مقعد نيابي لكل قائمة والبحث عن حشوات.. اسباب أخرت تشكيل القوائم الانتخابية
جو 24 :
مالك عبيدات - لا زالت عملية تشكيل القوائم الانتخابية في مختلف مناطق المملكة تراوح مكانها، فالمرشحون يقضون جلّ أوقاتهم في دراسة شخصيات يمكن أن يطلبوا منها مشاركتهم في القائمة التي يعتزمون تشكيلها.
وبالإضافة لقلة ادراك الناخبين آلية الاقتراع واحتساب النتائج، يعلم معظم المرشحين للانتخابات أن القائمة الواحدة لن تنال أكثر من مقعد نيابي واحد، وهو ما يفرض عليهم اختيار شركاء لا ينافسوهم في الشعبية أو القدرة على حصد اصوات المقترعين.
الخيار الأمثل بالنسبة للمرشحين لضمهم إلى قائمتهم هو "شخص يتوهم بقدرته على النجاح في الانتخابات النيابية، لكنه في الحقيقة لن يحصد أكثر من 1500 صوت مهما فعل"، وهذا بالطبع يحتاج دراسة حثيثة لأوضاع المترشحين.
العامل المهم الاخر هو عدم وجود ثقة بين المرشحين انفسهم، وقناعتهم بأن شركاءهم في القائمة لن يمنحوهم أصوات مؤديهم، أي أن المرشحين في القائمة الواحدة سيبذلون جهودهم لحرمان منافسيهم من أي صوت اضافي قد يأتيهم، إلا إن كانوا غير مهتمين بالنجاح والوصول إلى البرلمان.
ويبرز في الانتخابات النيابية القادمة مصطلح "مرشح الحشوة"، والحديث هنا عن أصحاب رؤوس أموال يشكلون قوائم بزعامتهم وبدعم من مرشحين يتلقون الأموال لإكمال الحدّ الأدنى من القائمة.
مهمة "مرشح الحشوة" لن تقتصر على اكمال الحدّ الأدنى لتشكيل القائمة الانتخابية، بل إنّه مطالب بحشد أصوات مؤيديه لصالح القائمة نفسها، ولن يكون بإمكانه النجاح في الانتخابات النيابية؛ فصاحب رأس المال يعلم جيدا "وزن" شريكه في القائمة.
وبالنسبة للاحزاب السياسية فقد وجدت هي الاخرى نفسها امام واقع مؤلم وهو عدم وجود انتشار وكوادر لها في اوساط المجتمع، باستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يطبخ قوائمه على نار هادئة وبسرية تامة.