في رثاء هزاع الذنيبات
جو 24 :
محرّر الشؤون المحليّة- يصعب تخيّل عمّان دون وجود أشهر من فيها: شرطي السير هزّاع الذنيبات، الذي فارقنا إلى رحمته تعالى فجر الثلاثاء إثر عارض صحّي مفاجئ.
الذنيبات، رسم بإيماءاته وحركاته وجهاً أجمل لعمان، شوارعها كانت طيّعة أمام أوامره، جمال روحه فرض محبّته على كلّ السائقين والمارّة، لدرجة أنّه لم يحرّر سوى مخالفتين خلال فترة خدمته الطويلة، فالكل كان يطيعه بحب.
الأنموذج الأمثل لشرطيّ السير، ليس في الأردن فحسب، بل وعلى مستوى العالم، فارقنا إلى الأبد.. على روحك الرحمة والسلام يا مفخرة الأردنيين.
إنسان بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، هذا ما يمكن أن يختصر الوصف في المرحوم النبيل، ولم يغب عن الذاكرة كيف أوقف الذنيبات موكب المرحوم الملك حسين، لإعطاء الأولويّة لسيّارة إسعاف، وهو ما أسرّ الملك الراحل.
حماسة وإخلاص وتفاني في العمل، عرفه الكلّ عن الذنيبات، الذي لو عمل كلّ مواطن بنصف تفانيه لانتقل الأردن إلى مرتبة الدول الكبرى المتقدّمة. عطاء المرحوم في عمله كان يفوق الوصف، بل وكان عشقه للواجب أسمى ممّا يمكن لأن يتحلّى به أيّ إنسان.
عمان تعتصرها الوحدة أمام هذا المصاب، فلم تشهد العاصمة أجمل ممّا قدّمه الراحل لها. نسأل الله الرحمة لروح الفقيد الغالي، ولأهله جميل الصبر والسلوان.