اخوة في عالم الفن: بعضهم نجوم وآخرون تجاهلتهم الأضواء
أتى المجد والشهرة لأحدهما سريعاً، وتباطأ عن الآخر أو تجاهله. ورغم أنهما شقيقان، إلا أن عالم الفن والشهرة لا يعرف الأخوة، ولا يضع استثناءات للقرابة. البعض يجد أن الموهبة هي السبب الرئيسي لنجاح الفنان وشهرته، والبعض الآخر يرى أن الحظ وحده والظروف هي التي تجعل الأخ محدود الموهبة أكثر شهرة ومجداً. الشيء الأكيد، أن الأضواء لا تدوم طويلاً لأنصاف الموهوبين وإن أنارت لهم الطريق في بدايته. وهنا نلقي الضوء على بعض الفنانين الأشقاء الذين دخلوا عالم الفن، لكن الحظ حالف أحدهم فأصبح نجما كبيرا، وأدار ظهره للآخر.
عبد الحليم حافظ ومحمد شبانة
كلاهما ورث الصوت الجميل عن والدهما، علي إسماعيل شبانة، وحين بدأ عبد الحليم الأخ الأصغر بين أربع إخوة خطواته الأولى في الحياة، كان إسماعيل مطربًا ومعلماً للموسيقى، كان يتمتع بصوت عذب أهَّله للعمل في الإذاعة عام 1944 بين عمالقة الغناء والطرب حينها، مثل عبد العزيز محمود، وكارم محمود، وعبد الغني السيد.
حين علم بحب أخيه الصغير للغناء والموسيقى احتضنه وتبناه فنياً، وانتقل معه من قرية الحلوات في محافظة الشرقية إلى القاهرة، ليلحقه بالمعهد العالي للموسيقى. وفي الوقت الذي بدأ فيه عبد الحليم يشق طريقه نحو النجومية والشهرة، وأصبح "العندليب الأسمر” أيقونة الغناء في الوطن العربي، واقتحم مجال السينما وأصبح البطل الأول على الشاشة وفي الإذاعة المصرية، كانت الأضواء تبتعد عن شقيقه الأكبر إسماعيل، الذي سانده حتى وفاته.
شادية وعفاف شاكر
دخلت الشقيقة الكبرى عفاف عالم الفن قبل شادية، وقدمت عدداً من الأفلام السينمائية، من بينها "هدى”، "ليلة غرام”، و”خضرة والسندباد”، وظلت تعمل منذ الأربعينيات حتى الستينيات، وفي ذلك الوقت كانت شادية بدأت خطواتها الأولى في مجال السينما والغناء، واكتسبت شهرة واسعة فاقت شهرة شقيقتها بكثير، عملتا سوياً في أكثر من فيلم، منها: "عيون سهرانة”، "آمال”، و”لا تذكريني”.
شويكار وشاهيناز
قليلون من يعرفون أن شاهيناز هي الشقيقة الصغرى للفنانة شويكار، دخلت علم الفن بعد شقيقتها الكبرى، ولم تقدم أيا من أدوار البطولة واكتفت بالأدوار الثانوية الخفيفة ونجحت فيها، شاركت في عدد من الأفلام مثل "خللي بالك من زوزو” و”شباب مجنون جدا”. في نفس الوقت تألقت الشقيقة الكبرى، واستحوذت على البطولة في جميع أعمالها الفنية، واكتسبت شهرة واسعة تطغى على شقيقتها.
أحمد مظهر وفاطمة مظهر
للفنان أحمد مظهر شقيقة تصغره بأكثر من 20 عاماً، عملت في مجال الفن منذ السبعينيات وحتى التسعينيات، وقدمت خلالها عددا كبيرا من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية، من بينها: "بائعة الحب”، "شياطين البحر”، ومسلسل "القاهرة والناس”، وقدمت مع شقيقهافيلم"الاتحاد النسائي” عام 1984. ورغم أنها قدمت عددا كبيرا من الأعمال الفنية، إلا أنها لم تحظ بالشهرة التي حظي بها شقيقها الأكبر "فارس السينما المصرية”.
