هل تتحول اللويبدة إلى شارع الرينبو؟
جو 24 :
جبل اللويبدة.. هذا الحيّ العتيق، المعروف بهدوئه وأصالته، بات فريسة للعابثين، من متسكّعين و"زعران"، يتوافدون إلى الحيّ، الذي تكثر فيه نسبة الأوربيين من سكّانه، بهدف التحرّش، وإثارة الفوضى، طمعاً في لفت الانتباه.
خلال أيام العيد، وقعت العديد من المشاجرات في "اللويبدة" التي كنت نادراً ما تسمع عن وقوع خلاف في شوارعها، سكارى توافدوا إلى المنطقة وأثاروا فيها الفوضى لعدّة أيّام.
أهالي المنطقة يعزون السبب الرئيس لهذا التحوّل إلى انتشار المقاهي والمطاعم بكثافة، وينتقدون نزع الأصالة عن "اللويبدة" وإرغامها على ارتداء ثوب استهلاكيّ يغوي العابثين.
كان جبل اللويبدة ملجأ لطالبي الهدوء، ولعشاق المعارض الفنية والأمسيات الشعرية، ولكنها اليوم أصبحت كخلية نحل تعجّ بمتصيّدي التحرّش.
ليس المقصود هنا تحريم افتتاح المقاهي والمطاعم، ولكن يفترض ألاّ تكون هذه المحلاّت وسط منطقة سكنيّة، كما أن عراقة المنطقة تحتّم الاهتمام بشكلها الثقافي، وليس تحويلها إلى سلعة نيويوركية.
كان جبل عمان فيما مضى أيضا مكانا يعبّر عن أصالة العاصمة، قبل انتشار المقاهي الاستهلاكية في شارع الرينبو، حتى بات المكان مصدرا "أصيلا" للتلوّث الضوضائي.
هذا الخلط العبثي بين التجارة ونزعة الاستهلاك وبين البعد الثقافي والأصالة، يجعل من عمان مدينة مشوّهة. الأصل هو الحفاظ على الأماكن التراثية وعدم الاعتداء عليها بـ "ستايل اليانكيز". والأهم من هذا، فرض عقوبات صارمة ورادعة، على كلّ من تسوّل له نفسه التحرّش أو إثارة الفوضى.
تابعو الأردن 24 على 
