ألمانيا وفرنسا وبلجيكا إلى الدور ربع النهائي
تأهّلَ كلّ مِن ألمانيا وفرنسا وبلجيكا إلى الدور ربع النهائي من بطولة الأمم الأوروبّية 2016، بعد فوز الأولى بسهولة على سلوفاكيا بنتيجة 3-0، والثانية بشقّ النفس على إيرلندا بنتيجة 2-1، والثالثة على المجر بنتيجة 4-0، لتكون 6 فرَق قد حجزت بطاقاتها في الدور المقبل، بعدما نجح كلّ مِن البرتغال وبولندا وويلز في ذلك.
لم يجد المنتخب الألماني صعوبة في تخطّي عقبة نظيره السلوفاكي وبلوغ الدور ربع النهائي باكتساحه 3-0 على «استاد بيار-موروا» في ليل.
واستحق رجال المدرّب يواكيم لوف بلوغ الدور ربع النهائي ومواصلة المشوار في البطولة القارية على أمل الذهاب حتى النهائي والفوز باللقب للمرّة الرابعة في تاريخ «ناسيونال مانشافت» بعد 1972 و1980 و1996، لكنّ الاختبار المقبل في ربع النهائي سيكون موقعة «العمالقة» لأنه سيجمع أبطال العالم مع إسبانيا بطلة النسختين الأخيرتين أو إيطاليا الوصيفة اللتين تلعبان اليوم في ثمن النهائي.
هيمنة ألمانية منذ البداية
وكانت ألمانيا قريبة من افتتاح التسجيل في الدقيقة السابعة بكرة رأسية من سامي خضيرة إثر ركلة حرّة نفذها طوني كروس، لكنّ الحارس ماتوس كوزاتشيك تألق وأنقذ مرماه، بيد أنه سرعان ما انحنى إثر الركنية التي نجمت عن الفرصة إذ شَتّت الدفاع الكرة الى خارج المنطقة لكنها وصلت إلى بواتينغ الذي أطلقها «طائرة» إلى يمين الحارس السلوفاكي (8)، مسجّلاً الهدف الأسرع لبلاده في تاريخ مشاركاتها في البطولة القارية ومفتتحاً سجله التهديفي في مباراته الـ 63 مع «ناسيونال مانشافت».
وحصل أبطال العالم على فرصة ذهبية لإضافة الهدف الثاني عندما احتسب الحكم ركلة جزاء ضد القائد مارتن سكرتل بعد دَفعه لماريو غوميز داخل المنطقة، فانبرى لها مسعود أوزيل، لكنّ كوزاتشيك تألق هذه المرّة وحرم الألمان من هدف الاطمئنان (14).
وانتظر المنتخب السلوفاكي حتى الدقيقة 41 ليهدّد المرمى الألماني بشكل فعلي، لكنّ مانويل نوير كان حاضراً بقوّة لإنقاذ رأسية يوراي كوتشكا إثر عرضية من ميلان سكرينيار.
وجاء الرد الألماني قاسياً إذ نجح غوميز في تعزيز تقدّم أبطال العالم إثر لعبة جماعية ومجهود فردي رائع لدراكسلر على الجهة اليسرى قبل أن يعكس الكرة لمهاجم بشيكتاش التركي الذي تلقّاها مباشرة على القائم القريب وحوّلها في الشباك (43) رافعاً رصيده إلى هدفين في النسخة الحالية وخمسة في ثلاث مشاركات في البطولة القارية (3 في 2012)، ليتشارك بذلك الرقم القياسي الألماني مع يورغن كلينسمان.
وفي بداية الشوط الثاني، تبادل الطرفان الهجمات من دون خطورة فعلية حتى نجح دراكسلر في توجيه الضربة القاضية لسلوفاكيا إثر ركلة ركنية من كروس وتمريرة رأسية من ماتس هوملس تلقّاها لاعب وسط فولفسبورغ وحوّل الكرة «طائرة» شبه مقصية في الزاوية اليمنى العليا (63).
فرنسا - إيرلندا (2-1)
إلى ذلك، قضى أنطوان غريزمان على حلم جمهورية إيرلندا وحمل فرنسا المضيفة إلى الدور ربع النهائي بعدما حوّل تخلّفها إلى فوز 2-1 على «استاد دو ليون» في الدور الثاني.
وعانت فرنسا الأمرّين لتحقيق فوزها الأوّل في الأدوار الاقصائية منذ تتويجها بلقبها القاري الثاني عام 2000 على حساب إيطاليا (2-1 بالهدف الذهبي)، إذ وجدت نفسها متخلفة منذ الدقيقة 2 بأسرع هدف من ركلة جزاء في تاريخ البطولة القارية.
لكنّ غريزمان قال كلمته في الشوط الثاني وسجّل ثنائية في غضون 3 دقائق فقط ليحمل بلاده إلى ربع النهائي حيث ستواجه إنكلترا أو ايسلندا اللتين تلتقيان اليوم في نيس.
