دولة القانون .. أم شريعة الغاب !!
جو 24 :
كتب: محمد عبدالمجيد الخوالدة - اخترت عنواني هذا محتاراً أهي دولة القانون .. أم شريعة الغاب ، حين تُلفّق التهم زوراً وإثماً وعدواناً في دولة تقول أنها دولة سيادة القانون والمؤسسات.
لا أجير، بل قلمي يكتب ما حصل مع كاتبه، ففي الساعة الواحدة والنصف ليلاً يوم 5/7 كنت أصوّر فرحة العيد لوكالة ياء ميديا بموجب العقد الذي بيني وبينهم، وبهجة المواطنين بحلوله وأمنياتهم للوطن وآمالهم. فتفاجأت وإذا بالأمن الوقائي يمنعني عن التصوير ، واقتادني لمركز أمن المدينة في الزرقاء ، ولا أدري ما التهمة الموجهة لي ! .. قالوا لي إجراءات روتينية وخرجت بكفالة لذات اليوم الساعة الحادية عشر صباحاً وبعد قدومنا تم تكفيلنا لما بعد عطلة العيد .
تفاجئت اليوم 11/7 حين راجعت المركز الأمني ، أنّ هناك توصيات وقوى خفية تدير خيوط القضية وتحبكها بضمير مفقود ، وتوجيهات من جهات مجهولة للضغط علينا وبالعامية " لشرشحتنا " . لا يهم ! .
بدت ملامح ذلك حين تبيّن أن التهمة الموجهة لي هي " التصوير لقناة غير مرخصة " وقالوا لي أنها قناة اليرموك . أخبرتهم أني أعمل مع وكالة ياء ميديا وليس اليرموك ، قالوا لي أنه ستحوّل للمحكمة ثم لمديرية الشرطة في الزرقاء ثم إلى المحافظ !!!
لا أدري هل أصبحت مجرماً ؟ هل تصوير فرحة العيد أصبحت جريمة يعاقب عليها القانون ؟ أم هي رسائل توجهها الدولة بمضامين مبطنة ! .
في المحكمة كان الوضع سيئا جداً فقد أدخلونا إلى النظارة وكانت الفاجعة ! ، وقفت لوهلة بعد دخولي النضارة لا أدري أين أنا وما سأقوله ! ، وجدتها مليئة .. عددتهم وإذا بهم 38 موقوف في غرفة لا تتجاوز الـ 4*4 متر !! .. هذا بجانبي عليه 140 قيد كما يقول لي ، وآخر قضيته اغتصاب ، وآخر سلب ، وآخر مخدرات وسكر ! . ناهيك عن الحشرات والقوارض المليئة في الغرفة في كل مكان .
خرجنا من النظارة التي ربما صممت خصيصاً للإذلال، فلا تهوية ولا نوافذ بعد ساعة تقريباً إلى المدعي العام ، مكبل اليدين ، بمعاملة سيئة متسائلاً في نفسي هل أنا من سرق الفوسفات ؟ هل سرقت البوتاس ؟ هل سرقت الإسمنت ؟ هل أنا من باع ميناء العقبة ؟ هل سرقت شركة الحديد ؟ هل أنا من أجّر أراضي الجفر والديسي بعشرة قروش للدنم الواحد سنوياً ؟ .. هل أنا من خصخص مقدرات البلد ونهبها وهل وهل وهل .. ؟ .
عند المدعي العام أنكرت التهمة الموجهة لي وأخبرتهم أني " غير مذنب " ثم كان في كتاب التوقيف إعادة لمديرية الشرطة !
عدنا في باص الشبك الصغير مع بعض العساكر . تفاجأت حين وصولنا للمديرية وأثناء جلوسي في الباص ، وإذا بأحدهم يتهجم علي بيديه ناهيك عن الألفاظ النابية ! دون أي سبب أو مبرر .. هل هو عبد مأمور ؟ هل أحد أمره بذلك ؟ هل جهة خفية طلبت منه ذلك ؟ أم هو " فرد عضلات وشوفة حال " بكونه عسكري جديد كما سمعت !! .. لا أدري .
خرجنا بكفالة من مديرية الشرطة ولنا لقاء عند محافظ الزرقاء قريباً وجلسة في المحكمة الشهر القادم .
أكتب كلماتي هذه وأعلم أن مثلي الكثير من المظلومين بل قد أكون أهونهم ! وعرفت حينها كيف يخرج لدينا دواعش ، عرفت كيف يظهر التطرف ، عرفت لماذا أغلب الموقوفين والمعتقلين في سجون الأنظمة العربية المفرج عنهم ، هم في واجهات التنظيمات التي تجاربها الأنظمة بدعوى الإرهاب ! ، لن أنسى هذه التجربة التي أمدتني بالخبرة في حياتي ، ولم أنسى الموقوف الذي تعرفت عليه وكانت قضيته " سرقة ببغاء " قلت في نفسي مسكين هذا، القانون يطبّق على الصغار .. " أما الحرامية الكبار " فيسرحون ويمرحون دون رقيب أو عتيد !!