هل تحتاج المزيد من النوم؟.. إذاً جرّب هاتين الفكرتين الخارقتين!
النوم هو الشغل الشاغل الآن، فهو واحد من الأهداف البحثية الثلاثة الأولى، التي تُحرِّكها صناعة تتكلف مليارات الدولارات، ومع ذلك، وبينما تسير الصناعة المتعلقة بالنوم على نحو جيد، لا يسير نومنا على ذات النحو (وذلك بالتأكيد هو السبب وراء كون تلك الصناعة على ما يرام).
وتُظهر إحصائيات النوم أننا نقلص من هذه العملية الأساسية الحيوية الثمينة التي تضاهي في أهميتها الطعام والشراب، كما أن نمط النوم الذي نمارسه يُعدُّ متقطعاً بشكلٍ مزمنٍ.
ولحُسن الحظ، يجتمع الباحثون في طب النوم كل عام لتبادل نتائج أبحاثهم وتقديم حلول جديدة، وهذا ما جرى خلال الأسبوع الماضي في مؤتمر "النوم 2016"، وهو اللقاء السنوي الثلاثون الذي ينظمه اتحاد جمعيات أبحاث النوم المهنية في دنفر، كولورادو.
وفيما بدت العديد من نتائج المؤتمر مثيرةً للاهتمام، سلّط موقعForbesالضوء على اثنتين من الأفكار الخارقة الجديرة بالتجربة.
أولاً: الخلط الإدراكي
كانت هذه إحدى الأفكار التي تمت مُناقشتها في المؤتمر من قِبل فريق من الباحثين قاموا باختراع تطبيق يُسمى "mySleepButton"، الذي يتم تسويقه باعتباره "تطبيقاً يسمح لخيالك بتهدئتك كي تنام".
فعندما تحاول النوم، أو عندما تستيقظ في منتصف الليل، فإن عقلك يميل بشكل طبيعي للتركيز بشكل مباشر على الأفكار المقلقة، والتي تولِّد بدورها المزيد من الأفكار المقلقة، وتمنعك من التمكن من النوم. فيقوم ذلك التطبيق بمقاطعة هذا النمط عن طريق "خلط" تركيزك الإدراكي بأنماط وصور عشوائية. دون نمط محدد من الأفكار يرتكز على الأرق الذي تعانيه، حتى تتوقف عن الكفاح وتغفو في نهاية المطاف.
"فالمخاوف والأفكار التي لا يتم التحكم فيها خلال وقت النوم غالباً ما تُعد شكاوى شائعة لدى من يُعانون الأرق"، بحسب ما يقول لوك بيدوان، الأستاذ المساعد المتخصص بالعلوم والتعليم المعرفي بجامعة سيمون فريزر، ومُعِد تطبيق mySleepButton.
وقد قام بالتعاون مع فريقه البحثي باختبار هذه الآلية على 154 طالباً جامعياً وأسفرت عن نتائج إيجابية، ومن الممكن إجراء خلط إدراكي ذاتي دون الاستعانة بتطبيق، ولكن لا تتوقع نجاحاً فورياً.
يقول بيدوان "إن العقل البشري يُعد آلة مُنتجة للمعاني أو آلة مُنتجة للإحساس، وفي الواقع، من الصعب جداً بالنسبة للأشخاص أن يستحضروا صوراً عشوائية دون مُساعدة".
ويفسر ذلك عدم جدوى التكتيكات مثل "عد الأغنام مع التنفس بعمق"، وغيرها من التكتيكات القائمة على أنماط مُشابهة، فبحسب أبحاث، ما تحتاجه في الواقع هو النقيض تماماً من ذلك، حيث تحتاج أن تنعم بالفوضى وتتوقف عن تخيل كافة تلك الأنماط.
ثانياً: ابتعد عن السرير!
أما الفكرة الثانية الجديرة بالتجربة فهي أقل مباشرة بعض الشيء من سابقتها، ولكنها تعتمد على كسر العادة الصارمة التي من السهل السقوط في فخّها عندما لا تتمكن من النوم بشكل جيد، وتتلخص هذه الفكرة ببساطة في: "ابتعد عن السرير!".
ليس من السهل فعل ذلك لأننا بشكل طبيعي نقضي وقتاً أول في الفراش عند محاولة الحصول على المزيد من النوم، وربما تتجه إلى فراشك مبكراً وتستيقظ في وقت متأخر، وربما تقضي وقتاً أطول في الفراش خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولكن مهما بلغ الوقت الإضافي الذي نقضيه في فراشنا، نحن في الواقع لا نقوم بتحسين النوم كمّا أو كيفاً، بل نُزيد أرقنا سوءاً دون قصد، بحسب ما يقول باحثون.
يقول مدير برنامج طب النوم السلوكي في بنسلفانيا، الدكتور مايلكل برليس: "إن من يُعانون الأرق يحاولون زيادة فرص نومهم عادةً، فيذهبون إلى الفراش مبكراً، ويستيقظون في وقت متأخر، ويأخذون قيلولة كذلك. قد يبدو هذا منطقياً، وقد يكون جيداً على المدى القصير، لكن المشكلة تتضح على المدى البعيد، حيث يخلق ذلك عدم تطابق بين قدرة الفرد على النوم، وفرصته في النوم، وهو ما يزيد الأرق".
فبدلاً من تعويض الأرق بقضاء المزيد من الوقت في السرير، يُرجح الباحثون اتباع احتياجك الطبيعي للنوم، بأن تذهب إلى السرير عندما تكون مُتعباً وتقوم منه عندما تستيقظ ولا تتمكن من النوم مجدداً بسرعة، فتلك الاستراتيجية تتسبب في جودة نوم أفضل على المدى الطويل.