حمى الفوز باليورو تصيب كريستيانو رونالدو
جو 24 : كان مساء كريستانو رونالدو بامتياز، فقد قاد منتخب بلاده إلى نهائي اليورو بعد الفوز على ويلز لتصاب البلاد بحمى الحلم باللقب مجددا، رونالدو نفسه بات يحلم بمحو ذكرى 2004 المؤلمة لكونه هو والبرتغال "يستحقان اللقب".
فعلها رونالدو إذن! فقد قاد منتخب بلاده إلى نهائي يورو 2016، مطيحا بأحلام زميله في فريق ريال مدريد غاريث بايل ورفاقه (2-0)، لتتأهل البرتغال على حساب ويلز لنهائي بطولة الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا إلى غاية يوم الأحد القادم.
رونالدو أحرز الهدف الأول (50) وصنع الثاني لناني (53)، وللمفارقة، حصل ذلك في ذات اليوم الذي تلقى فيه منافسه الرئيسي الأرجنتيني ليونيل ميسي هدّاف برشلونة عقوبة السجن 21 شهرا بتهمة التهرب الضريبي في إسبانيا مع وقف التنفيذ، وفي هذه المباراة عادَل حامل لقب الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا، الرقمَ القياسي للأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني الهداف التاريخي لكأس الأمم الأوروبية برصيد تسعة أهداف.
ورغم كل هذا أظهر رونالدو تواضعا شديدا فاجأ به الكثيرين ممن يتهمونه بالنرجسية المفرطة، ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد البرتغالي عقب الفوز على ويلز، قلّل "الدون" من حجم إنجازاته مشيرا إلى أن "تحطيم الأرقام القياسية أمر رائع، لقد فعلت ذلك من قبل للنادي والمنتخب، الأمر أصبح عاديا، ولكن الأهم الآن هو الوصول إلى النهائي".
الملفت أيضا أن رونالدو سارع إلى مواساة زميله في ريال مدريد جاريث بيل، كما أنه في جميع تصريحاته أشاد بقوة بالروح الجماعية وروح الفريق لدى منتخب بلاده وذلك دون أن ينتقد أخطاء زملائه، وكأنه بذلك يريد الاعتذار عن أداء المنتخب المتواضع عند بداية البطولة وأيضا عن السلوك الغريب الذي بان عليه حين ألقى بميكروفون أحد الصحفيين في النهر، وعن استخفافه بمنتخب أيسلندا عقب تعادل الفريقين 1-1 في أول مباراة لهما.
وكذلك لأنه تحدث بلغة الجمع هذه المرة، إذ قال رونالدو: "نشعر بسعادة فائقة لأننا حققنا إنجازا، الأمور لم تسر بشكل جيد في بداية البطولة، لكننا كنا نثق دائما في قدرتنا على تحقيق التقدم".
ويأتي فوز المنتخب البرتغالي المقنع هذه المرة بعد أن واجه انتقادات عديدة لأنه لم يلمع في هذه البطولة. ليس هذا فحسب، بل إنه لم يفز في أي من المباريات التي خاضها في التوقيت الرسمي للمباريات.
فقد أنهت البرتغال منافسات دور المجموعات بثلاثة تعادلات وفي المركز الثالث، لتستفيد من قوانين البطولة الجديدة التي سمحت بتأهل أفضل أربعة فرق صاحبة المركز الثالث إلى دور ثمن النهائي.
ورغم أن المنتخب البرتغالي كان الأفضل حينها أمام أيسلندا (1-1) والنمسا (0-0) إلا أنه لم يفز أمامهما، كذلك الأمر أمام المجر (3-3)، هدفان منهما حملا توقيع رونالدو. وأمام كرواتيا في دور الستة عشر، لم يحسم المنتخب البرتغالي المباراة إلا في أشواط التمديد (كواريشما 117)، وبعد ذلك في ربع النهائي عبر ضربات الترجيح أمام بولندا (3-5). أما الآن وأمام ويلز، فقد تغيّر الأمر وكان الفوز مستحقا وفي التوقيت الأصلي للمباراة، وهو أفاق حمى الحلم باللقب في جميع أنحاء البرتغال.
ومن منطلق أن الهدف الآن بات اللقب فقط، أطلّ المدرب فيرناندو سانتوس في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة للتأكيد بجديته المعهودة على فريقه "لم" ينجز شيئا بعد، وأن الأمر "لا يتعلق بالتأهل إلى النهائي وإنما الفوز بلقب البطولة".
وهناك في البرتغال لم يندمل بعد الجرح الذي خلفه نهائي البطولة الأوروبية التي نظمت على أرض برتغالية لكن اللقب ذهب إلى اليونان، بعد أن اصطدم أصحاب الأرض بالحائط الفولاذي الذي شيده المدرب الألماني آنذاك أوتو ريهاجل.
