غداً الذكرى الخامسة والستون لاستشهاد الملك المؤسس
جو 24 :
واستشهد الملك المؤسس مؤمنا بالله، وحافظا لعهد بني هاشم الأبرار، بعد كفاح طويل من أجل أمة العرب ووحدتها، حاملا راية أطهر ثورة عرفها تاريخ هذه الأمة، والتي انطلقت من مكة على يد والده شيخ الثوار الحسين بن علي، طيب الله ثراه.
وتستذكر الأسرة الأردنية الواحدة، وهي تحيي هذه الذكرى، بقيادة الملك عبدالله الثاني، بكل مظاهر الفخر والاعتزاز، ذلك القائد الذي خرج من مكة على رأس كوكبة من أحرار العرب الأوائل، مبشرا بالنهضة العربية الحديثة، ووحدة الأمة، ورسالتها القومية، والانعتاق من الاحتلال والوصاية، وإعلان فجر الأمة الجديد.
وفي الوقت الذي اضطلع به الملك المؤسس بدور قومي رائد في حركة التحرر العربي التي بزغ فجرها مع بدايات القرن العشرين، وبذل جهدا موصولا لدى ممثلي القيادات الفكرية والسياسية، التي كانت تتقاطع في العاصمة العثمانية، وسعى لمستقبل أكثر إشراقا لأمة العرب، يواصل الملك عبدالله الثاني نهج الهاشميين والجد المؤسس من أجل تعزيز التقاء الأمة العربية على قواسم مشتركة تحقق لها المنعة وأسباب استقلال القرار، مثلما يواصل الملك عبد الله الثاني تجذير النهج الديمقراطي، الذي أرساه جده منذ عام 1920، فشجع التعددية السياسية والنهج الديمقراطي، الذي تشارك في صنعه مختلف الأطياف السياسية على مساحة الوطن، ورسخ الممارسات الرامية إلى الحفاظ على حقوق الإنسان وضمان حرية الفكر والتعبير.
لقد تميز الفكر السياسي للملك المؤسس، طيب الله ثراه، بأنه انطلق من ثوابت مبادئ الثورة العربية الكبرى وأهدافها العريضة، واعتمد في تنفيذها منهجية تتفق مع سمة العصر والتداعيات التي تمخضت عن خلخلة موازين القوى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فجاءت اتصالاته مع قادة الدول الكبرى منصبة في الدرجة الأولى على الاعتراف بالمشروع القومي النهضوي العربي، الذي جسده طيب الله ثراه إلى خطة سياسية تنفيذية قائمة على منهج الإسلام والعروبة، وبعث أمجاد الأمة وإحياء تراثها العريق وحضارتها الإنسانية.
ونتيجة لحرص الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، مفجر الثورة العربية الكبرى، على إعداد أبنائه الأمراء سياسيا وعسكريا ورجال دولة، كان الملك المؤسس أول وزير للخارجية في الحكومة العربية الأولى، التي تم تشكيلها بعد إعلان الثورة العربية الكبرى.
كما كان الملك المؤسس من أبرز قادة الثورة العسكريين، إذ تولى قيادة الجيش الشرقي، الذي حاصر المدينة المنورة وشل قدرة أكبر حامية عسكرية تركية كانت تتمركز هناك وقوامها 14 ألف جندي، وبقيت تحت الحصار حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث استسلمت لقوات الثورة بقيادة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين عام 1918.
وخرج الملك المؤسس في أولى تحركاته من الحجاز متوجها إلى الشام على رأس كوكبة من جند الثورة العربية الكبرى، وحين بلغ مدينة معان دعا أحرار العرب للانضمام إليه، بعد أن أعلن عن أهدافه في حماية الأمة العربية والحفاظ على استقلالها والدفاع عن قضاياها العادلة.
ويسجل التاريخ وأحرار الأردن والأمة العربية بكل اعتزاز دور الملك المؤسس في إنقاذ الأردن وتخليصه من كل المخططات التي كانت تستهدف عروبته وحريته، والتي استهدفت أيضا الأرض والهوية العربية، بعد أن تمكن من إقناع الدول الكبرى آنذاك وفي مقدمتها بريطانيا بذلك، مثلما يسجل له التاريخ بحروف من نور تلك الحكمة السياسية والقدرة الفائقة للتعامل مع الغرب، خصوصا بريطانيا، التي كانت تمسك بزمام الأمور في منطقة الشرق الأوسط.
