كل ما عليك معرفته قبل بدء عملك الخاص
"يمكن للعديد من الناس خداعك بقولهم إنك لست ذكياً لأنك لم تدخل الجامعة، لكن قواعد المنطق العام تتفوق على كل شيء، هذا ما تعلمته من بيع المخدرات"، يقولها سنوب دوج مغني الراب الأميركي الشهير.
"أُدعى ستيفاني سانت كلير، وأنا رائدة أعمال غير ممولَة، بدأت خوض مجال الأعمال منذ 7 أعوام، بعد انشغالي فترة في مشكلاتي الشخصية (طلاقي) وإعادة اكتشاف هدفي الأساسي. بعبارة أخرى، استجمعت شجاعتي وافتتحت عملاً تجارياً، وحاولت جني ما يكفي من المال للاحتفاظ بسقف فوق رأسي، لكن كان هناك الكثير الذي علي تعلمه. يمكنك أن تمزج هذه النجوم الأربعة لتتخيل كيف كنت في الأشهر الثلاثة الأولى لعملي التجاري:
كانت عيناي تلمعان وتفيضان حماسة مع تركي لوظيفتي في العلاقات العامة بإحدى الشركات وافتتاح عملي الخاص.
سكني في مدينة نيويورك، وامتلائي بالتفاؤل، وجمع الأصدقاء الذين أحاطوا بي بينما هم يُطلقون أعمالهم التجارية أو الفنية الخاصة، كل ذلك أورثني شعوراً بأن هذا هو الوقت المثالي لأتحلى بالجرأة واتجه لريادة الأعمال.
كنت وقتها أعيش حلمي بشكل رسمي، وكنت أملك عملي الخاص ما يعني أنني المسؤولة عن قدري المالي ومستقبلي الواعد.
لحسن الحظ، دعمني حماسي الأوّلي الزائد لوقتٍ ما، متأرجحة بين النشوة واليأس، كانت خطواتي تتجه ببطء وبشكل منهجي بعيداً عن باص المدرسة السحري، متجهة إلى رحلة شاقة على متن إحدى السفن الحربية.
كنت سريعة التعلم وحريصة على فعل ذلك، لكن على الرغم من الساعات التي قضيتها في مشاهدة "ويبنار" وليالي الجمعة التي لا تحصى التي قضيتها لصنع نسخة من الموقع، وتعليم نفسي كل ما يمكنني تعلمه عن HTML، إلا أنه بقيت أشياء لم يكن بإمكاني فهمها.
تحتم علي الفشل أولاً لأحصل على درجة الماجستير في البقاء على قيد الحياة التي يحصل عليها كل رائد أعمال خلال رحلته".
إليك 11 أمراً يجب أن تعرفها قبل أن تبدأ عملك الخاص:
1- إدارة العمل التجاري هي أولويتك الأولى
نجاحك، واستقرارك المادي، سيأتي من إدارة عملك باحترافية، لا من كتابة نسخة أخرى أو إعادة تصميم الاسم التجاري لموقع عميلك أو من تعليم اليوغا أو صنع المجوهرات.
بعبارة أخرى، ستمضي 15% من الوقت في فعل ما تحبه (هبتك، والتي كانت الكتابة والتدريب في حالتي)، و85% من الوقت في التسويق والإدارة والبيع ووضع الإستراتيجيات لعملك التجاري، بالإضافة للرد على عدد لا يُحصى من الرسائل الإلكترونية.
وسيتعلق بقاؤك واستمرارك بقدرتك على التكيف على دور مالك العمل أولاً، ثم صانع الأشياء الجميلة ثانياً.
2-هل أنت مستعد لمقابلة رفيقك الروحي؟ إنه أنت!
ريادة الأعمال هي إحدى العلاقات الأشد تغييراً للحياة (مثل الزواج أو الأبوة) التي يمكن للشخص المرور بها.
ستواجهك مخاوفك ونقاط ضعفك وأعذارك السيئة وإخلاصك المشكوك فيه وعدم كفاءة إدارتك للوقت، المعيار الذي التزمت به أثناء وظيفتك المعتادة كان جيداً بما يكفي حينها، لكن ليس لإدارة عملك الخاص.
وستتعلم كيف تقبل ذاتك خلال كل ذلك لتتمكن من النهوض يومياً وتحقيق الربح، عليك ذلك.
