاء في رسالة نائبة رئيس وست هام يونايتد، كارين برادي، التي وجهتها إلى رؤساء كل النوادي المحترفة في إنجلترا واسكتلندا وويلز في كانون الثاني، والتي قالت فيها إن "انفصالنا عن أوروبا سيكون له عواقب وخيمة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي يمكن الرياضيين والرياضيات من حرية التنقل والكسب في المملكة المتحدة دون تعقيدات إجراءات الحصول عل تصريح عمل، في حين أنه يجب على الأشخاص الذين ليسوا من الاتحاد الأوروبي، الاستجابة إلى معايير التسجيل التابعة لوزارة الداخلية.
أما بالنسبة للاعبي كرة القدم، على وجه الخصوص، فعليهم لعب عدد معين من المباريات مع منتخباتهم من أجل التأهل للانتقال إلى الدوري الإنجليزي. ولو لم تكن لوائح الاتحاد الأوروبي، لما سمح لأنتوني مارسيال، مهاجم مانشستر يونايتد، أو أنغولو كانتي، لاعب خط الوسط في ليستر سيتي حامل اللقب، باللعب في الدوري الإنجليزي.
وأضافت الصحيفة أنه إذا لم تتدخل الحكومة البريطانية لتقوم بالانفتاح على دول الاتحاد الأوروبي، فستتكبد الأندية البريطانية تكاليف ورسوم انتقال اللاعبين الباهظة جدا الأمر الذي ستستفيد منه الأندية الأوروبية. ففي شباط الماضي، صرح الشريك في شركة محاماة رياضية وإعلامية، دانيال غيي، أنه يجب تطوير سياسة جديدة.
وأضاف: "لا أعتقد أن المعايير نفسها ستطبق على اللاعبين الأوروبيين كما هو الحال مع اللاعبين غير الأوروبيين، ولن يكون إعداد قوانين مشتركة، تهم لاعبي كرة القدم، من أولويات جدول أعمال الحكومات، لذلك على كل من الاتحاد الإنجليزي ووزارة الداخلية العمل على صياغة قوانين تتعلّق بتصاريح عمل جديدة".
وأفادت الصحيفة أنه إضافة إلى رئيس اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفة، غوردون تايلور، هناك من يعتقد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيحسن كرة القدم الإنجليزية، مما سيسهل للأندية تطوير المواهب المحلية خاصة وأن المواهب الأجنبية اجتاحت الدوري في حين تم التغاضي عن المواهب المحلية في الماضي.
وقالت الصحيفة إن عضو مكتب محاماة تشارلز رسل بول شابيرو، صرّح أنه قد تجد أندية كرة القدم البريطانية نفسها قادرة على التعاقد مع لاعبين أجانب تفوق أعمارهم 18 سنة، نظرا لأنها بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي، لن تكون قادرة على الاستفادة من الاستثناء الممنوح حاليا من الفيفا للاتحاد الأوروبي، والذي يسمح بالتعاقد مع لاعبين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 سنة.
وأضاف بول شابيرو أنه إذا لن يتم تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، فمن المرجح أن يُقلص منظمو المسابقات الرياضية عدد اللاعبين الأجانب الموجودين على ورقة المباراة، لأنها يمكن أن تضم لاعبين أوروبيين ولاعبين مسجلين تحت قانون كولباك في حصة كل ناد من اللاعبين الأجانب.
كما أفاد بول بأنه "قد تعتبر بعض الهيئات أن هذا الأمر مفيد، حيث أنه سيتيح لهم ممارسة التمييز لصالح اللاعبين الإنجليز الذين من المرجح تأهلهم إلى المنتخب الوطني في حين أنه سيكون سلبيا بالنسبة للدوري وللأندية التي ستكون أقل قدرة على المنافسة في استقطاب أفضل اللاعبين من مختلف أنحاء القارة".
وفي الختام، بينت الصحيفة أنه من المرجح أن الدوري الإنجليزي سيواجه صعوبات لاستقطاب عائدات حقوق البث نفسها للعام الماضي. فمن المقرر، أن يجني الدوري الإنجليزي حوالي 5 مليارات جنيه إسترليني خلال الموسم المقبل.