ثلاث نهايات: رصاصتان وحبل مشنقة!
لمينتهِ الحديث عن مسلسلات رمضان، فبعض الحلقات الأخيرة في ذاته موضوع كتابة. ثلاث نهايات:الأولى أرهقت المُشاهد ("نص يوم")، الثانية حاولت خلق توازن بين الجريمة والعقاب ("يا ريت")، والثالثة تصفية حسابات برصاصة باهتة ("جريمة شغف").
استعاد "نص يوم" ("الجديد") إيقاعه وهو يطوي صفحته الأخيرة، فكاد أن يُنسينا التطويل والتململ والتطورات الفضائية. جمعت النهاية مأسوية الحبّ بالأداء الرائع لتيم حسن ونادين نسيب نجيم، فأتى الألم مُتقناً. تألّقت نجيم في بعض اللقطات، لا سيما حين دقّ القلب وأطلقت رصاصتها على الشر. شكّلت مع حسن وأويس مخللاتي (جابر) ثلاثية جعلتنا نترك وراءنا التفكّك الدرامي. تحدّث كثر عن إشكالية الإعدام بحبل المشنقة في تونس، لا سيما أنّ نجيم في الدور مواطنة أجنبية بدا مُستغرباً كيف وصلت إلى الغربة لتُعدَم. نهاية مُرهِقة، لا مجال فيها لالتقاط نَفَس. ذروتها الجمالية صرخة الحبّ رغم الموت.
نهاية "يا ريت" (MTV) محاولة محاسبة على النيات. وزَّعت الجزاء على مَن يستحقّ، ومنحت الأخيار بداية جديدة. أمكن دور إياد (مكسيم خليل) أن يستقرّ في المُشاهد طويلاً، كونه امتداداً لعائلة لاجئة جمَّل حضورها المسلسل (لا سيما منى واصف في دور العمة شريفة، وسائر الحضور السوري الذي شكّل الأسرة الهاربة من الحرب)، ولذاكرة من ماضٍ حزين وصور مظلمة. لكنّ العمل لم يبرهن قدرة على ملامسة عمق أي شخصية، باستثناء دور وسام حنا، إلى جميل حضور مارينال سركيس. نهاية لم تحمل إبهاراً نوعياً، حسم الرصاص فيها مسائل عالقة مهَّد لها مَشهد حبّ مضحك في صفّ البيولوجيا.
ابتكر "جريمة شغف" ("الجديد") نهاية رخوة. قصي خولي أمام أحد أكثر أدواره تفاهة، كذلك نادين الراسي الواقفة بعجز أمام هيبة الممثلة الحقيقية، فصوَّبت تجاه جسد عدوّها رصاصة الانتقام، مُكررة بلاهة الثأر بطلقة. انتهى كلّ شيء بدراما مُتوقّعة، سهلة، ونمطية.
بعض المسلسلات ينتهي لتدرك حجم العبء الذي زال عنك.