وبطريقة ما، خلال عملية القبول تلك، أثناء محاولتك خوض التجربة على الرغم من أخطائك وعيوبك، ستكتشف تحول نقاط ضعفك، وستقع في حب ذاتك بطريقة هادئة تتسلل إليك مع شهودك لآلاف اللحظات الصغيرة التي تمكنت فيها من تجاوز صفاتك الأساسية والتغلب عليها.
3- مسار نجاحك سيستغرق ما استغرقه الجميع على الرغم من أنك فريد ومميز
سمعت "قاعدة العامين" حين بدأت عملي، لكنني كنت واثقة بأنني سأتمكن من القيام بالأمر في ستة أشهر.
أعتقدت بصدق ومن كل قلبي أن أخلاقيات العمل التي امتلكها (15 ساعة عمل يومياً على مدار سبعة أيام) بجانب موهبتي ومهاراتي وسحري الشخصي، ستمكنني من الإسراع بوتيرة النجاح، ولأن أيضاً هذه كانت قفزة إيمانية وهو ما يستحق بعضاً من الدعم الإلهي.
4- نفاد المال هو أحد الأجزاء الاعتيادية للرحلة
لن تتوقعه، لأنك تأهبت للأهم، ضمنت قرضاً للعمل التجاري أو اتفقت مع بعض المستثمرين، أو بعت منزلك، أو حصلت على مدخرات عامٍ ورسمت خطتك بناء على ذلك.
لكن فجأة سيصيب عطب ما محرك طائرتك الصغيرة، وسيصل مؤشر الوقود إلى الصفر، مُضطراً إياك إلى أن تهبط بطائرتك على الأرض، لتجد في حسابك المصرفي أربعة عشر دولاراً، وهو ما لم تتوقعه قط!
حسناً، الخبر الجيد أن هذا هو الطريق الذي سيدفعك للانضمام لعصبة رجال الأعمال المثيرين للإعجاب، والتي ستجعل منك شخصاً لا يمكن إيقافه.
لقد وصلت الأمور للأسوأ، وواجهت خوفك الأصعب وحافظت على ثباتك، لم تتراجع، ونهضت في اليوم التالي لتكتب مشاركتك القادمة، وتصنع عرضك القادم، وأجبت على البريد الإلكتروني بينما يبلغ حسابك المصرفي صفر.
لا يوجد أجمل من أن تنفد نقودك لتكتشف أنك تقوم بعملك لأن لديك شجاعة مواجهة أسوأ مخاوفك حتى مع غياب الضمانات. أنت تحب ما تفعله حقاً، وستفعله دون مقابل إن كان عليك ذلك.
5-اصنع مصدراً هجيناً للدخل
احصل على وظيفة ثانية إن كان ذلك سيوفر لك السلام النفسي.
من فضلك لا تكن وغداً كما كنت أنا وتعتبر ذلك علامة على فشلك في عملك الخاص.
قاومت "تجزئة انتباهي" أو المبادرة بفعل رأيت فيه تقليلاً من التزامي بكوني كاتبة ومدربة ناجحة.
هل رأيت مصيدة الفئران الجهنمية؟ أعتقدت حقاً أن وضعي لخطة بديلة سيعني أنني أخبر العالم أنني لست جادة بشأن نجاحي بنسبة 100%.
خلقت مشكلة أسوأ بالسماح لضغط المال بالتأثير على سلامتي العقلية.
إذا كان الدخل الثابت القادم من العمل بدوام جزئي سيساهم في سلامتك النفسية، قُم به.
في النهاية تفاهمت مع حقيقة أنني كنت ساذجة بشأن المال والسلام والبقاء والتوقيت معاً وحصلت على وظيفة ثانية.
سمح لي فعل ذلك بالمزيد من الحرية والاكتفاء الذاتي، إذ لم يعد المال سبباً لذعري بعد الآن، كما سمح لي بتحرير المزيد من الإبداع العقلي تجاه عملي التجاري.
6- قُم بالعمل
أكبر التحديات التي ستواجهها في إدارة عملك الخاص هي مقاومتك الشخصية.
هذه هي خلاصة القول، قبل أن تدرس أي شيء عن التسويق أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الأموال أو إدارة الوقت، اقرأ هذا الكتاب، وستجد الكثير من الأفكار النفيسة مثل هذه:
"عدونا ليس غياب التخطيط، ولا صعوبة المشروع، ولا حالة السوق، ولا حتى حسابنا المصرفي الفارغ، العدو هو المقاومة، العدو هو دماغنا الثرثار، الذي إن إعطيناه وقتاً ولو لنانو ثانية فسيبدأ في إنتاج الأعذار والحجج والمبررات الذاتية الواضحة ومليون سبباً لعدم قدرته، أو عدم قيامه، أو عدم وجوب قيامه بما نعلم أن علينا فعله".
