روائع متاحف نيويورك مصدر إثراء مهارات رجال الشرطة
تصحب إيمي إي هيرمان، الخبيرة الأميركية في الإدراك البصري، الناس إلى المتاحف لتعليمهم كيفية ملاحظة التفاصيل التي ربما تغيب عنهم، وجعلهم ينظرون إلى الأعمال الفنية بعمق وإدراك. واصطحبت، أخيراً، مجموعة من رجال شرطة نيويورك إلى متحف متروبوليتان للفن، وطلبت منهم وصف بعض الأشياء التي شاهدوها، إذ بذلوا قصارى جهدهم.
نظرات تحليلية
عرض أحد ضباط الشرطة وجهة نظره، خلال جولته ورفاقه في المتحف، حول عمل فني لروزا بونوير عائد إلى منتصف القرن التاسع عشر.. وبعنوان «مهرجان الجياد» (وهو عبارة عن مشهد شبه فوضوي لجياد تقاد إلى السوق)، إذ قال: تبدو هذه لوحة لبعض الرجال والأحصنة، «وحاول الالتزام بما قالته إيمي هيرمان لتجنب كلمات مثل: بوضوح»، وتابع: يبدو أن الأمر حدث خلال النهار، وأن الأحصنة تتنقل من اليسار إلى اليمين.
وهناك ضابطان آخران تناولا أحد أعمال بيكاسو العائد إلى عام 1905، والذي يحمل عنوان «في نادي لابان أغيل»، وهو يصور رجلاً وامرأة مرهقين وهما يجلسان بعد قضائهما ليلة طويلة في الخارج على ما يبدو، ولاحظ أحدهما أنه ربما دارت بينهما «مشادة» كلامية. وقال الآخر: «يبدو أن الرجل والمرأة كانا سوياً لكن يبدو أن الرجل سينام على الأريكة».
بيانات الروائع الفنية
وقالت هيرمان: هذا ليس درساً عن بولوك في مواجهة بيكاسو، وأنا لا أعلمكم اليوم عن الفن وإنما استخدم الفن كمجموعة جديدة من البيانات للمساعدة على توضيح اللوحات، واستخدام المهارات التي توظفونها في العمل، وهدفي أنه عندما تخرجون من الباب فإن عليكم أن تفكروا بطريقة مختلفة فيما يتعلق بوظيفتكم.
وأوضحت هيرمان، وكما تؤكد آراء كثيرة في المجال، أن اللوحة لها وظائف عديدة، فهي تحفة ثقافية وموضوع جمالي في الوقت عينه، كذلك تعد رؤية جمالية للزمان والمكان وصفقة تجارية أيضاً. وتصنف إيمي هيرمان في هذا الحقل كونها مستودعاً قيماً للتفاصيل البصرية يمكن أن يلقي الضوء على كيفية التعامل مع مسرح جريمة، ومن بين ما تشدد عليه، أنه ولدى النظر إلى إحدى اللوحات يبدو أن «جميع الأشخاص ينظرون إلى اللوحة باعتبارها امرأة مع الفواكه، وينسى 80% الطاولة الخشبية»، على سبيل المثال.
2011
ويستلهم مشروع هيرمان برنامجاً يستخدمه طلاب الطب في جامعة يال، الذين يدرسون الأعمال الفنية كي يرصدوا مرضاهم بطريقة أفضل. وعملت الخبيرة في الإدراك البصري على وضع برنامج مماثل، فبدأت بتقديم دورات متكاملة من هذا النوع منذ عام 2011، ومن بين زبائنها وكالات إنفاذ القوانين الفيدرالية والمحلية على امتداد البلاد، بالإضافة إلى طلاب الطب والمديرين التنفيذيين.
منهج تدريبي
وقال ستيف داي، رئيس الشرطة في قسم برايري في تكساس، بعض العمل الذي أريتمونا إياه، لم نكن لنلاحظ تفاصيله الدقيقة، وحري بنا أن نكون مراقبين مهنيين، وعندما أجبرنا على تفكيك الفنون ووضعها في مجموعات معدة، تبين أن الناس الموجودين في مختلف القطاعات ردوا بطرق مغايرة. وعلقت هيرمان: مجتمع إنفاذ القانون مختلف جداً، ويعتبر أكثر تجاوباً، بينما يعتبر الأطباء وطلاب الطب أقل تجاوباً، هم لا يريدون أن يحدث تجاهلهم في أية مسألة. وبينت أنها تصمم عروضها لزوار مشروعها وهم على منهج تدريبي منتظم في مكتب المباحث والتدريب في أكاديمية الشرطة. وبالمجمل، يعتبر برنامجها تطوعياً لا إلزامياً.
زاوية مختلفة
تحاول هيرمان تعليم الناس قول ما يرون، لا ما يفكرون به. ويسعى مشرعو القوانين إلى تفسير اللوحات من خلال وظائفهم. وقالت إحدى الضابطات اللواتي شاركن في هذه الدورات، إنها تعلمت كيف تجلس مع زملائها وأن تتعامل مع حقيقة أن بالإمكان فهم الأمور بطريقة مختلفة جداً من جانب كل منهم، وكانت هذه أول رحلة تقوم بها إلى أي متحف للفن.