ومنذ ذلك الحين تريد الذاكرة الجماعية الكروية محو تلك الذكرى الحزينة، ولهذا لا بد من الفوز، لأنه وحسب كريستيانو رونالدو "البرتغال تستحق اللقب، والجمهور يستحق اللقب، وأنا أستحق اللقب".
ويبدو رونالدو مصرا على ترك بصمات تاريخية في البطولة الجارية، التي تكهن الكثيرون بأنها قد تكون فرصته الأخيرة للتألق مع منتخب بلاده، ولهذا صرح أنه "دائما يحلم بتحقيق شيء ما مع البرتغال"، مضيفا "قد يصبح الحلم حقيقة الآن، أتمنى أن نترك الملعب بابتسامة يوم الأحد وليس بالدموع مثلما حدث في 2004".
أما بالنسبة لمنتخب ويلز فإنه ودع البطولة ورأسه مرفوع تماما مثل أيسلندا التي سلبت قلوب الجماهير، وأثار أداء ويلز إعجاب محبي كرة القدم لما أبانت عليه كتيبة المدرب كريس كولمان على استماتة وحماسة وروح فريق عالية. وقد انحنى الجمهور لهذا الفريق وأبى أن يغادر مكانه على ملعب ليون مساء الأربعاء قبل إنشاد الأغاني التقليدية لويلز حيث امتزج شعور الفخر بالحسرة، في وقت كان لاعبو البرتغال قد غادروا المكان سلفا وتركيزهم منصب على النهائي المنتظر بينهم وبين الفائز في مباراة فرنسا وألمانيا.
وكان مدرب ويلز كريس كولمان محقا حين أشار إلى أن الخسارة أمام البرتغال "ليست نهاية الرحلة، فهذا الفريق ينتظره المزيد"، وبالفعل بعد أسابيع وتحديدا في شهر أيلول/ سبتمبر سيخوض منتخب ويلز تحدِّيا جديدا حين يستهل مشواره في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، حيث يواجه النمسا وصربيا وأيرلندا ومولدافيا وجورجيا في مجموعة واحدة.
وبالطبع الاحترام الذي انتزعه منتخب ويلز في بطولة الأمم الأوروبية في فرنسا سيجعل فرق المجموعة تنظر إليه بحرص أكبر، فيكفي أنه أقصى المنتخب البلجيكي صاحب المركز الثاني في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم في ربع نهائي البطولة، وإلى تلك الفرق أرسل كولمان رسالة تحذيرية مفادها أن فريقه "سيدخل المحطة القادمة بذات القدر من العزيمة والتعطش، مثلما حدث في أخر عامين أو ثلاثة أعوام".
فعلها رونالدو إذن! فقد قاد منتخب بلاده إلى نهائي يورو 2016، مطيحا بأحلام زميله في فريق ريال مدريد غاريث بايل ورفاقه (2-0)، لتتأهل البرتغال على حساب ويلز لنهائي بطولة الأمم الأوروبية المقامة في فرنسا إلى غاية يوم الأحد القادم.
رونالدو أحرز الهدف الأول (50) وصنع الثاني لناني (53)، وللمفارقة، حصل ذلك في ذات اليوم الذي تلقى فيه منافسه الرئيسي الأرجنتيني ليونيل ميسي هدّاف برشلونة عقوبة السجن 21 شهرا بتهمة التهرب الضريبي في إسبانيا مع وقف التنفيذ، وفي هذه المباراة عادَل حامل لقب الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا، الرقمَ القياسي للأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني الهداف التاريخي لكأس الأمم الأوروبية برصيد تسعة أهداف.
ورغم كل هذا أظهر رونالدو تواضعا شديدا فاجأ به الكثيرين ممن يتهمونه بالنرجسية المفرطة، ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد البرتغالي عقب الفوز على ويلز، قلّل "الدون" من حجم إنجازاته مشيرا إلى أن "تحطيم الأرقام القياسية أمر رائع، لقد فعلت ذلك من قبل للنادي والمنتخب، الأمر أصبح عاديا، ولكن الأهم الآن هو الوصول إلى النهائي".
الملفت أيضا أن رونالدو سارع إلى مواساة زميله في ريال مدريد جاريث بيل، كما أنه في جميع تصريحاته أشاد بقوة بالروح الجماعية وروح الفريق لدى منتخب بلاده وذلك دون أن ينتقد أخطاء زملائه، وكأنه بذلك يريد الاعتذار عن أداء المنتخب المتواضع عند بداية البطولة وأيضا عن السلوك الغريب الذي بان عليه حين ألقى بميكروفون أحد الصحفيين في النهر، وعن استخفافه بمنتخب أيسلندا عقب تعادل الفريقين 1-1 في أول مباراة لهما.