وترجمة لفكر الملك المؤسس الوحدوي وانتمائه القومي الأصيل، فتح أبواب الأردن أمام أحرار العرب، ليصبح في عهده موئلا لهم، فوفدوا إليه من سوريا وفلسطين ولبنان والعراق والحجاز، ووفر لهم الفرصة للمشاركة في مسيرة بناء الأردن الحديث وتعزيز منجزاته، وصنع سياسته الداخلية والخارجية.
لقد كان الملك المؤسس طيب الله ثراه حصيفا ثاقب النظر في استقراء ما يتهدد الامة العربية، وما هي مقبلة عليه من تحديات، وكان أول الزعماء العرب الذي يطلق صيحته محذرا من ضياع فلسطين، وحين هبت الجيوش العربية لمساندة الأشقاء في فلسطين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كان الجيش الأردني في مقدمة الجيوش العربية، يخوض معارك الشرف والبطولة، ويحافظ على عروبة القدس، التي رويت أسوارها بدم الشهداء من الجيش العربي.
وإلى جانب الدعم العسكري، لم يبخل طيب الله ثراه بالدعم السياسي والمادي لتمكين الأشقاء من الصمود على أرضهم، ومواصلة كفاحهم من أجل هويتهم الوطنية، كما كان طيب الله ثراه اول من وضع لبنة الديمقراطية، وأول المنادين في تلك المرحلة بالتعددية السياسية، حيث شهد الأردن في بداية حكمه تأسيس أول حزب، هو حزب الاستقلال العربي، فيما حظيت المعارضة السياسية برعايته طيب الله ثراه، وكان يجلس إلى الكتّاب والشعراء والمفكرين، يحاورهم ويناقشهم في مختلف الأمور التي تهم الوطن والمواطن، ويتقبل الرأي الآخر بكل رحابة صدر.
تصادف غدا الأربعاء، الذكرى الخامسة والستون لاستشهاد مؤسس المملكة، الملك عبدالله بن الحسين، الذي لاقى وجه ربه شهيدا على عتبات المسجد الأقصى المبارك، وهو يهم بأداء صلاة الجمعة، في العشرين من شهر تموز عام 1951.
واستشهد الملك المؤسس مؤمنا بالله، وحافظا لعهد بني هاشم الأبرار، بعد كفاح طويل من أجل أمة العرب ووحدتها، حاملا راية أطهر ثورة عرفها تاريخ هذه الأمة، والتي انطلقت من مكة على يد والده شيخ الثوار الحسين بن علي، طيب الله ثراه.
وتستذكر الأسرة الأردنية الواحدة، وهي تحيي هذه الذكرى، بقيادة الملك عبدالله الثاني، بكل مظاهر الفخر والاعتزاز، ذلك القائد الذي خرج من مكة على رأس كوكبة من أحرار العرب الأوائل، مبشرا بالنهضة العربية الحديثة، ووحدة الأمة، ورسالتها القومية، والانعتاق من الاحتلال والوصاية، وإعلان فجر الأمة الجديد.
وفي الوقت الذي اضطلع به الملك المؤسس بدور قومي رائد في حركة التحرر العربي التي بزغ فجرها مع بدايات القرن العشرين، وبذل جهدا موصولا لدى ممثلي القيادات الفكرية والسياسية، التي كانت تتقاطع في العاصمة العثمانية، وسعى لمستقبل أكثر إشراقا لأمة العرب، يواصل الملك عبدالله الثاني نهج الهاشميين والجد المؤسس من أجل تعزيز التقاء الأمة العربية على قواسم مشتركة تحقق لها المنعة وأسباب استقلال القرار، مثلما يواصل الملك عبد الله الثاني تجذير النهج الديمقراطي، الذي أرساه جده منذ عام 1920، فشجع التعددية السياسية والنهج الديمقراطي، الذي تشارك في صنعه مختلف الأطياف السياسية على مساحة الوطن، ورسخ الممارسات الرامية إلى الحفاظ على حقوق الإنسان وضمان حرية الفكر والتعبير.