"المحترفة تبعد نفسها عن آلتها، وتقف على مسافة منها، أي من شخصها وجسدها وصوتها وموهبتها، وشخصيتها الجسدية والعقلية والعاطفية التي تستخدمها في عملها، هي لا تتشابه مع هذه الآلة، بل إن هذه الآلة هي ما وهبها الله لها، وما تعمل به، لذا فهي تقيّمها بهدوء وبرويّة وبموضوعية.
7- اقضِ وقتاً أقل في البحث، والمزيد من الوقت في التنفيذ
بحث/دراسة/قراءة مدونات كتبها آخرون هي إحدى صور المقاومة، ولفهم الصورة بشكل واضح، عليك أن تعمل.
لن تفهم الصورة الكاملة من خلال المزيد من التعلم، ولكن من خلال وجودك في وسط تلك التجارب، حتى ولو كنت لا تعرف تحديداً ما تفعله.
ابتعد عن المشتتات (أغلق هاتفك، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني)، واتخد إجراءً ملموساً ويمكن قياسه.
قم بضبط جهاز توقيت لمدة 25 دقيقة، وقم بأداء مهمة ما، لا تذهب إلى الحمام، لا تفتح الثلاجة بحثاً عن الطعام، قم بإنهاء شيء ما، بالرغم من أنك ستشعر أنك لا تنجز شيئاً في البداية، ولكن افعل ذلك 4 مرات يومياً، وفي النهاية ستحدث الفارق.
8- أعطِ الموافقة بعد دراسة الأمور بعناية
يجب التدقيق بعناية في أي مشروع مشترك وفيما إذا كان الشخص الذي ستشاركه مناسباً أم لا (حتى ولو كانوا أصدقاءك أو كان لديهم عدد أكبر من المتابعين على صفحاتهم).
قم بكتابة كل شيء قبل انطلاق المشروع، مع وضع مواعيد واضحة ومحددة للعمل وأوقات تسليم الأعمال.
على الأغلب ستقوم بتقاسم الأرباح، لذلك ضع رقمين مهمين في رأسك: المال الذي تحتاجه وفي مقابل الوقت الذي تقضيه في العمل، والمال الذي تطمح في الحصول عليه.
اسعَ للحصول على المبلغ الذي حددته كاحتياج لك في وقت قريب لكي تتمكن أنت أو شريكك من المغادرة في حالة عدم تحقيق المشروع للربح المتوقع.
ضع استراتيجية انتقالية في الاعتبار في حال قرر أحدكما المغادرة بينما قرر الآخر الاستمرار في المشروع.
الخلاصة: تحدثوا بشأن كل شيء، حتى إذا كنتم أصدقاء، حتى ولو كنتم تثقون ببعضكم، وحتى إذا كنتم زملاء عمل سابقين في إحدى الشركات، وذلك لأن المشاريع لها طبيعة مختلفة تجعل الأشخاص أكثر تحفظاً.
9- عليك أن تكرس الكثير من الوقت لتصبح مسوقاً نابغة
ربما ترغب في قضاء كل وقتك في تطوير المنتج أو الخدمة التي تقدمها، ولكنك لن تربح المال إذا لم تقضِ وقت في تسويق ذلك.
كانت هذه أكبر نقاط ضعفي عندما بدأت، لأنني ظننت أن العملاء سينجذبون إلى ما أقدمه بشكل تلقائي دون مجهود تسويقي.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من المسوقين: الجورو (مثل برندان بوتشارد، ودانييل لابورت، وجاري فاينرشوك، وماري فوريلو، وتوني روبنز)، والتي تقول طريقتهم في التسويق "استمع إلى.. أنا أمتلك الإجابات".
وهناك المستشار الحكيم (مثل برين براون، وكريس جيليبو، وماريان ويليامسون، وديف رامسي)، وتقول طريقتهم في التسويق "هذا ما توصلت إلى أنه الأفضل، دعنا نفكر سوياً، وسأساعدك على اختيار الأفضل بالنسبة لك".
