بعد الانتصار الإيطالي الكبير …بعض الملاحظات الصغيرة

حقق منتخب إيطاليا فوزاً هو الأغلى حتى اللحظة على غريمه حامل اللقب منتخب اسبانيا وأنهى سيطرته على اليورو بانتصاره عليه بهدفين مقابل لاشيء ليثأر الأزرق من هزيمته المرة بأربعة أهداف نظيفة في نهائي يورو2016. الإيطاليون استطاعوا بجماعيتهم وتقنيتهم التفوق(للمرة الثانية)على الموهبة الأعلى في الفريق الخصم، لكن في خضم هذا الانتصار الكبير تبقى هناك ملاحظات هامة لابد من الإشارة إليها قبل اللقاء المرتقب أمام ألمانيا .

بداية..لماذافازالإيطاليون؟

فاز منتخب إيطاليا الفوز لأنه قدم أسلوبة التقليدي بطريقة معاصرة ، حيث دافع بطريقة جديدة لا تعتمد على الانكفاء المبالغ به إلى الخلف بل على التحرك المميز للاعبي الوسط والدفاع بطريقة تضيق المساحات وتغلق الثغرات بشكل يعتمد التنظيم في التحرك لكل لاعب بشكل أساسي . لاعبو الوسط والهجوم يعرفون تمام المعرفة وظائفهم ويضغطون على لاعبي الخصم دون اندفاع أو كثافة مبالغ بها . أساس عملهم هو التنظيم والالتزام الذي رسخه كونتي بشكل جعلهم أشبه بالكتيبة ، وهو بالمناسبة نفس التشبيه الذي أطلق على أتلتيكو بقيادة سيميوني، لكن إيطاليا تختلف عن أتلتيكو بأنها أقل خشونة وأكثر ذكاء وتنظيماً خصوصاً في عملية الانتقال من الدفاع إلى الهجوم بالاعتماد على نقل الكرة نحو الأظهرة ثم نقلها للمنتصف بطريقة مميزةينتظرها بيلي لاستغلالها أو لصناعتها للاعب آخر قادم من الخلف قد يكون إيدير أو غيره ، وهو بالمناسبة التشخيص الدقيق لتشافي هيرنانديز الذي رأى فيها مزيجاً من أتلتيكو وبرشلونة

منتخب إيطاليا فاز أيضاً لأن اسبانيا لعبت بشبه استسلام ، حيث استمرت في معاناتها مع خطة ٣–٥–٢ التي بدأت في المونديال الماضي حيث بداالقبض على مفاتيح لعبهاممكناً جداً بل وسهلاً . فلم ينفع موراتا ولا بدلاؤه ولا ديفيد سيلفا ورفاقه . وحدهم إنيستا ودي خيا امتلكوا الروح المطلوبة لكن في كرة القدم اليدان لا تصفقان ، أنت تحتاج لأحد عشر يداً وخلفهم مدرب، تماماً كما كانت إيطاليا.

ولكن …هناك ملاحظات

أولى الملاحظات كانت الثقة الزائدة للاعبين الإيطاليينخصوصاً في نقل الكرة في المناطق الخلفية والتعب يسيطر عليهم مما سمح للاسبان بقطع الكرة وشن العديد من الهجمات الخطيرة ، ولولا تدخل بوفون وتوجيهاتهلما بدأ اللاعبون بتنظيف مناطقهم بشكل صحيح في الدقائق الأخيرة .

ثاني الملاحظات هي تأخر كونتي(الذي يعتبر منأفضلمدربيالبطولةإن لم يكن أفضلهم على الإطلاق)في التبديل ، فإنسيني كان يجب أن يشارك في وقت أبكر لتخفيف الضغط عن زملائه عبر زيادة الفاعلية على المرمى الاسباني.

ثالث الملاحظات هي التأخر في حسم اللقاء للدقائق الأخيرة رغم كثرة الفرص المتاحة حيث كان من الممكن أن تعود اسبانيا في أكثر من مناسبة. التأخر في حسم النتيجة كلف إيطاليا جهداً كبيراً ظهرت نتيجته في أواخر اللقاء وستظهر مجدداً أمام الألمان الذين بذلوا جهداً أقل أمام السلوفاك ونالوا راحة أكبر بيوم بفضل نظام البطولة .

حفلت المباراة بلقطات رائعة للغاية ، منهاإشارة كونتي اواخر المباراةلجياكيريني بلعب الكرة بالاتجاه المعاكس ومنها جاء الهدف الثاني مما يدل على دقة العمل الفني قبل اللقاء . وقد أفرزت نتيجة اللقاء لقاءً آخر من العيار الثقيل بين إيطاليا وألمانيا ينتظره القاصي والداني حيث يترقب الجميع قدرة الألمان على فك العقدة الإيطالية رسمياً كما فعلت ذلك ودياً قبل البطولة عندما فازت عليها بأربعة أهداف مقابل هدف .