ثلاثة فنانين عرباً يشتهرون عالمياً في الغرافيتي الحروفي
لقي فن الرسم على الجدران العامة أو ما يعرف ب«فن الشوارع» الذي انطلق من أميركا، رواجاً في مختلف بلدان العالم للعديد من الأسباب منها ارتباطه بهوية الفنان وبيئته وبلده. وكما ينشد الكاتب من الكلمة أبعاداً للمعاني، فإن فنان الغرافيتي الحروفي يحول خطوطها إما عبر انسيابية أو حدة أو ليونة مسارها إلى زخرفة فلسفية، تجمع بين الجماليات البصرية والرؤية النقدية.
ولاقى هذا الفن في العالم العربي اهتماماً كبيراً خاصة من قبل فناني الحروفيات، الذين استطاعوا بموهبتهم ومهاراتهم في تشكيلات الخط العربي إلى لفت الأنظار، ليحتل العديد منهم مكانة بارزة في عالم الفن. وسنجد أن ثلاثة من الفنانين العرب أدرجت أعمالهم ضمن قوائم أفضل أعمال «فن خط الغرافيتي المعاصر» في العالم. وفي مقدمتهم، «السيد» التونسي الفرنسي الجنسية، واللبناني الشاب يزن حلواني، والمصرية الشابة خديجة الغواص.
جدران الكهوف
وقبل التعرف على تجربتهم، لا بد من تقديم نبذة عن هذا الفن الذي يرجع تاريخ نشأته بصورة عامة إلى العصور القديمة، حيث كان يرسم الإنسان القديم على جدران الكهوف. ليتطور مع اختراع الكتابة التي زينت جدران قبور الملوك وغيرهم. أما تاريخ فن الشوارع الذي شاع في أوائل القرن العشرين، فانطلق من أخذ الحروف أو الكلمة التقليدية عبر رسمها، إلى أبعاد فنية جديدة تشكل بعداً بصرياً جديداً.
الأكثر شهرة
يعتبر «السيد» الذي يجمع في أسلوبه بين تقنيات فن الغرافيتي والخط العربي، الأكثر شهرة بينهم إذ رسم جدارياته في العديد من البلدان كنيويورك وملبورن ولندن وإسطنبول وقطر وغيرها. وأبرز أعماله جدارية على أطول مئذنة في تونس والخاصة بمسجد جارا في جنوب شرق مدينة قابس الصناعية، ويبلغ طولها 47 متراً بعرض 10 أمتار.
هندسة شرقية
ويجمع الشاب يزن حلواني في أسلوبه بين الهندسة الشرقية والحروفيات والبورتريه. تتميز جدارياته في الأحياء والشوارع برسمه وجوه شخصيات، إما مجهولة أو تعتبر أيقونة في عالم الفن والأدب مثل الأديب جبران خليل والمطربة فيروز. ورسم جدارياته في العديد من البلدان مثل تونس وسنغافورة ودبي وفرنسا، ويحكي من خلالها قصة المدينة وتفاعل سكانها.
الخط الضوئي
والشائق أن طالبة كلية طب الأسنان خديجة الغواص التي تهوى الرسم منذ طفولتها، تعرفت على فن الغرافيتي من خلال حائط في جامعتها بالإسكندرية. لتشكل مع زميلتها الفنانة أميرة السماك فريق «ومضة». ووجدت خديجة أسلوبها الخاص عام 2013 حيث بدأت تشكيل خطوطها بالإضاءة، وتقول إن هذه التقنية تحمل ديناميكية الحركة.
ابتكار أبجدية
الفنان الذي يعتبر ضمن قائمة الفنانين الخمس الأكثر ثراء والذي يرتبط أسلوبه بخطوط بلدان أخرى، فهو ريتنا الأميركي من أصول آسيوية، الذي ابتكر أبجدية حروف خاصة به، تشكل نصاً غامضاً من روح الكتابة الهيروغليفية، ورموز حضارة سكان أميركا الأصليين، والحروف العربية. علماً بأن ريتنا يتعاون مع العديد من ال«براندات» التجارية العالمية ويرسم جداريات لمشاهير الشخصيات، مع تقديمه للعديد من المعارض الفردية.