نساء اقتحمن السِّلك العسكري: وحاربن نظرة المجتمع أولاً
الجدّية، الانتظام، الالتزام، القسوة.. كلُّها صفات تدخل في أساس العمل العسكري. وقد جرت العادة أن تكون هذه مهنة الرجال. وقد بدأت المرأة، بشكل بطيء ومحدود، تتجنَّد في الجيش، وفي قوى الأمن الداخلي، والأمن العام. وعندما أثبتت جدارتها في هذه المجالات الثلاثة، بدأ انتسابها إلى السلك العسكري يتزايد فتجاوز في بعض بلداننا العربية العشرات إلى المئات والآلاف. في هذا التحقيق تستعرض «لها» تجارب وشهادات نساء عربيات، انتسبن إلى الجيش وقوى الأمن، ووصلْنَ إلى مراتب قيادية.
نشوى محمود: ضابط شرس في العمل وأم حنون في المنزل
العقيد نشوى محمود، واحدة من أشهر العناصر في الشرطة النسائية في وزارة الداخلية المصرية، بل أشرسها، بعدما نجحت باقتدار في تقديم نموذج مشرّف لزميلاتها، استطاعت من خلاله تأدية كل المهمات الموكلة إليها، أن تنال استحسان الجميع في الوقت الذي واجهت فيه انتقادات من آخرين وصفوا سلوكها بـ «العنف المفرط».
أطلقوا عليها لقب «المرأة الرجل»، بل «امرأة بمئة رجل»، عندما ظهرت أمام إحدى دور العرض السينمائي وهي تصعق أحد المتحرشين بصاعق كهربائي تارة، وتصفعه تارة أخرى، لتواجه الانتقاد من بعض الحقوقيين الذين اعترضوا على طريقة تعاملها مع المتهم، في حين نالت إشادة بالغة من الجنس اللطيف، بعدما باتت مدافعة عن حقوقهن.
وبعيداً من ملامحها القاسية التي تفرضها بدلة تحمل رتباً عسكرية، نجدها امرأة في قمة الرقة والنعومة في منزلها، بل أمّاً تفيض بالحنان والعطف وهي تحتضن ابنيها عمرو وعلاء، وزوجة ناجحة استطاعت إقناع زوجها باحترام طبيعة عملها، التي تفرض عليها الكثير من الالتزامات.
عشق الميري
علاقة الضابط نشوى بالبدلة الميري بدأت عندما كانت تشاهد والدها وهو يرتدي ثيابه العسكرية متوجهاً إلى عمله في وزارة الداخلية، حيث وقعت في غرامها، كما تقول، وتمنت وقتها أن تتزوج بضابط شرطة، من دون أن تعلم أنها ستكون في يوم من الأيام واحدة من 19 فتاة هن طالبات الدفعة الخامسة لضابطات الشرطة.
ورغم ما توافر لها من ظروف ملائمة، اصطدمت نشوى في بداية زواجها بتوتر العلاقة مع زوج شعر بوجود نظير له في المنزل، فأراد فرض سيطرته لئلا يفلت زمام الأمور منه، مما كان يهدد علاقتهما بالفشل، لكنها نجحت باقتدار في احتواء الموقف ليصبح زوجها المشجّع الأول لها، ولتصبح ضابطاً ناجحاً تستمد قوتها من كونها امرأة ذكية.
تؤكد العقيد نشوى أن عمل المرأة في وظيفة عسكرية، أو شرطية ليس بالأمر السهل، ويصعب على أي امرأة استيعابه، إلا إذا كانت مهيأة لذلك ومدربة عليه، حتى لا تكون مجرد تكملة عدد كما يظن البعض بالمرأة. لذا، وفي إطار حرصها على أن تكون مثل أقرانها من الرجال، حصلت نشوى على دورات عدة في التأهيل البدني واللياقة والرماية، جعلتها تجيد استخدام السلاح، وهذا هو السر في القوة التي تظهر بها في الشارع.
