مُحطم تمثال صدام حسين نادم.وطالب بمحاكمة بوش وبلير
قال عراقي صور وهو يحطم تمثال صدام حسين بمطرقة، عندما اقتحمت القوات الأميركية بغداد في 2003، إن العراق كان أفضل تحت حكمه، ودعا إلى ضرورة محاكمة جورج دبليو. بوش وتوني بلير على إفساد ذلك.
وكان كاظم حسن الجبوري يتحدث الأربعاء 6 يوليو/تموز 2016 بعد أن أصدر المسؤول البريطاني السابق جون تشيلكوت، تقريراً طال انتظاره ينتقد دور بريطانيا في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق.
وقال التقرير إن "السياسة بشأن العراق استندت إلى أسس وتقييمات مخابراتية خاطئة"، وإن مزاعم أن العراق يمثل تهديداً بامتلاك أسلحة دمار شامل "طرحت بيقين غير مبرر".
وأضاف التقرير أن الاضطرابات التي حدثت في العراق منذ الغزو لم تكن مفاجئة.
وقال الجبوري: "أنا ندمان على تحطيم الصنم". وينتمي الجبوري للأغلبية الشيعية وقد فقد ما يربو على ستة من أقاربه في عهد صدام الذي كان ينتمي للأقلية السنية. وقال إنهم قتلوا لأنهم كانوا يعارضون صدام الذي أعدم شنقاً في عام 2006.
وبعد قليل من مهاجمة الجبوري وعراقيين آخرين لتمثال صدام الذي كان يبلغ ارتفاعه 12 متراً في التاسع من أبريل/نيسان 2003 أسقطه مشاة البحرية الأميركية. ونقلت شاشات التلفزيون في مختلف أنحاء العالم صور انتزاع التمثال من قاعدته، وبات ذلك رمزاً للإطاحة بحكم صدام القاسي
الذي استمر 25 عاماً.
وقال الجبوري: "أتمنى أن يعود صدام. هو أعدم الكثير من أقربائي لكن يبقى أحسن من هؤلاء السياسيين ورجال الدين الذين أوصلوا العراق للوضع الذي هو به"، على حد قوله، في إشارة إلى الأحزاب السياسية الشيعية التي تولت السلطة بعد الغزو.
وكان الجبوري (58 عاماً) يمتلك متجراً لإصلاح الدراجات النارية في حي الكرادة بوسط بغداد وقت الغزو.
وتعرض الحي الذي يغلب على سكانه الشيعة لانفجار شاحنة ملغومة ليل السبت الماضي 2 يوليو/تموز 2016 أسفر عن مقتل نحو 250 شخصاً. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد (داعش) مسؤوليته عن هذا الهجوم. وأسقط الانفجار أكبر عدد من القتلى في هجوم واحد منذ بدأت الفوضى التي أعقبت الإطاحة بصدام قبل أكثر من عشر سنوات.
"بات الحلم حقيقة"
ولآخرين عانوا في عهد صدام وجهة نظر مغايرة، وقال بعض هؤلاء إنهم يشعرون بالامتنان لحكومتي واشنطن ولندن لإنهاء حكمه.
ومن بين هؤلاء فارس محمد علي (46 عاماً) وهو سجين سياسي سابق كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد في مدينة البصرة التي يغلب على سكانها الشيعة بجنوب البلاد عندما بدأ الغزو، ويقول: "إسقاط نظام صدام كان حلماً وقد حققته القوات الأميركية والبريطانية ومن يقول غير هذا فهو كاذب".
لكن أبو ياسر (67 عاماً) وهو مدير تسويق متقاعد كان يعمل في شركة الخطوط الجوية العراقية ينتمي للطائفة السنية، قال إن تقرير شيلكوت لم يقدم عزاء يذكر للعراقيين وهم يحتفلون بأول أيام عيد الفطر الذي طغت عليه مجدداً أعمال العنف التي تصف بالعراق منذ 2003.
وقال أبو ياسر: "تقريرهم لن يغير وضعنا ولن يغير عراقنا والناس اللي راحت.. الحرب أتت وبعدها العنف الطائفي وداعش" في إشارة إلى تنظيم (داعش) الذي استولى على معظم المناطق التي يقطنها السنة في البلاد عام 2014 ولا يزال يسيطر على مدينة الموصل في شمال البلاد.
وأضاف أبو ياسر: "الآن حتى فرحة العيد سلبت من عندنا بتفجير الكرادة".
وقال عبد الإله رسن المدعي العام بمحكمة الاستئناف في بغداد إنه يرفض تقرير شيلكوت لأنه "يشكك بشرعية الحرب لإزالة الدكتاتور (صدام)"، حسب قوله.
وتابع قائلا: "نعم صحيح أن الحرب لإزالة الدكتاتور قد كلفت الشعب العراقي الكثير.. لكن يجب على العراقيين أن يشعروا بالامتنان لدول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا لأنهم وبكل بساطة منحوا العراقيين ما كانوا يتمنونه وقد حرموا منه منذ الولادة ألا وهو الحرية والديمقراطية".