دفاع عن الإخوان المسلمين
ليست مشكلة الإخوان المسلمين ان التيارات الوطنية و القومية واليسارية خسرت وهجها، وبالتالي شعبيتها، وان الشارع العربي والأردني جزء منه، بات منحازاً سياسياً للحركة الإسلامية، فتجارب الحكم المتكررة على مدار السنوات الستين الماضية عكست فشلاً واضحاً، وجاء الوقت لاختبار نمط جديد في الممارسة السياسية.
هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ولكن لأنه من الصعب على هذه التيارات الاعتراف بالهزيمة التاريخية، نراها تهرب من الدفاع إلى الهجوم والهروب الى الأمام، على شكل اتهامات للإخوان المسلمين وحملات تشويه صورتهم، مع ان تجربتهم في حقيقة الأمر لم تبدأ بعد.
مصر هي النموذج الواضح، وليس سراً أن محمد مرسي يتعرض لهجمات ظالمة منظمة مع انه لم يقدم خطأ فادحاً واحداً، ومن غير المنصف تشبيه مصر الآن بمصر مبارك، ومن غير الإخلاقي إغراق وسائل الإعلام المجتمعي بالرسائل الساذجة المزورة الهادفة لسحب شعبية الحركة الاسلامية بطريقة ساذجة.
والإخوان المسلمون في الاردن ليسوا استثناء، ويتعرضون لمثل تلك الحملات التي تنتهي بأثرها العكسي، وفي قناعتنا ان الإصرار على القانون الانتخابي المتخلف ليس سوى محاولة يائسة لمنع حصول الحركة الإسلامية على حجم تمثيلها الصحيح في المجتمع، ولكن الأمر لا يمكن له ان يستمر طويلاً فحقائق الواقع على الأرض لا بد أن تفرض نفسها بطريقة أو بأخرى.