لا مكان للضعيف
وتشير الضابط نشوى إلى أنه إذا أرادت المرأة أن تخوض هذا المجال، عليها أن تكون على قدر المسؤولية، فمن غير المقبول أن تكون كائناً ضعيفاً لا تستطيع الدفاع عن نفسها، فكيف سيتسنى لها إذاً الدفاع عن غيرها، لذا فهي لا تبالي باتهامها بالقسوة طالما أنها تحقق واجبات وظيفتها.
وعلى النقيض من ذلك، يتبدل حال نشوى فور دخولها الى منزلها، حيث ترتسم على ملامحها ابتسامة حالمة وهي تحتضن عمرو وعلاء، صديقيها قبل أن يكونا ابنيها، فتتحول من أسد شرس إلى قطة وديعة وسط سبع قطط أخرى تربيها في المنزل، وتشعر معها براحة البال والهدوء وهي تقوم بأعمالها المنزلية، من إعداد الطعام وتنظيف الأثاث، والذي قد يستلزم حصولها على إجازة بعد عناء يوم كامل في العمل الشرطي.
وتصف نشوى نفسها بأنها زوجة وأمٌّ ناجحة، استطاعت إجبار زوجها على احترام عملها، رغم ما يوجَّه اليها من انتقادات، إلى جانب جعل ابنيها يشعران بالفخر بها كامرأة ناجحة ويحبّان عملها، ليلتحق أحدهما بإحدى الكليات العسكرية... ومع ذلك فهي تعترف بأنها تشعر أحياناً بالضيق من جملة يرددها زوجها «هتجيبي لنا مصيبة» عندما يزداد عدد منتقديها، إلا أنها سرعان ما تتمالك نفسها حتى تواصل تأدية رسالتها وتحقيق حلمها بأن تصبح أول مساعد وزير داخلية لشؤون المرأة.
اللواء حنان محمود: عشِقَتْ البدلة الميري ورفضت ابنتها ارتداءها
التوفيق بين العمل والحياة الاجتماعية معادلة صعبة، انتبهت اليها اللواء حنان محمود، واحدة من أوائل النساء اللواتي التحقن بكلية الشرطة، حيث كانت ضمن الدفعة الأولى من ضباط وزارة الداخلية (نساء) عام 1984، بل أول ضابط تحصل على الماجستير من كلية الدراسات العليا في أكاديمية الشرطة، لتتوالى نجاحاتها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، حتى أنها كانت ضمن الأربعة الأوائل اللواتي حصلن على رتبة لواء عامل في تاريخ وزارة الداخلية.
ورغم عشقها لعملها، رفضت حنان أن تسلك ابنتاها الطريق نفسه، فاختارت الكبرى «رنا» دراسة الهندسة، في حين وقع اختيار الصغرى «ساندرا» على دراسة الطب، بعدما لمست الاثنتان مدى المعاناة التي عاشتها الأم في العمل الشرطي... وعن هذا تقول اللواء حنان محمود: «طبيعة العمل الشرطي قاسية، ففي الإجازات الرسمية والأعياد يتم رفع درجة الاستعداد الى الحالة «ج»، مما يعني استحالة حصول أي ضابط على إجازة، لتكون الى جانب أسرتها في هذه المناسبات، الأمر الذي سيكون له أثر نفسي سيِّئ لدى الجميع، وهي في الطليعة».
وتضيف حنان: «الحكمة حتى تنضبط الأمور، هي المواءمة بين العمل والأسرة، لذا كنت فور دخولي الى المنزل أخلع رتبي العسكرية على الباب وأنسى عملي تماماً، بكل ما فيه من ضغوط نفسية، حتى أنجح في القيام بدوري كزوجة وأمّ تتابع متطلبات أبنائها وتهتم بهم».
تفهّم الزوج لطبيعة العمل، خاصة إذا كان ضابط شرطة هو الآخر، مثل اللواء رؤوف فراج زوج اللواء حنان محمود، كان عاملاً رئيساً في نجاحها واستمرارها في عملها في مجال شرطة السياحة، بل إن النجاح كان مشتركاً بينهما، كما تؤكد، حيث كان يشاركها في تلبية احتياجات ابنتيها، مشيرة إلى أن معظم أبناء الضباط من النساء متفوقون، على عكس ما يتوقع البعض، وهذا يعود الى الانضباط ووجود القدوة والمثل الأعلى في حياتهم.
