شُفتك اتلخبطت لراغب علامة: الجمال ولكن...
"فزّ قلبي ونطّ"، ليست لراغب علامة الذي لم يهبط اسوة بالغالبية. انتظرنا من "شُفتك اتلخبطت" تميّز العمق، لا السطح حيث الانطباع الجاهز، وأن تشكّل الأغنية امتداداً لجهد فريد يصنع مستوى كلّ مرحلة. لكنّها أتت عادية، جمال فيديو كليبها غير محسوم كلياً.
مثل مبانٍ تُشيَّد لتُذهل، فيتجمّع حولها المعجبون بإبهار كرتوني، هو الكليب (إخراج زياد خوري). المسألة أنّ الجمال المشهدي موجود والروح الحقيقية غائبة. لمن يشاء الحديث عن "كليب جميل" بمفهوم مزاجية الميديا، فله أن يصف كليب علامة بالجمالية كون عناصر الجذب السائد متوافرة: ترف المكان وفخامته (صوّره في رومانيا)، والملابس وإطلالة الشباب العصرية. وفيه ما هو ضروري: موديل عشرينية ساحرة تختزل إغراء لا بدّ منه. ذلك قد يجعل من كليب علامة "تحفة"، فيكثر من حوله المدّاحون وتتكاثر الدهشة. "واو"، على طريقة الصغيرة من خلف نافذة السيارة، حين باغتتها الموديل اليافعة وحصانها، فسرقت من عينيها الذهول وتركتها سارحة الخيال، شاردة.
كلمات هاني الصغير مغامرة علامة وحاجة كأيّ فنان إلى "مواكبة العصر"، يعوّض لحن محمد الخيامي بعض هشاشتها. لم يرقنا كلام يتوجّه إلى الحبيبة بالقول: "إنتِ داهية، إنتِ بلوة"، وإن كانت النيات طيّبة والقصد فنّ المغازلة. قبل الحديث عن بلاستيكية الكليبات واستحالة الشعور بأنّها صادقة، نعترف لعلامة بأننا توقعنا اختلافاً، لا مجاراة. كما في الكليب الدارج، ثمة فنان يغمره الضوء، سعيدٌ جداً، حبيبته تخطّت للتو سنّ المراهقة. فنان لا يهتزّ، مكرّساً انطباع "الفبركة المشهدية". في حال علامة، طغت عوض الفبركة، بلاستيكية الصورة، فكثّفت الموديل في حضن المغنّي التمثيل المكشوف أمره. جَعْل الموديل امرأة "خارقة"، تُبهر الصغار والكبار، وتناسب مزاج أغنية "فزّ" القلب و"نطّ"، مقابل الإفراط في تصوير "نموذجية" الشارع والمكان "المثالي"، فرَّغ الصورة من إمكان أن تحوي روحاً، مبقياً إياها "مجرّد فيديو كليب لفنان نجم". كليب ضارب؟ ربما، لكنه لا يدخل القلب.
annahar. فاطمة عبدالله