السلطة الفلسطينية تستعد لنبش ضريح عرفات
تعهدت السلطة الفلسطينية بمواصلة العمل للكشف عن أسباب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقالت إنها تنسق مع الأطراف الفرنسية والسويسرية والروسية لفتح ضريحه وأخذ عينات من رفاته، رغم إبداء ممثل عائلة الراحل معارضتها لذلك مؤخرا.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له بإحياء الذكرى السنوية الثامنة لرحيل عرفات، "إن السلطة ومنذ رحيل أبو عمار المفاجئ والغامض، لم تألُ جهداً للبحث والتنقيب والتحقيق لمعرفة الحقيقة، وإنها شكلت لجانا لم يتوقف عملها طيلة سنوات".
وأضاف أن هذه اللجان تتعاطى بكل جدية ومسؤولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والهامة جدا، مبينا أن السلطة أولت اهتماما لما صدر عن المعهد السويسري بشأن اكتشاف مادة البولونيوم المشع في ملابس عرفات، كما أجرت اتصالات مع الجانب الفرنسي، إذ توفي عرفات عام 2004 في مستشفى بالعاصمة باريس.
في سياق متصل، قال رئيس لجنة التحقيق في وفاة عرفات اللواء توفيق الطيراوي إن السلطة تجري كافة الاستعدادات لاستقبال اللجان الطبية الفرنسية والسويسرية لأخذ عينات من رفات عرفات بعد فتح ضريحه.
في المقابل وصف رئيس مؤسسة "ياسر عرفات" ناصر القدوة وابن شقيقته المخول بقضية التحقيق في وفاته، فكرة فتح القبر لأخذ العينات من رفاته بأنها "بغيضة"، وأن نبشه "تدنيس ومساس برمزية عرفات".
وعلل القدوة ذلك -خلال مهرجان السبت لتأبين عرفات في رام الله- بأن الجميع بات يدرك أن إسرائيل اغتالت "القائد المؤسس" بالسم، والشواهد والدلائل على ذلك كانت كثيرة، مضيفا أن "استخراج الرفات قد لا يكون مجديا طبيا".
واستعان القدوة في موقفه بالتقرير الطبي الذي نشر مؤخرا والذي تحدث عن أن حالة عرفات عند وفاته لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض، إلى جانب ما كشفه تحقيق الجزيرة بالتعاون مع فريق طبي سويسري حول وجود مادة البولونيوم المشعة في ملابسه.
ورغم معارضة القدوة نبش الضريح، أكد اللواء الطيراوي للجزيرة نت أن القرار السياسي الفلسطيني اتخذ بضرورة فتح الضريح واستقبال كل اللجان كي تأخذ العينات المطلوبة للفحوصات المخبرية.
وعقب الطيراوي على تصريحات القدوة بالقول إن السلطة تتفهم وجهة نظره، مشيرا في الوقت ذاته إلى تصريحات نسبت للسيدة خديجة القدوة (شقيقة عرفات) حول رفضها نبش القبر أيضا.
غير أن السيدة خديجة أكدت في حديث مقتضب للجزيرة نت، أن القرار الأخير في هذه المسألة سيكون للجهات المسؤولة في السلطة الفلسطينية، لأن "عرفات ملك للشعب الفلسطيني وليس لعائلته".
ونفت أن تكون قد رفضت نبش قبره، مؤكدة أن أي جهة رسمية لم تتصل بها لسؤالها عن موقفها من الأمر، كما لم تتعرض لأي ضغوط في هذا السياق، رغم التصريحات الصحفية التي نسبت إليها القول "لا تمسوا قبر عرفات".
وأوضحت الشقيقة الوحيدة للرئيس الراحل والتي تقيم في مدينة غزة حاليا، إنها تشعر بالحزن الشديد ولا تريد الخوض كثيرا في أحاديث حول وفاة شقيقها واستخراج رفاته، ودعت الجميع إلى احترام ذكره.
وتوافد عشرات الفلسطينيين على ضريح عرفات في ذكرى وفاته لوضع الزهور وقراءة الفاتحة على روحه، حيث دفن عرفات بعد وفاته يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، وأوصى بنقل رفاته إلى مدينة القدس لاحقا. الجزيرة