وتعترف اللواء حنان بأن عملها قد أثر في حياتها الخاصة، لكنها حاولت تعويض ذلك من خلال جعل ابنتيها تتحملان المسؤولية والاعتماد على النفس منذ الصغر، ونجحت في مبتغاها وكان لها ما أرادت، حيث حصلت ابنتها الكبرى على الدكتوراه في الهندسة من جامعة إسبانية بعدما تفوقت على جميع الجنسيات، وتدرس الثانية العلوم الحيوية في ألمانيا وتحضّر حالياً للماجستير.
العقيد منال عاطف: قرارات حازمة
العقيد منال عاطف، الضابط في قطاع حقوق الإنسان في وزارة الداخلية المصرية، إحدى اللواتي حملن رسالة الجنس اللطيف في مهمة صعبة، فهي امرأة نشيطة وحاسمة في قراراتها بفضل شخصيتها القوية التي تجعلها لا تقل كفاءة عن زملائها من الرجال، بل تتفوق عليهم أحياناً، لكنها في بيتها امرأة عادية تحرص كل الحرص على القيام بواجباتها كأم وزوجة، ولا تترك مجالاً للتقصير في حق أبنائها الذين يفخرون بعمل أمهم ودورها في مساعدة ضحايا العنف والتحرش.
طبيعة عمل العقيد منال ربما تمنحها القدرة على تفهّم الآخر واستيعابه، لذا تنجح في اتخاذ قرارات حازمة على صعيد العمل والأسرة ساهمت في تحقيق نجاح مشترك مع زوجها، الذي يتفهم طبيعة عملها، وكذلك أولادها الذين أصبح لديهم حافز للتفوق حتى تتشرف بهم والدتهم كما يتشرفون بها وبما تحققه من نجاحات.
اللواء رقية الصيفي:صدمتها الإحالة الى التقاعد بعد 30 عاماً من العمل الأمني
رغم نجاحاتها المتواصلة على مدار أكثر من 30 عاماً، تحملت فيها الكثير من الصعاب والانتقادات لتصبح من أوائل اللواتي حصلن على رتبة لواء شرطة عاملة بين زميلاتها من الضباط، تشعر اللواء رقية الصيفي بالحزن بعدما أحيلت الى التقاعد وفقدت متعتها في تأمين ركاب مترو الأنفاق وضبط كل المخالفات فيه.
أكثر من 12 ساعة كانت تقضيها بعيداً عن منزلها، تحمل أبناؤها في سبيلها الكثير، ونالت هي العديد من الاتهامات بالتقصير في حق بيتها وزوجها، لينتهي كل شيء مع إحالتها الى التقاعد وهي في عامها الثالث والخمسين، في حين لا يزال زملاء دفعتها من الرجال في الخدمة، لا لشيء سوى أنهم رجال وهي امرأة.
ضابط شرطة برتبة نقيب: استحال الارتباط بسبب حملي السلاح
«عمل شاق ومجهود ذهني وجسدي ونفسي لا يمكن أي امرأة تحمله»... هكذا تصف ضابط شرطة برتبة نقيب عملها (طلبت عدم ذكر اسمها)، بعدما اختارت العمل في هذا المجال عقب تخرجها في كلية الطب، مؤكدة أن الأمر ليس بالسهولة التي يتخيلها البعض.
تقول الضابط إن من الصعب على من تعمل في هذا المجال أن تجد شريكاً لحياتها، فالكثير يهربون من الزواج بامرأة يرونها رجلاً، بسبب طبيعة عملها، علاوة على عدم الاستقرار في مكان العمل، ففي كل عام تحدث تنقلات، وقد تجد نفسها منقولة للعمل في مكان تجهل طبيعته، وقد تُصاب بالاكتئاب، فالعمل على سبيل المثال في مستشفى الشرطة مختلف تماماً عن العمل في مستشفى السجن وسط المساجين والسجينات.
