في رسالة مفتوحة للملقي.. السنيد يجترح حلولاً ناجعة لمشكلة ذيبان
جو 24 :
وجه النائب السابق علي السنيد رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي طالبه فيها باحداث التنمية في لواء ذيبان، والشروع بتنفيذ المشاريع التنموية الملحة للواء المهمش.
وبين السنيد ان التنمية هي مفتاح الحل النهائي، والذي سيجنبنا حركات الاحتجاج التي ما تفتأ تنطلق كل عدة اشهر على خلفية سوء الاوضاع المعيشية التي يعانيها ابناء اللواء، وهم يصطلون بنار الفقر والحاجة والبطالة وقسوة الظروف.
وتاليا نص الرسالة:
دولة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اثرت دولة الاخ ان اخاطبكم بمتطلب التنمية للواء ذيبان عبر الاعلام كي يكون الاردنيون شهودا بيني وبين حكومتكم الموقرة، وحتى ابرأ ذمتي من اية احداث قادمة قد تقع لا سمح الله اذا استمرت حالة التهميش المتواصلة لهذا لواء المحاصر بين الفقر والحاجة وحاجز انعدام الامل، والذي ما برح منذ سنوات يصدر موجات الاحتجاج المتواصلة لايصال صوته، وليعبر عن مرحلة نفاذ الصبر التي بات يعايشها ابناؤه الاخيار، وقد وصل حال الجيل الى ان تساوى الموت والحياة في نظرته العامة.
وانا ادعوك دولة الاخ الى الاعلان فورا عن البدأ بتنفيذ مشروع الكلية الجامعية في ذيبان، وذلك لتبديد هذه الغيمة السوداء الكامنة في صدور ابناء المنطقة، وهذه الكلية التقنية تعرضت لتسويف الحكومة السابقة ورغم ان بندا في الموازنة العامة للعام الفائت تضمن المخصصات المرصودة لها ، وكذلك موازنة هذا العام الا ان اجراءا لم يتخذ بهذا الصدد، وقد راحت مطالباتي للحكومة السابقة بضرورة التنفيذ ادراج الرياح. وهذا المشروع كان يمكن له ان يوفر العشرات من فرص العمل لابناء لواء ذيبان.
وكان تأخير التنفيذ مقصودا واذكر ان معالي وزير التعليم العالي عندما ناشدته اكثر من مرة بتحريك هذا المشروع اجابني باهمية اجراء الصلح بيني وبين دولة الدكتور عبدالله النسور اولا، وذلك في رسالة واضحة الى ان الرئيس يربط بين التنفيذ والقضايا الشخصية. وكأنه يرهن ذلك بموافقتي بصفتي نائب اللواء على سياسة رفع الاسعار والضرائب التي جاء بها.
وان المباشرة بتنفيذ مشروع المدرسة العسكرية في قرية برزا وهي المقرة على خطة هذا العام للقوات المسلحة، سيفضي الى توليد ايضا عشرات فرص العمل، ككادر للتدريس وكادر اداري اضافة الى تطوير العملية التربوية فيها وهي القرية النائية الموغلة بالفقر.
وكذلك فان تنفيذ قرار رئاسة الوزراء الذي ساعد فيه معالي وزير الاشغال بتحويل الطريق الواصل بين جسر الوالا والهيدان من طريق زراعي الى طريق ثانوي بعرض ثلاثين مترا، سيفتح هذه المنطقة الهامة للسياحة ، ومنها السياحة الجبلية وسياحة التخييم، وهو ما قد يشجع المستثمرين على إقامة المنتجعات السياحية، حيث يتخللها مجرى سيل الوالا وما يكتنفه من ينابيع وشلالات ومشاهد طبيعية خلابة.
ويتطلب لاصلاح البنية التحتية في هذه المنطقة ايصال التيار الكهربائي لها وقد رصد لهذا المشروع مبلغ 600 الف دينار على حساب فلس الريف وما زال ينتظر التنفيذ، وهو ما قد يساهم ايضاً في زيادة رقعة الاراضي المروية فيها ، وتقليل الكلفة على المزارعين ، وهذا يفضي الى توليد المئات من فرص العمل لصالح ابناء المنطقة المعطلين عن العمل، وخاصة اذا دعموا من خلال القروض الخاصة بهذا الغرض .
