لاجئون سوريون يؤسسون مدينة في صحراء الأردن - صور
أدى تكدس اللاجئين الهاربين من الحرب السورية على الحدود الأردنية، إلى توافد عشرات الآلاف منهم إلى مخيم الأزرق، الواقع في منطقة نائية شمال الأردن، حيث توافد ضعف سكانه في غضون أشهر، ما يتوجب معه أن تتحول ثكنات متفرقة في السابق إلى مجتمع ينمو.
التطور البطيء الذي يشهده مخيم الأزرق يعود الفضل فيه جزئيا إلى رؤية إنسانية مخطط لها بعناية، ووضعت على النقيض من سابقتها في مخيم الزعتري، ففي هذا الأخير أدى توافد آلاف اللاجئين إليه في بداية الأزمة السورية إلى فوضى عارمة، إذ تكلف سكان المخيم أنفسهم، بدلا من السلطات، بتأسيس الحياة الاجتماعية والتبادلات التجارية داخل المخيم بجهودهم الخاصة.
وبالفعل ازدهر مستوى الحياة والاقتصاد لكن انتشرت أيضا الجريمة والفوضى، وأصبحت أعمال الشغب منتشرة ومنظمة الأمم المتحدة بنفسها نقلت في تقرير لها أن الجرائم وتكوين العصابات وتهريب البشر أصبح متفشيا في المخيم.
في مخيم الأزرق ومع وجود متسع من الوقت للتخطيط، اتخذت السلطات سياسة مختلفة، فالقرى الصغيرة ذات الخيام الثابتة أنشئت حول بنايات أساسية كالعيادات الطبية والمراكز الاجتماعية، وهو النظام الذي خلق نوعا من الشعور بالملكية وسهولة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وإلى حد ما ساهم هذا في إنجاح نموذج مخيم الأزرق، كما تقول أولجا سارادو مور وهي المكلفة بالإعلام في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، «لم يعرف المخيم أعمال شغب، ولا توجد حتى الآن شكاوى خطيرة حول أشخاص لا يستطيعون مثلا الخروج إلى الخارج بسبب الخوف»، مضيفة أنه «في كل مرة تسأل فيها الناس هنا عن المخيم يقولون إنهم يشعرون بالأمان، وبالنظر إلى الأوضاع التي هرب منها هؤلاء اللاجئون تبقى هذه النقطة مهمة للغاية».
ونقلت «دويتشه فيلة» عن كارلو جيراردي، مدير العمليات في المجلس النرويجي للاجئين، أن مهندسي مخيم الأزرق كانوا يأملون في أن الخدمات والتسهيلات مثل العيادات الطبية والفضاءات الخاصة بالأطفال ومكاتب التشغيل سوف تمكن السكان من المساهمة في نمو مجتمعهم، لكن العوامل الخارجية بما فيها منطقة المخيم النائية ووصول 60 إلى 70 لاجئ جديد يوميا، كل هذه العوامل تصعب من تحقيق تطور حقيقي، لم يسبق أن عرفنا وضعا حرجا لهذه الدرجة».
مقدرة الناس على التعبيرعن أنفسهم من خلال التجارة، وكسر الاحتكار وإنشاء الأسواق، ضعيفة مقارنة مع مخيم الزعتري، حيث الشوارع المليئة بالحركة توفر معظم احتياجات المقيمين بالمخيم.
المقيمون في المخيم الأزرق غاضبون بسبب قلة العرض وارتفاع الأسعار في المحلات التجارية الكبرى «سوبر ماركت»، وشح الموارد وبذلك يشعرون بتحمس أكبر للمبادرة بخلق فرصهم بأنفسهم.
الأرقام توضح مستوى الحاجة في المخيم: حتى بعد التدفق الأخير: تقدم 7آلاف شخص 450وظيفة، وفقاً لمنظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، و تم اعتماد 500 منهم لـ100 محل تجاري.