تضحك الضابط وهي تتذكر عريساً جاءها من طريق أحد معارفها، وكان يعمل صحافياً، وفي أول لقاء تعارف بينهما، فوجئت به يسألها عما إذا كانت تحمل سلاحاً من عدمه، وعندما جاء ردّها بالإيجاب، فوجئت به يبلغها باستحالة ارتباطهما، والأمر نفسه تكرر مع غيره.
الضابط نهى: تنازلت عن حلمها من أجل تربية صغارها
بسبب التزاماتها الأسرية، اضطرت نهى للتضحية بحلمها في العمل في الجيش، حيث أحيلت الى التقاعد وهي برتبة نقيب، بعدما فشلت في التوفيق بين أسرتها ومتطلبات عملها. تقول الضابط نهى: «التحقت بأحد معاهد القوات المسلحة وتخرجت فيه برتبة ملازم، وكنت وما زلت أعشق العمل العسكري، وأطمح الى تقلّد أعلى المناصب، ولأن الزواج سنّة الحياة فقد تزوجت من ضابط شرطة، وكان متفهماً لطبيعة عملي ويساعدني في تأدية كل واجباتي. ومع حضور مولودي الأول، كانت الأمور تسير على ما يرام، حيث كانت أمي تساعدني في تربيته، خاصة إذا كان دوام عملي في الفترة المسائية، وهو ما تكرر مع مولودي الثاني».
وتضيف الضابط نهى أنه بعد وفاة والدتها وجدت نفسها في مأزق، ولم يعد في مقدورها التوفيق بين عملها والاهتمام بصغيريها، مما فرض عليها التضحية بحلمها، وفي سبيل ذلك عملت على زيادة وزنها عمداً لتحصل على شكل غير لائق وتتم إحالتها الى التقاعد، مودّعة حلمها الذي لم يبق منه سوى رتبة نقيب على المعاش.
اللواء أسامة بدير: وجود المرأة في العمل العسكري يقتصر على مهمات محددة
ولأن الرجل شريك في الحياة، كان لا بد من الوقوف على رأيه في عمل المرأة في وظيفة عسكرية أو شرطية تفرض عليها طبيعة خاصة، تختلف عن أي وظيفة أخرى... فماذا يقول؟
اللواء أسامة بدير مساعد وزير الداخلية السابق، يرى أن وجود العنصر النسائي في وزارتي الدفاع والداخلية ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة في ظل التداعيات التي صاحبت المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة، إلى جانب طبيعة هذه المجتمعات... ويقول: «من غير المقبول في المباريات أو لجان الانتخابات وفي المطارات وغيرها، في مجتمع يتمسك بالعادات والتقاليد، أن نجد ضابطاً يقوم بتحسس جسد امرأة لتفتيشها، لكن في الوقت نفسه سيقتصر عمل النساء في هذا المجال على مهمات محددة، فمن الصعب أن نجد امرأة تطارد أحد اللصوص لإلقاء القبض عليه، أو تشارك في عمليات الاقتحام، فطبيعة المرأة المصرية خصوصاً، والعربية عموماً تجعلها غير مهيأة لذلك».
ويضيف اللواء أسامة أن طبيعة عمل ضابط الجيش أو الشرطة قد تفرض عليه البقاء أياماً عدة خارج منزله، من دون أن يبالي بأمر أبنائه، لثقته في وجود من يرعاهم، الأمر الذي لا يتحقق للمرأة، فمسؤولية أبنائها أمانة في عنقها، إلا إذا كان هناك من يساعدها من الأهل، وهذا غير متاح للجميع.
ويشير اللواء أسامة إلى أن في بداية العمل تكون ضابط الشرطة أو الجيش بلا مسؤوليات، لذا نجدها ناجحة بل تتفوق على الرجل، لأن لدى المرأة عزيمة وإصرار على التحدي لإثبات الذات، لكن لأن الزواج سنّة الحياة، ولأن المرأة في طبيعتها كائن رقيق، فقد يقف هذا عائقاً أمام ممارستها وظائف هي في الأساس شاقة بالنسبة الى الرجال، لما يصاحبها من ضغط نفسي.