وكذلك لأنه تحدث بلغة الجمع هذه المرة، إذ قال رونالدو: "نشعر بسعادة فائقة لأننا حققنا إنجازا، الأمور لم تسر بشكل جيد في بداية البطولة، لكننا كنا نثق دائما في قدرتنا على تحقيق التقدم".
ويأتي فوز المنتخب البرتغالي المقنع هذه المرة بعد أن واجه انتقادات عديدة لأنه لم يلمع في هذه البطولة. ليس هذا فحسب، بل إنه لم يفز في أي من المباريات التي خاضها في التوقيت الرسمي للمباريات.
فقد أنهت البرتغال منافسات دور المجموعات بثلاثة تعادلات وفي المركز الثالث، لتستفيد من قوانين البطولة الجديدة التي سمحت بتأهل أفضل أربعة فرق صاحبة المركز الثالث إلى دور ثمن النهائي.
ورغم أن المنتخب البرتغالي كان الأفضل حينها أمام أيسلندا (1-1) والنمسا (0-0) إلا أنه لم يفز أمامهما، كذلك الأمر أمام المجر (3-3)، هدفان منهما حملا توقيع رونالدو. وأمام كرواتيا في دور الستة عشر، لم يحسم المنتخب البرتغالي المباراة إلا في أشواط التمديد (كواريشما 117)، وبعد ذلك في ربع النهائي عبر ضربات الترجيح أمام بولندا (3-5). أما الآن وأمام ويلز، فقد تغيّر الأمر وكان الفوز مستحقا وفي التوقيت الأصلي للمباراة، وهو أفاق حمى الحلم باللقب في جميع أنحاء البرتغال.
ومن منطلق أن الهدف الآن بات اللقب فقط، أطلّ المدرب فيرناندو سانتوس في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة للتأكيد بجديته المعهودة على فريقه "لم" ينجز شيئا بعد، وأن الأمر "لا يتعلق بالتأهل إلى النهائي وإنما الفوز بلقب البطولة".
وهناك في البرتغال لم يندمل بعد الجرح الذي خلفه نهائي البطولة الأوروبية التي نظمت على أرض برتغالية لكن اللقب ذهب إلى اليونان، بعد أن اصطدم أصحاب الأرض بالحائط الفولاذي الذي شيده المدرب الألماني آنذاك أوتو ريهاجل.
ومنذ ذلك الحين تريد الذاكرة الجماعية الكروية محو تلك الذكرى الحزينة، ولهذا لا بد من الفوز، لأنه وحسب كريستيانو رونالدو "البرتغال تستحق اللقب، والجمهور يستحق اللقب، وأنا أستحق اللقب".
ويبدو رونالدو مصرا على ترك بصمات تاريخية في البطولة الجارية، التي تكهن الكثيرون بأنها قد تكون فرصته الأخيرة للتألق مع منتخب بلاده، ولهذا صرح أنه "دائما يحلم بتحقيق شيء ما مع البرتغال"، مضيفا "قد يصبح الحلم حقيقة الآن، أتمنى أن نترك الملعب بابتسامة يوم الأحد وليس بالدموع مثلما حدث في 2004".
أما بالنسبة لمنتخب ويلز فإنه ودع البطولة ورأسه مرفوع تماما مثل أيسلندا التي سلبت قلوب الجماهير، وأثار أداء ويلز إعجاب محبي كرة القدم لما أبانت عليه كتيبة المدرب كريس كولمان على استماتة وحماسة وروح فريق عالية. وقد انحنى الجمهور لهذا الفريق وأبى أن يغادر مكانه على ملعب ليون مساء الأربعاء قبل إنشاد الأغاني التقليدية لويلز حيث امتزج شعور الفخر بالحسرة، في وقت كان لاعبو البرتغال قد غادروا المكان سلفا وتركيزهم منصب على النهائي المنتظر بينهم وبين الفائز في مباراة فرنسا وألمانيا.
وكان مدرب ويلز كريس كولمان محقا حين أشار إلى أن الخسارة أمام البرتغال "ليست نهاية الرحلة، فهذا الفريق ينتظره المزيد"، وبالفعل بعد أسابيع وتحديدا في شهر أيلول/ سبتمبر سيخوض منتخب ويلز تحدِّيا جديدا حين يستهل مشواره في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، حيث يواجه النمسا وصربيا وأيرلندا ومولدافيا وجورجيا في مجموعة واحدة.
وبالطبع الاحترام الذي انتزعه منتخب ويلز في بطولة الأمم الأوروبية في فرنسا سيجعل فرق المجموعة تنظر إليه بحرص أكبر، فيكفي أنه أقصى المنتخب البلجيكي صاحب المركز الثاني في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم في ربع نهائي البطولة، وإلى تلك الفرق أرسل كولمان رسالة تحذيرية مفادها أن فريقه "سيدخل المحطة القادمة بذات القدر من العزيمة والتعطش، مثلما حدث في أخر عامين أو ثلاثة أعوام".