أما النوع الثالثة فهو المسوق عن طريق التواصل (مثل أوبرا، جوناثان فيلدس، مارك زوكربرج) والذي يقوم بالربط بين الناس وبعضهم، أو بينهم وبين المصادر.
وبمجرد تحديد هويتك التسويقية، سيكون البيع لعملائك أسهل بآلاف المرات لأنك ستعمل على طبيعتك.
تعرف على طريقتك المفضلة في التسويق وتمسك بها، واستخدمها بثبات وتكرار.
إذا قمت حتى بتعيين شخص محترف في التسويق، فسيظل عليك القيام ببعض من أعمال التسويق بنفسك، الحفاظ على تجديد موقعك هو عامل هام جداً في مجال التسويق حالياً. لذلك، تعلم العمل على قوالب WordPress وتعلم بعض أكواد HTML.
10- بريدك الإلكتروني سيصبح صديقك اللدود
سينفجر بريدك الإلكتروني من كثرة الرسائل، وعليك أن تحرص على الاعتناء بالكل، إلا أنه لا يمكنك مساعدتهم جميعاً.
ليس كل من يرسل إليك هو عميل بالضرورة، إذ سيكون بريدك الإلكتروني مزيجاً ممن يريدون توجيه الشكر لك، وآخرون يرغبون في الحصول على أشياء بشكل مجاني، وغيرهم ممن يرغبون في الحصول على خدمتك.
عليك أن تميز بين كل تلك الرسائل وأن ترد بالطريقة الأنسب.
تصفحك بريدك سريعاً بحثاً عن العملاء المحتملين، إذا كان الخدمة التي تقدمها هي عبارة عن استشارات فأنت تبيع وقتك الخاص للعملاء، وأقترح في تلك الحالة أن يكون لديك رسالتان جاهزتان في هذه المناسبة، إحداهما للعملاء المحتملين، وأخرى لمن ليسوا كذلك.
بالنسبة للعملاء المحتملين: افهم حالتهم، وطلبهم، أو المشكلة التي هم فيها، ثم ادعهم لمكالمة تستمر لـ20 دقيقة، ضع الأوقات المناسبة بالنسبة لك، والتواريخ، ورقم الهاتف الذي بامكانهم التواصل عليه.
وبالنسبة لمن لن يصبحوا عملاء لك: افهم حالتهم، وطلبهم، والمشكلة التي هم فيها، وقم بتوجيههم إلى مصادر أخرى، أو عاملين آخرين في المجال، أو إلى مقالات وتدوينات تناسب حالتهم.
أنا أفضل التواصل مع عملائي بشكل شخصي، في هذا النوع من الأعمال، منذ العام 1997، أتواصل مع عملائي عن طريق مكالمات هاتفية مباشرة.
أحدد مواعيد لتلك المحادثات في يوم واحد أو أقوم بتوزيعهم بعد انتهاء العمل مع العملاء الفعليين، يساعد ذلك الأمر في توفير الكثير من الوقت، فخلال 20 دقيقة فقط أنجز ما يلي:
إفهم تاريخهم ووضعهم الحالي
إشرح لهم كيف أقوم بعملي والمقابل المادي لذلك
تأكد ما إذا كانوا جاهزين للبدء مباشرة
أعطهم نبذة واضحة عما سيكون عليه شكل العمل معي من خلال تواصلنا على الهاتف.
حدد موعد الجلسة الأولى.
هل تعلم كم من الوقت تحتاج للتفاوض حول تلك الأمور عبر البريد الإلكتروني؟ من 5 أيام إلى شهر، لذلك، لا تقم بتضييع وقتك.
11- مزيج من النصائح المختلفة
لا تعمل لمدة 7 أيام أسبوعياً! من وقت لآخر، لا تفكر بشأن أي شيء يخص العمل إطلاقاً، لا تضع أسعار خدمتك بناءً على قدرتك المادية الشخصية التي بإمكانك دفعها مقابل تلك الخدمة، فأنت لست العملي النموذجي.
قم بحل المشاكل المحيرة في عملك، وستجد أن مشكلات أخرى في حياتك تُحل، تواصل مع رواد أعمال آخرين، اعقدوا جلسات عصف ذهني عبر "سكايب" بينما تتناول شرابك المفضل.
سِر قليلاً في مربعك السكني وقت تناول الغذاء يومياً، إذا أردت أن تصبح أكثر ذكاءً في عملك، اقرأ كل ما كتبته ريجينا أنايجيونو، وآش أمبريدج.
(هافنغتون بوست)