اللواء علي الدمرداش: المرأة أثبتت قدرتها على فعل المستحيل
أما اللواء علي الدمرداش، مساعد وزير الداخلية الأسبق وعضو مجلس النواب، فيرى أنه لا يُستغنى عن المرأة في الوظائف كافة، كما تُلقى على عاتقها مهمات جسام في المرحلة الراهنة، قد يفشل فيها الرجل أو لا يجوز له القيام بها.
لكن وفي السياق نفسه، يرى اللواء الدمرداش أن دور المرأة يقتصر حالياً على مهمات محدودة تشبه الوظائف المدنية، وربما يرجع ذلك الى طبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده، ونظرة البعض الضيقة الأفق الى المرأة، لذا فإن الأمر يحتاج إلى إعادة صياغة التشريعات، وعقد جلسات الحوار في المجتمع المدني لتصحيح الصورة النمطية، خاصة بعدما أثبتت المرأة أخيراً قدرتها على فعل المستحيل.
الدكتورة عزَّة كريم: الحياة العسكرية تحتاج الى امرأة قوية
«قدرة على تحمل الضغوط والتعامل مع أي ظرف طارئ، مع ضرورة الحفاظ على الثبات الانفعالي»، وصفة تضعها الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع، لضمان نجاح المرأة في الوظائف العسكرية بعيداً من التأثر بما تفرضه عليها أعباء الحياة العسكرية... وتقول: «قد تحاول المرأة الظهور بمظهر القوة، وهذا غلاف خارجي تغلّف به نفسها لتتحصّن من التأثيرات الخارجية المحيطة بها، لكن الدراسات والوقائع أثبتت أن أي امرأة قد تسلك سلوكاً عنيفاً، ربما تخفي في داخلها عطفاً وحناناً، بل تكون أكثر رومانسية من نظيرتها التي تبدو هادئة الطباع».
وتضيف الدكتورة عزة أن من الخطأ أن يحكم المجتمع على امرأة من خلال طبيعة عملها، فنجد رجلاً يرفض الارتباط بشريكة حياة تعمل ضابطاً، ظناً منه أنها ستكون رجلاً في حياتها معه، فالمرأة بطبيعتها ترفض الروتين بشكل قاطع، لذا فإنها ستهرب من القواعد والقوانين التي يفرضها عملها عليها مع زوجها بشكل غير تقليدي... مؤكدة أن للحياة العسكرية أيضاً متطلبات لا تستطيع القيام بها إلا امرأة قوية قادرة على تحمل الضغوط، وتملك رجاحة العقل، حتى تستطيع التوفيق بين عملها ومنزلها، بعيداً من انهيارها أمام أي مشاكل قد تعترضها.
الدكتور عطيه عرنسة: ضغوط العمل قد تصيب المرأة بحالة نفسية سيئة
يرى الدكتور عطيه عرنسة، أستاذ الطب النفسي في جامعة بنها، أن المرأة تستطيع النجاح في أي مجال إذا تصالحت مع ذاتها وتعاملت على طبيعتها، فليس شرطاً في ضابط الشرطة أن يكون عنيفاً، حتى يحظى بنجاح، كذلك الحال بالنسبة الى الضابط المرأة، فهي يد القانون، والقانون عدالة وليس بطشاً، ويؤكد أن ضغوط العمل قد تؤدي الى إصابة المرأة بمرض نفسي، فما بالنا بوظيفة معظمها ضغوط، وإذا لم تكن صاحبتها قادرة على تحقيق حالة من التوازن فتصبح عرضة للانهيار. ويشير د. عطية إلى أن الأثر النفسي لن يكون مقتصراً على المرأة وحدها، فنظرة البعض الى ضابط الشرطة أو الجيش على أنها رجل قد يصيب أبناءها والمحيطين بها في مقتل، وقد يدفعهم هذا الأمر الى رفض الوظيفة العسكرية، خاصة أنها تحرمها من البقاء معهم بشكل دائم، مما سيكون له مردود سيّئ في حياة هذه المرأة، التي عليها أن تسعى جاهدة لكسب ثقة المحيطين بها، حتى تنجح في تحقيق المعادلة الصعبة بين مهماتها العسكرية والاجتماعية.