بمَ تتميّز حمية البحر الأبيض المتوسط؟
جو 24 :
لطالما سمعتم خبراءَ التغذية ينصحون بالتركيز على غذاء البحر الأبيض المتوسط باعتباره مثالياً للجميع صغاراً وكباراً، خصوصاً وأنّ كلّ الدراسات العلمية أجمعَت على فوائده الغذائية والصحّية. لكن هل تعلمون بالتحديد ما هي أبرز مزاياه؟ لُقِّبت حمية البحر الأبيض المتوسط بالغذاء الصديق للقلب، غير أنّ هذه ليست الميزة الوحيدة التي تتباهى بها. فإضافةً إلى كون القلب سيكون سعيداً جداً لدى حصوله على مجموعة مكوّنات صحّية، كزيت الزيتون والمكسّرات التي تساعد على خفض الكولسترول السيّئ، والفاكهة والخضار والفاصولياء التي تساهم في منع انسداد الشرايين، والسمك الذي يعمل على تقليص التريغليسريد وضغط الدم، هناك مجموعة مزايا أخرى لا بدّ من تسليط الضوء أكثر عليها:
لا لحذفِ أيّ مغذّيات
غذاء البحر الأبيض المتوسط لا يستدعي الاستغناء عن مجموعات غذائية رئيسة. بدلاً من ذلك، ستَستبدلون الدهون السيّئة بنظيراتها الجيّدة الصديقة للقلب، كزيت الزيتون بدلاً من الزبدة، والسمك أو الدجاج بدلاً من اللحوم الحمراء. فضلاً عن أنّكم ستستمتعون بالفاكهة الطازجة بدلاً من السكّريات والحلويات، ومجموعة كبيرة من الخضار الملوّنة. يُذكر أنّ المكسّرات تُعتبر بدورها ركيزةً أساسية، لكن إحرَصوا على عدم تخطّي قبضة اليد في اليوم. كذلك يمكنكم تناول خبز القمح الكامل والنبيذ باعتدال.
المأكولات طازجة فعلاً
عند الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط فإنكم لن تُعيروا أهمّية للأطعمة المثلّجة ولن تتوجّهوا بعد اليوم نحو الـ"Drive-Thru" الخاصّ بالوجبات السريعة. التركيز سيكون على المأكولات الطازجة والموسمية.
يمكن تناول الخبز
الحبوب الكاملة هي أساس غذاء البحر الأبيض المتوسط. منتجات الخبز أو المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة تحتوي كمّيات أعلى من البروتينات والمعادن، وتكون عموماً أكثرَ صحّية مقارنةً بمنتجات الطحين الأبيض. ما يَعني أنّها لن تسبّب لكم ارتفاعاً شديداً بمستوى السكّر في الدم يليه أيّ انخفاض. يمكنكم الاستعانة بخبز القمح الكامل مع زيت الزيتون والحمّص أو الطحينة.
الدهون ليست ممنوعة
الدهون المفيدة جداً للقلب هي قاعدة أساسية في غذاء البحر الأبيض المتوسط. إنّها متوافرة خصوصاً في المكسرات، والزيتون، وزيت الزيتون. هذه المواد التي تختلف كلّياً عن نظيراتها المشبَعة والمهدرجة المخبّأة في الأطعمة المصنّعة لن تنكّه أطباقكم فحسب، إنّما أيضاً ستساعدكم على محاربة الأمراض بدءاً من السكّري وصولاً إلى السرطان.
الـ"Menu" متنوّع جداً
هذه الحمية لا تقتصر فقط على اللبناني واليوناني والإيطالي، إنّما تشمل أيضاً الفرنسي، والإسباني، والتركي، والمغربي، وبلداناً أخرى. إختاروا أطعمة تتلاءَم مع القواعد الأساسية، كتناولِ اللحوم الحمراء ومنتجات الحليب الكاملة الدسم بكميات ضئيلة، وركّزوا في المقابل على الخضار والفاكهة الطازجة، وزيت الزيتون، والحبوب الكاملة.
البهارات والأعشاب لذيذة
أعشاب البحر الأبيض المتوسط وبهاراته، كأوراق الغار والكزبرة وإكليل الجبل والثوم والفلفل والقرفة، تُضيف نكهة كبيرة ولذيذة إلى أطباقكم، تُغنيكم نهائياً عن الملح. ناهيك عن أنّ معظمها يتحلّى بخصائص صحّية! على سبيل المثال، يملك إكليل الجبل والكزبرة مضادات أكسدة ومغذّيات أخرى تحارب الأمراض.
غذاء سهل التحضير
أطباق حمية البحر الأبيض المتوسط سهلة التحضير ولا تتطلّب بذلَ أيّ مجهود يُذكر. لوجبات عادية باردة، يمكن وضعُ أطباق من الأجبان، والزيتون، والمكسّرات. كذلك يمكن تحضير طبق الكينوا مع الحبق والفلفل الأحمر الذي يحتوي موادَّ صديقة للقلب تَشمل زيت الزيتون، والحبوب الكاملة، والبهارات.
يُسمح باحتساء النبيذ
شربُ النبيذ مع الأطباق أمرٌ شائع في بلدان البحر الأبيض المتوسط، حيث إنّ العشاء يكون غالباً بطيئاً واجتماعياً. أظهرَت مجموعة دراسات علمية أنّ احتساءَ كأسٍ واحد للنساء وكأسين للرجال قد يكون جيّداً للقلب. يتمّ التركيز بشكل خاص على النبيذ الأحمر باعتباره صحّياً أكثر من نظيره الأبيض. إستشيروا الطبيبَ أولاً لمعرفة إذا كان احتساء النبيذ سيكون مفيداً لكم.
محاربة الجوع
حمية البحر الأبيض المتوسط تُتيح لكم تناولَ مأكولات مغذّية وصحّية مِثل البطاطا الحلوة المشوية، والحمّص. ما يَعني أنّ الجسم يَهضم هذه المواد ببطء، فتَشعرون بالشبع لوقت أطول. الجوع ليس بهذه المشكلة العظمى إذا شعرتم به خلال اليوم، يمكنكم ببساطة الاستعانة بسناك لذيذ وصحّي كالمكسّرات، والزيتون، والجبنة القليلة الدسم.
يمكن خسارة الوزن
قد تعتقدون أنّه من المستحيل خسارة الوزن في ظلّ تناول المكسّرات، والأجبان، والزيوت. غير أنّ هذه المواد الرئيسة في غذاء البحر الأبيض المتوسط، جنباً إلى الحرص على الأكل ببطء، يمنحان الشعور بالشبع والرضى، ويدفعانكم إلى التمسّك بالحمية. فضلاً عن أنّ الرياضة المنتظمة مهمّة جداً كجزء من نمط الحياة للحفاظ على وزن صحّي.
دماغ أقوى لمدّة أطول
المأكولات ذاتها التي تحمي القلب تنعكس إيجابياً أيضاً على الدماغ. أنتم لا تستهلكون الدهون السيّئة والأطعمة المصنّعة التي تسبّب الالتهاب، إنّما بدلاً منها تحصلون على مأكولات غنيّة بمضادات الأكسدة التي تَجعل هذه العادة الغذائية خياراً صديقاً للدماغ.
(سينتيا عوّاد - الجمهورية)