لقد تميز الفكر السياسي للملك المؤسس، طيب الله ثراه، بأنه انطلق من ثوابت مبادئ الثورة العربية الكبرى وأهدافها العريضة، واعتمد في تنفيذها منهجية تتفق مع سمة العصر والتداعيات التي تمخضت عن خلخلة موازين القوى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فجاءت اتصالاته مع قادة الدول الكبرى منصبة في الدرجة الأولى على الاعتراف بالمشروع القومي النهضوي العربي، الذي جسده طيب الله ثراه إلى خطة سياسية تنفيذية قائمة على منهج الإسلام والعروبة، وبعث أمجاد الأمة وإحياء تراثها العريق وحضارتها الإنسانية.
ونتيجة لحرص الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، مفجر الثورة العربية الكبرى، على إعداد أبنائه الأمراء سياسيا وعسكريا ورجال دولة، كان الملك المؤسس أول وزير للخارجية في الحكومة العربية الأولى، التي تم تشكيلها بعد إعلان الثورة العربية الكبرى.
كما كان الملك المؤسس من أبرز قادة الثورة العسكريين، إذ تولى قيادة الجيش الشرقي، الذي حاصر المدينة المنورة وشل قدرة أكبر حامية عسكرية تركية كانت تتمركز هناك وقوامها 14 ألف جندي، وبقيت تحت الحصار حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث استسلمت لقوات الثورة بقيادة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين عام 1918.
وخرج الملك المؤسس في أولى تحركاته من الحجاز متوجها إلى الشام على رأس كوكبة من جند الثورة العربية الكبرى، وحين بلغ مدينة معان دعا أحرار العرب للانضمام إليه، بعد أن أعلن عن أهدافه في حماية الأمة العربية والحفاظ على استقلالها والدفاع عن قضاياها العادلة.
ويسجل التاريخ وأحرار الأردن والأمة العربية بكل اعتزاز دور الملك المؤسس في إنقاذ الأردن وتخليصه من كل المخططات التي كانت تستهدف عروبته وحريته، والتي استهدفت أيضا الأرض والهوية العربية، بعد أن تمكن من إقناع الدول الكبرى آنذاك وفي مقدمتها بريطانيا بذلك، مثلما يسجل له التاريخ بحروف من نور تلك الحكمة السياسية والقدرة الفائقة للتعامل مع الغرب، خصوصا بريطانيا، التي كانت تمسك بزمام الأمور في منطقة الشرق الأوسط.
وترجمة لفكر الملك المؤسس الوحدوي وانتمائه القومي الأصيل، فتح أبواب الأردن أمام أحرار العرب، ليصبح في عهده موئلا لهم، فوفدوا إليه من سوريا وفلسطين ولبنان والعراق والحجاز، ووفر لهم الفرصة للمشاركة في مسيرة بناء الأردن الحديث وتعزيز منجزاته، وصنع سياسته الداخلية والخارجية.
لقد كان الملك المؤسس طيب الله ثراه حصيفا ثاقب النظر في استقراء ما يتهدد الامة العربية، وما هي مقبلة عليه من تحديات، وكان أول الزعماء العرب الذي يطلق صيحته محذرا من ضياع فلسطين، وحين هبت الجيوش العربية لمساندة الأشقاء في فلسطين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كان الجيش الأردني في مقدمة الجيوش العربية، يخوض معارك الشرف والبطولة، ويحافظ على عروبة القدس، التي رويت أسوارها بدم الشهداء من الجيش العربي.
وإلى جانب الدعم العسكري، لم يبخل طيب الله ثراه بالدعم السياسي والمادي لتمكين الأشقاء من الصمود على أرضهم، ومواصلة كفاحهم من أجل هويتهم الوطنية، كما كان طيب الله ثراه اول من وضع لبنة الديمقراطية، وأول المنادين في تلك المرحلة بالتعددية السياسية، حيث شهد الأردن في بداية حكمه تأسيس أول حزب، هو حزب الاستقلال العربي، فيما حظيت المعارضة السياسية برعايته طيب الله ثراه، وكان يجلس إلى الكتّاب والشعراء والمفكرين، يحاورهم ويناقشهم في مختلف الأمور التي تهم الوطن والمواطن، ويتقبل الرأي الآخر بكل رحابة صدر.