ويمكن الشروع بمرحلة اقامة المشاريع الزراعية الكبرى حول سد الوالا وسد الموجب، وذلك باتاحة المجال لسحب جزء من ماء السدين لصالح الزراعة المروية، ويستدعي ذلك البدء فورا بتنفيذ مشروع تعلية سد الوالا وانجاح خطط معالي وزير المياه والري بهذا الصدد، وهذا المشروع في حال تنفيذه من المتوقع ان يولد مئات فرص العمل لصالح الفقراء والشباب العاطلين عن العمل، وبما يؤدي الى ازالة رواسب الاحتقان من نفوسهم ويوفر فرص حياة كريمة لهم.
ولالحاق ذيبان بالخارطة السياحية فانا ارى دولة الاخ بضرورة اقامة مركز الزوار المقترح من عهد الحكومة السابقة على حساب وزارة التخطيط، والذي واجه التسويف، وكذلك اعادة الاهمية الى قصر الملك ميشع المهدم في ذيبان وهو معلم تاريخي عظيم يلقي عليه الزمان اذيال النسيان وواقعة يحقق النبوءة التوراتية بتحول ذيبون الى خرائب وتصبح عطشى.
وهذا يوفر ايضا العديد من فرص العمل لحملة تخصص السياحة من ابناء اللواء، ويحرك الواقع السياحي له، ويمكن ترميم قصر الملك ميشع واعادة بنائه وتحويله الى مقصد سياحي هام لصالح ابناء المدينة.
وتعد منطقة الموجب اعجوبة جيولوجية وهنالك انماط من السياحة تناسب هذا الوادي السحيق وخاصة مع وجود السد، والذي يمكن استغلاله في الجانب السياحي ايضا وهو موقع مولد لفرص العمل في حال تطوير واقعه التنموي.
وما تزال دولتكم معظم قرى لواء ذيبان تعتبر حاضنة طبيعة لتربية وتكثير الثروة الحيوانية ويمكن فتح الصناديق لهذه الغاية وبما يسهم باستعادة هذه الخاصية التي انقرضت بسبب جفاف المواسم الزراعية وعدم قدرة الاهالي على الاحتفاظ بالحوزات الصغيرة التي يملكونها، واذا توفر دعم حكومي جاد بهذا الصدد فسيلتحق عشرات الشباب وربما المئات منهم بهذا النمط من الانتاج التقليدي خاصة اذا كان هنالك جدوى اقتصادية وسيتوقف البحث عن الوظيفة الحكومية.
وان الدفع باتجاه توفير التمويل اللازم لعدد من المشاريع التي قدمت لصندوق تنمية المحافظات لصالح ابناء المنطقة وهي معززة بالجدوى الاقتصادية، والتي قوبلت بالتسويف لسنوات من قبل ادارة الصندوق يمكن ان يوجد نواة عدة مصانع في المنطقة وقد تفضي الى جذب الاستثمار لها وهي التي لم يتم عرضها على الخارطة الاستثمارية للمملكة. وهذا بدوره يسهم في توفير فرص عمل للايدي المعطلة من ابناء اللواء.
وهنالك ايضا مشروع تشغيل بئر فلحا لصالح مربي المواشي والذي أسهم معالي وزير المياه والري في اظهاره الى حيز الوجود، وبقيت مرحلة تشغيله ، وهذا البئر سيسهم بمساعدة مربي المواشي في المنطقة والتخفيف عليهم.
وبذلك يحدث الانفراج دولة الرئيس، وتصبح هنالك دورة اقتصادية تجتاح هذا اللواء الذي فقد روح الصبر على خلفية تواصل معاناته لعقود خلت.
وهذه المشاريع الحيوية لو اقامتها الحكومة السابقة، وولدت من خلالها فرص العمل المتاحة لابناء ذيبان لما كنا شهدنا الاحداث الاخيرة المؤسفة، والتي جعلتنا نخاف على وطننا.
واتمنى لك التوفيق، والسداد، ولبلادنا الطمأنينة والسلام والرفعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النائب السابق علي السنيد