سؤال ملكية الشجرة الساقطة في العقبة،يطفو على سطح الفراغ الذي يملأ مسامات الدولة
كتب مالك عبيدات - لم يكن الشاب م م ش رحمه الله يعلم ان اختياره مدينة العقبة لقضاء شهر العسل سيكون سببا في تبدد فرحته ودخول اسرته وزوجه في دوامة من الحزن والالم الشديدين.الشوابكة الذي وصل وعروسه ثغر الاردن الباسم والامل يحدوه بامضاء ايام هانئة وسعيدة ومختلفة داهمته المنية بعد ان تعرض لحادثة غريبة من نوعها ،ولا نظن انها تقع الا في دول العالم الثالث ،هذه الدول التي يستخف الموظفون العموميون فيها بكل شئ ،وتمر عليهم عشرات الشكاوى والملاحظات دون ان يلقوا لها بالا ، حتى ان بعضهم يبدأ نهارها متثائبا وينهيه وهو فاغر فاه من كثرة التثاؤب والملل ..
العريس الشاب الذي لم يمض على زواجه ثلاثة ايام فقط قرر ان يصطحب عروسه في جولة بممرات وشوارع ومرافق المدينة الساحلية الجميلة ، التي كان يراد ان تكون بمستوى اهم المقاصد السياحية في العالم (يا كشلي) ، لم يكن يعرف ان الموت ينتظره، وان هناك شجرة نخيل تترنح منذ ايام طوال ،وتقلبها الريح ذات اليمين وذات الشمال ،بانتظار لحظة سقوطها على الرصيف المحاذي بغض النظر عن حجم خراب البيوت الذي يمكن ان يحدثه هذا السقوط الحر لساق يتجاوز وزنها الاربعة الاف كغم.فما الذي يمنع ان تتسبب في موت او اصابة خمسة اشخاص معا او اربعة اوثلاثة او ربما لا تصيب احدا ولكن تبقى الاحتمالات قائمة وخطيرة.
الشاب محمد اختار ان يواصل المسير حتى منطقة المينا هاوس ، وفي تلك اللحظة تحديدا شاءت الاقدار ان تعلن شجرة النخيل المترنحة ذاتها استسلامها للريح و تنهي فصلا طويلا من المقاومة والصمود، فها هي تسقط سقوطا حرا على قارعة الطريق في اللحظة التي كان فيها صاحبنا محمد في ذلك الحيز بالضبط ، فتضربه على رأسه بقوة وترديه قتيلا ..الزوجه المكلومة التي شهدت الحادثة المؤسفة بكل تفاصيلها تم نقلها الى المستشفى من هول الصدمة وما زالت فيها تتلقى العلاج .
ابناء مدينة العقبة اكدوا ل جو ٢٤ انهم تقدموا باكثر من شكوى للجهات المختصة حول هذه الشجرة تحديدا ، فلقد لاحظوا انها تهتز ،وما عادت جذورها متصلة بالارض كما كان الوضع عليه في السابق ، ولكن دون جدوى .المواطنون انتبهوا ان الكائنات المترنحة والمهزوزه والخائفة تشكل خطرا كبيرا على حياة الناس والسياح وبالمحصلة على وطنهم وسمعته ، ومع ذلك لم يتنبه اصحاب القرار لهذه المسألة حتى وقعت الشجرة على الرأس ، وكان ما كان .ثم لماذا لم تقم الفرق الفنية بالكشف عن مصادر الخطر على حياة الناس في المدينة او في المرافق العامة تحديدا؟ لماذا لم تتنبه بنفسها لمعاناة الشجرة وتشرع بمعالجتها واعادة تثبيتها بالتربة وامدادها بمقومات الحياة الاساسية ؟
مدير الاعلام في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عبدالمهدي القطامين قال اننا لم نتلق اية شكوى بالخصوص .
واضاف ان شجرة النخيل الساقطة لا تعود ملكيتها لسلطة العقبة او املاك الدولة ، ولان ملكيتها تعود لاحد الافراد الاعتياديين فاننا غير مسؤولين قانونيا عن الحادثة ،ومسؤليتنا تنحصر بالنخيل الموجود في الاراضي التابعة للسلطة .
وقال القطامين ان الحادثة وقعت ضمن اراضي احد المواطنين وهي الان منظورة امام القضاء لتحديد المسؤولية القانونية عنه....
رحم الله الشاب محمد والعوض بسلامتكوا ...