أسرع ركلة جزاء في تاريخ البطولة
وجاءت البداية نارية إذ حصلت ايرلندا على ركلة جزاء بعد دقيقة و4 ثوانٍ فقط إثر خطأ من بول بوغبا على شاين لونغ خلال معمعة دفاعية في المنطقة الفرنسية، فنفّذها روبي برادي بنجاح بعدما ارتدّت الكرة من القائم الأيسر وإلى الشباك (2)، ليصبح ثاني لاعب فقط في تاريخ بلاده يسجّل هدفين في بطولة كبرى بعد روبي كين (كأس العالم 2002).
وضغطت فرنسا بحثاً عن التعادل فحاصرت الإيرلنديين في منطقتهم، لكنها لم تهدّد مرمى دارين راندولف بشكل فعلي بل كاد أن يأتي الهدف من الجهة المقابلة لولا تألق لوريس في وجه تسديدة محكمة من داريل مورفي (21).
وردّ الفرنسيون، الذين عانوا «هشاشة» دفاعهم في مواجهة كل انطلاقة إيرلندية، بأخطر فرصة لهم منذ انطلاق المباراة وجاءت من ركلة حرّة نفذها بوغبا من حوالى 25 متراً لكنّ راندولف تألق وأنقذ فريقه (23).
وفي الشوط الثاني، حاول ديشان تَدارك الموقف فزجّ بكينغزلي كومان بدلاً من كانتي على أمل الوصول إلى الشباك الإيرلندية وكاد أن يتحقق ذلك إثر ركلة حرّة نفّذها باييت وحوّلها بوغبا برأسه إلى كوسييلني لكنّ رأسية مدافع أرسنال الإنكليزي مرّت قريبة جداً من القائم الأيسر (48).
وجاء الفرج للفرنسيين عبر غريزمان الذي ارتقى عالياً إثر عرضية متقنة من بكاري سانيا، وحوّلها برأسه من نقطة الجزاء إلى الزاوية اليمنى لمرمى راندولف (57).
ولم يكد المنتخب الإيرلندي يستفيق من صدمة الهدف حتى اهتزّت شباكه مجدّداً بهدف آخر من غريزمان الذي وصلته الكرة بتمريرة رأسية من جيرو إثر كرة طويلة من عادل رامي، فتقدّم بها قبل أن يطلقها بيسراه أرضية على يسار راندولف (61)، مسجّلاً هدفه الثالث في النهائيات الحالية.
بلجيكا - المجر (4-0)
من جهتها، تأهّلت بلجيكا إلى الدور ربع النهائي أيضاً بفوزها على المجر بنتيجة 4-0، على ملعب تولوز. وتفوّقَت بلجيكا على المجر في الشوط الأوّل، وافتتحت التسجيل باكراً عن طريق توبي ألدرويرلد في الدقيقة العاشرة بعد تمريرة من نجم مانشستر سيتي كيفن دي بروين.
ومع تقدّم الدقائق في الشوط الأوّل، تمكّنَت المجر من الوصول إلى الشباك مرّات عدّة، واعتمد لاعبوها على الركلات الصاروخية من دون أن ينجحوا. وكاد إدن هازار أن يفتتح التسجيل لبلجيكا مع انطلاق الشوط الثاني لكنّ الحارس تألّق في إبعاد الكرة.
وتفوّقَت بلجيكا على المجر في غالبية فترات اللقاء، حتى أضافت الهدف الثاني بواسطة ميشي باتشوايي بعد تمريرة عرضية من هازار (78). وأضاف هازار نفسُه الهدف الثالث بعد أقلّ من دقيقتين على الهدف الثاني إثرَ هجمة مرتدّة رائعة وتمريرة من دي بروين (80)، وختم فيريرا كاراسكو مسلسل الأهداف في الدقيقة 90.
تأهّل البرتغال وبولندا وويلز
وكان قد تأهّل كل من البرتغال وبولندا وويلز إلى دور ربع النهائي، بفوز الأولى على كرواتيا (1-0 بعد وقت إضافي)، والثانية على سويسرا (5-4 بركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين بنتيجة 1-1)، والثالثة على إيرلندا بنتيجة 1-0.
وكانت مباراة البرتغال وكرواتيا متكافئة جداً، من دون أن تشهد فرصاً كثيرة على المرمى، حتى سجّلت البرتغال في الدقيقة 117 بواسطة كواريزما بعد تمريرة من النجم كريستيانو رونالدو الذي استغلّ هجمة مرتدّة.
وفي المباراة الثانية بين بولندا وسويسرا، إفتتح بلاشيكوفسكي التسجيل لبولندا في الدقيقة 39، بعد تمريرة من كاميل غروسيسكي. وعادلت سويسرا النتيجة عن طريق سكودران شاكيري في الدقيقة 82. وذهبت المباراة بعدها إلى وقت إضافي من دون أن ينجح الفريقان في التسجيل، حتى حسمت بولندا التأهّل في ركلات الترجيح، بعدما أضاع لاعب أرسنال الجديد تشاكا ركلته لتفوز بولندا بنتيجة 5-4.
وفي المباراة الثالثة بين ويلز وإيرلندا الشمالية، لم يتمكّن أي من الفريقين التفوّق على الآخر طيلة فترات المباراة، لكنّ ويلز حسمت النتيجة في صالحها بهدف سجّله لاعب إيرلندا غاريث ماكأولي خطأً في مرماه بعد عرضية من النجم غاريث بايل في الدقيقة 75.