فيسبوك يكشف خيانة الأزواج في مصر
قبل أيام قليلة فوجئ نشطاء ومغردون مصريون بجروب على مواقع التواصل الاجتماعي غريب من نوعه اسمه i know him، أي "أنا أعرفه" بهدف الكشف عن فضائح بعض الرجال من خلال مشاركة القصة واسم الشخص.
وتبين أن الجروب تديره مجموعة فتيات، ويقوم على فكرة أن تقوم الفتاة المشاركة بعرض صورة لخطيبها أو زوجها أو حتى حبيبها الذي لم ترتبط به بعد في الجروب على أن تقوم الفتيات المشاركات بإبلاغها إذا ما كانت إحداهن سبق أن ارتبطت بهذا الشاب عاطفيا أو يخونها معها أو معروف عنه أنه صاحب علاقات نسائية متعددة.
وخلال ساعات قليلة، وصل عدد المشاركات في الجروب لأرقام كبيرة وصلت إلى 40 ألفا، وكانت التعليقات ساخرة وفاضحة وكاشفة لبعض الخيانات بالفعل، ومنها ما أدى لفسخ خطبة أو إنهاء علاقة زوجية.
الشباب لم يقفوا صامتين أمام الأمر، فدشنوا جروبا آخر أسموه i know her ولكنه لم يجد تفاعلا كبيرا مثل جروب الفتيات.
تعليقات المشاركين في الجروب وإن كانت حزينة ومأساوية إلا أن بعضها كان ساخرا، مثل "واحدة منزلة صورة جوزها طيار بتسأل عليه بنت بترد عليها تقولها تبيعي بكام تقولها مش للبيع للإيجار بس"، وتعليق آخر يقول: "وزى ماحضرتكوا شايفين مصر دلوقتي مقسومة نصين ولاد في"i know her" والبنات في "i know him، بينما كتب آخر "عمي أنا طالب إيد بنتك فيرد والد العروس طيب يا بني سبنا يومين نسأل عليك فـ#i_know_himوهنرد عليك"، وتعليق آخر يقول" واحده منزله صورة شاب بتقول دا من طنطا حد يعرفه ليدخل الشاب معلقا بقوله على فكره أنا من الإسكندرية أما غير المرتبطين فعلقوا بقولهم "إحنا لا مع دول ولا دول إحنا في السليم".
الجروب تسبب أيضا في مشاجرة بين عائلتين في منطقة عين شمس شرق القاهرة بسبب التشهير بنجل إحداها من جانب خطيبته السابقة، حيث تلقى قسم عين شمس إخطارا من الأهالي عن مشاجرة واشتباكات بالأيدي بين عائلتين بسبب التشهير بأحد الشباب على صفحات فيسبوك، وانتهت إلى التصالح في مجلس عرفي.
على الجانب الآخر انتقد كثيرون الفكرة واعتبروها نوعا من التشهير، وفضح وكشف المحرمات والإساءة للغير، سواء بقصد أو دون قصد، كما اعتبروها نوعا من الفراغ الذي قد يؤدي بصاحبه للوقوف خلف القضبان بسبب ما اقترفه من جرائم ربما تؤدي لتدمير الحياة الزوجية والأسرية والعائلية.
الخبير القانوني محمد منير يؤكد لـ"العربية.نت" أن التعليقات المتداولة والصور وغيرها في الجروب يمكن أن تندرج ضمن جرائم التشهير، وهذه عقوبتها في القانون المصري الحبس سنة والغرامة كحد أقصى والحبس شهرا والغرامة كحد أدني لكونها جنحة.
وقال أما إذا لم تنطبق عليها أركان وشروط جريمة التشهير فلا عقوبة عليها، لأن القانون المصري ينص على أنه لا عقوبة إلا بنص أو وجود جريمة.
من جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن ما يحدث هو عيب أخلاقي وجريمة عقابها شديد عند الله مصداقا لقوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون"، كما قال الله تعالى "لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا"، مضيفا أن الجهر بالسوء من المفاسد التي لا يحبها الله تعالى، ونهانا عنها، لأنه الظلم بعينه، ولذلك حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما. وأضاف أن من يفعل ذلك فهو من الفجار الأشرار الذين يثيرون الفتن والشقاق، وينشرون البغضاء بنقل كلام مسيء وأحاديث باطلة أقرب للإفك، وقد يتسبب ما يفعلونه في تدمير حياة أسر وعائلات من خلال افترائهم على الحقائق، حيث يقول الله تعالى "وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى"، فالعذاب هنا حق لكل من تسول له نفسه الافتراء على خلق الله بهتانا وزورا.
ويضيف الدكتور كريمة قائلا إن من تجرأ على الناس تجرأ الناس عليه، والكذب على الناس وقذفهم بالباطل بهتان مبين حرمه الله كما قال: "وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنّ"، والرسول الكريم يقول "من فضح مؤمنا فضحه الله في قعر بيته"، ويقول أيضا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه؛ أخذ من الخطايا، أخذ من خطاياهم فطرح عليه، ثم طرح في النار .