مدارس أغلقت وقطارات توقفت وشوارع فارغة.. هكذا قضت ميونيخ ليلتها بعد هجوم المركز التجاري
عاشت مدينة ميونيخ الألمانية حالة طوارئ حقيقية ليل الجمعة السبت 23 يوليو/تموز بعد الهجوم على المركز التجاري الذي أودى بحياة تسعة أشخاص وانتحر منفّذه بين سيارات الإسعاف التي اخترقت هدوء الليل وشوارعها التي أقفرت فجأة من الناس.
وكانت قوات الأمن اعتقدت أولاً استناداً إلى شهاداتٍ أنهم ثلاثة مهاجمين وقد فرّوا. وتبين بعد ذلك أن مهاجماً واحداً قام بإطلاق النار.
وقتل مسلحٌ ألماني من أصل إيراني يبلغ من العمر 18 عاماً ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصاب 16 شخصاً في الهجوم من بينهم ثلاثة حالتهم خطيرة وعدة أطفال يوم الجمعة 22 يوليو بعد إطلاقه النار في مركز تجاري مزدحم بميونيخ قبل أن ينتحر، ولكن شرطة المدينة قالت إن من السابق لأوانه القول ما إذا كان ذلك هجوماً إرهابياً.
وفي مواجهة الخطر، دعت شرطة ميونيخ سكان ثالث مدينة في ألمانيا وتضم 1,5 مليون نسمة، إلى البقاء في بيوتهم.
وأقفرت الشوارع بسرعة بينما توقفت وسائل النقل مؤقتاً في هذه المدينة التي تشهد حيوية كبيرة عادة وتضم مقار عدد من أهم مجموعات الصناعات الألمانية.
وتوقفت رحلات قطارات الأنفاق والضواحي لساعات بينما كانت المروحيات تحلق فوق شمال المدينة حيث يقع المركز التجاري المستهدف على بعد خطوات عن الستاد الذي نظمت فيه دورة الألعاب الأولمبية في 1972.
حالة طوارئ
وتوقفت قطارات الخطوط الكبرى في الضواحي إذ إن المحطة المركزية لعاصمة مقاطعة بافاريا أُخليت أيضاً.
وفي حي قريب من مكان إطلاق النار، كان تلاميذ وذووهم يقيمون احتفالاً صيفياً في مدرستهم، قطع فجأة ليعودوا إلى بيوتهم، كما ذكر مراسل من وكالة فرانس برس.
وأغلق عددٌ كبير من الحانات والمقاهي أبوابها بينما كان التلفزيون الألماني يبث لقطات للشوارع التي خلت من المارة.
وقال مراسل لفرانس برس إن مروحيةً للشرطة حلقت فوق منطقة مساكن على ارتفاع منخفض جداً.
وفي محيط المركز التجاري الذي يضم حوالى 130 متجراً في طابقين، توقف عددٌ كبير من سيارات الإسعاف والإطفاء.
وساد الغموض الوضع لفترة طويلة بينما أشارت شهاداتٌ عدة إلى وجود أكثر من مهاجم.
وأكد رجلٌ لم يكشف اسمه لكنه يعمل في أحد محلات المركز التجاري أنه رأى المهاجم. وقال "نظرت باتجاهه. أطلق النار على شخصين فهربت لمغادرة المبنى عبر تسلق جدار. هناك رأيت جثثاً وجرحى".
وتحدثت سيدة عن حالة هلع عندما كانت تستعد لدخول مطعم لماكدونالدز.
وكان إطلاق النار بدأ قبيل الساعة 16,00 ت غ من الجمعة 22 يوليو في أحد مطاعم ماكدونالدز قبل أن يتواصل في الشارع المجاور.
وعرض أصحاب فنادق وسكان عبر مواقع التواصل الاجتماعي استضافة أشخاص علقوا في ميونيخ، في مبادرات تضامن.
احتفاء دون تبنٍّ
واحتفى مؤيدون لتنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي بحادث إطلاق النار العشوائي في مركز تجاري بمدينة ميونيخ الألمانية اليوم الجمعة والذي أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، لكن دون أن يتم الإعلان عن تبني التنظيم العملية حتى ظهر اليوم السبت.
وقال أحدهم على تويتر "الحمد لله.. اللهم وفق رجال الدولة الإسلامية".
وأضاف آخر "الدولة الإسلامية تتمدّد في أوروبا.. فرنسا وبلجيكا وألمانيا."
وهذا هو ثالث هجوم كبير ضد مدنيين في غرب أوروبا خلال ثمانية أيام.
ووقعت هجمات سابقة في فرنسا وألمانيا تبنتها الدولة الإسلامية وقالت شرطة ميونيخ أنها تشتبه في أن ما يجري هجوم إرهابي.
إدانات
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند اليوم السبت 23 يوليو/تموز إن إطلاق النار الدامي الذي وقع في ميونيخ "هجوم إرهابي مقيت" استهدف إثارة الخوف في ألمانيا بعد استهداف فرنسا الأسبوع الماضي.
وقال أولوند في بيان إن"الهجوم الإرهابي الذي وقع في ميونيخ وقتل أشخاصاً كثيرين عملٌ مقيت يهدف إلى إثارة الخوف في ألمانيا بعد دول أوروبية أخرى".
بدوره أدان البيت الأبيض اليوم الجمعة "بأشد العبارات" الهجوم على المركز التجاري في ميونيخ.
وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "لا نعرف كل الحقائق حتى الآن لكننا نعرف أن هذا عملٌ شنيع تسبب في مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قلب واحدة من أكثر مدن أوروبا حيوية."
من جانبها دانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم الذي قام به الجمعة شاب ألماني إيراني.
وقال الناطق باسم الوزارة بهرام قاسمي في تصريحات نقلتها وكالتا الأنباء الرسمية والطلابية إن إيران "تدين" هذا العمل و"تعبر عن تضامنها مع الشعب والحكومة الألمانية".
كما كان هنالك عددٌ من الإدانات الدولية الأخرى للهجوم.ا ف ب