هدى سلطان، محمد فوزي وهند علام
المعروف أن هدى ومحمد شقيقان، دخلا عالم الفن ونالا شهرة واسعة، سواء في الغناء أو التمثيل، ولم تغطِّ شهرة أحدهما على الآخر، ورغم اعتراض محمد فوزي على دخول شقيقته عالم الفن إلا أنها أثبتت موهبتها النادرة واستحقت مكانتها كنجمة كبيرة، وكذلك شقيقها.
لكن الذي لا يعلمه الكثيرون هو أن لهما شقيقة ثالثة، تميزت بصوت لا يقل حلاوة عن صوتي شقيقيها، وهي هند علام، لكنها لم تحظ بما حظي به شقيقاها من نجومية وشهرة واسعة، قدمت الكثير من الأغاني، وعملت مع كبار الملحنين مثل محمود الشريف وفريد غصن وسيد مكاوي، لم تقدم سوى 4 أفلام هي: "إضراب الشحاتين”، "أنا وقلبي”، "ليالي الحب” و”إديني عقلك”.
شكري سرحان وشقيقيه سامي وصلاح سرحان
عمل الأشقاء الثلاثة في السينما، وشق كل منهم طريقه، ورغم الموهبة التي لا ينكرها أحد على ثلاثتهم، إلا أن الحظ حالف الشقيق الأوسط شكري سرحان، حتى أصبح أحد أهم نجوم جيله حينها، نال حظا كبيرا من النجاح والشهرة في السينما والمسرح والإذاعة لا يضاهيها شهرة أي من أخويه.
أما سامي سرحان الشقيق الأصغر، بدأ العمل في الفن في فترة الستينيات، لم يلعب دور البطولة قط، واكتفى بالقليل من الشهرة. وبالرغم من أن الشقيق الأكبر صلاح سرحان دخل عالم الفن قبل أخويه، واشتهر بأدوار الشر كما في فيلم "الشموع السوداء”، إلا أن أعماله الفنية معدودة، ولم يقدم أي دور بطولة، حتى إن الكثيرين لا يعرفون أنه شقيق الفنان شكري سرحان.
حسين رياض وفؤاد شفيق
تتشابه الملامح ولا يتشابه الحظ.. حسين هو الشقيق الأكبر لفؤاد، واكتسب في عالم الفن شهرة واسعة تخطت شهرة شقيقه، وقدم عددا كبيرا من الأعمال الفنية المتنوعة، واشتهر بدور الأب. أما فؤاد، فدخل الفن في منتصف العشرينيات بعد أن تعرّف على الفنان يوسف وهبي وانضم لفرقة جورج أبيض، ومنها إلى فرقة رمسيس. قدم العديد من المسرحيات والأفلام، لكنه لم ينل حظ أخيه من الشهرة والمجد. قدما سويا فيلم "أم رتيبة”، "سلامة في خير” و”الأم القاتلة”.
أصالة نصري وريم نصري
حصدت المطربة السورية أصالة قسطاً كبيراً من النجاح والشهرة في العالم العربي، لم يتوفر لشقيقتها الصغرى ريم التي احترفت الغناء، فاعترضت على ذلك أصالة، وانتشرت أخبار الخلافات بينهما في الصحف وعلى الشاشات.
نيكول سابا ونادين سابا
لم تحظ الفنانة اللبنانية بشهرة كبيرة كشقيقتها نيكول التي اقتحمت عالم الغناء والتمثيل، واكتسبت نجومية وشهرة واسعة، في حين قدمت نادين عدداً قليلاً من الأعمال الدرامية مثل "أدهم وزينات والثلاث بنات”، فلم تستطع مواكبة نجومية شقيقتها.
إيناس مكي وأحمد مكي
رغم أن إيناس الشقيقة الكبرى لأحمد، وبدأت مشوارها الفني قبله بأعوام طويلة، إلا أنها لم تحظ بنصيب أخيها من الشهرة والنجومية، ولم تلعب دور البطولة في أي عمل فني شاركت فيه. أما أحمد، فقد بدأ عمله في مجال الفن في بداية الألفية الثانية وحقق نجاحا ملحوظا، لاسيما في أدوار الكوميديا، لديه موهبة حقيقية مكنته من اعتلاء عرش النجومية في سن مبكرة