الارقام تعبر عن كارثة التوجيهي ومجمل العملية التعليمية
جو 24 :
مالك عبيدات - أرقام مفزعة كشف عنها وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد ذنيبات، لدى اعلانه نتائج امتحان الثانوية العامة في دورته الصيفية للعام 2016، لا بدّ من قراءة لها خاصة في ظلّ انخفاض نسبة الناجحين الاجمالية إلى 24% فقط من العدد الكلّي لطلبة التوجيهي، والبالغ 127 ألف طالب وطالبة، أي أن عدد الذين لم يتمكنوا من عبور محطة التوجيهي بلغ نحو 95 ألف طالب وطالبة.
ودفعت تلك النتائج والأرقام العديد من المختصين للتشكيك بكامل العملية التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة، مشيرين إلى ان جهود وزارة التربية والتعليم تنصبّ في هذا السياق بضبط الامتحان ومنع الغشّ دون تطوير على جوهر العملية التعليمية.
الأكاديمي ووزير الثقافة الأسبق، الدكتور صلاح جرار قال ان هذه الارقام تعني ان هناك عدد كبير من الطلبة الذين سيذهبون الى الشوارع، وهذا سيدفعهم الى خطر اكبر على المجتمع والوطن.
واضاف جرار: لايجوز ان نفتخر بزيادة نسبة الرسوب وهذا امر يسيء للعملية التربوية، منوها لأهمية البحث من قبل الوزارة عن اسباب الرسوب ووضع الحلول المناسبة، اذا كانت في المناطق النائية يجب ان تساوى مع المناطق الاخرى عبر توفير الكوادر التعليمية لها وانهاء ظاهرة المدارس الاقل حظا.
وحمل جرار مسؤولية فشل العملية التربوية على الادارات المدرسية والمعلمين، لانه يجب ان تكون نسبة الرسوب اقل اذا كانت العملية التربوية تدار بالشكل الصحيح، مشيرا الى ان الامر بحاجة الى المراجعة من قبل الوزارة والمسؤولين عن العملية التربوية.
واضاف ان الجامعات سيكون بها نقص كبير في عدد الطلبة، وهذا سيؤدي الى الاستغناء عن عدد كبير من كوادرها.
وقال جرار ان الشباب طاقات مهدورة يجب استغلالها وتوجيهها بالشكل الصحيح من خلال التعليم والتوجيه، مبينا ان مشكلة اخرى ستواجه الجامعات الخاصة التي ستكون امام واقع مؤلم من حيث العوائق المادية بسبب عدم وجود طلبة لديها.
ودعا الى تطوير جميع اتجاهات العملية التربوية بشكل مستمر من امتحانات وادارة مناهج وادارات مدرسية والمدرسين في المدارس، لان الحياة تتطور كثيرا وهذا يدعو الى مراجعة مستمرة للعملية التعليمية والتربوية
أما منسّق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، الدكتور فاخر دعاس، فقال إن وزارة التربية والتعليم لا زالت تحصر عملها وجهودها وتتغنى بضبط التوجيهي وانخفاض نسبة الغش في الامتحان، دون اتخاذ أي خطوات حقيقية لتحسين العملية التعليمية.
وتساءل دعاس عن سبب عدم تقدم 47 ألف طالب توجيهي للامتحان الوزاري، مشيرا الى ان خوف الطالب واعتقاده بعدم قدرته على تجاوز الامتحان يعني أنه غير مؤهل للوصول إلى تلك المرحلة، متسائلا عن كيفية وصوله إلى التوجيهي وهو غير قادر على تخطيه.
وقال ان نسبة النجاح الحقيقية في التوجيهي للدورة الصيفية لم يصل إلى 40% كما قال الوزير في مؤتمره، بل إن النسبة الحقيقية لا تتجاوز الـ26% اذا ما قمنا باحتساب جميع المتقدمين بطلبات للامتحان الوزاري.
ولفت دعاس الى ضرورة عدم الاعتماد في تقييم المدارس الخاصة والحكومية على حالات فردية من التميز، مشيرا الى ان الاصل بالوزارة الالتفات الى الفجوة الكبيرة بين مستوى الناجحين في المحافظات مع ابناء عمان واربد والزرقاء، لافتا في السياق الى الفجوة بين معدلات اوائل المديريات، حيث كانت الفارق كبيرا بين اوائل المديريات في عدة مناطق بالمملكة ومديريات العاصمة واربد والزرقاء.
ومن جانبها، رأت الاخصائية الاجتماعية، الدكتورة عبلة وشاح، أن الثانوية العامة هي العتبه الاولى للحياة العملية وهي بلاشك الخطوه التي يبتدأ منها الطالب مسار المستقبل المبدئي، وما يهم الطالب الناجح الان هو حسن الاختيار للتخصص بعيداً عن ضغوطات ثقافة المجتمع، والصورة النمطية لتخصصات الطب والهندسة وغيرها.
واشارت الى ان وجود نسبة ممن لم يحالفهم الحظ طبيعي فلا يوجد شيء مطلق ١٠٠٪ اما الأسباب فقد تعود الى قدرات الطلاب والتفاوت بين هذه القدرات، واللامبالاة والاستهتار التي قد تصيب عددا من الطلاب، او الرهبة من اجواء الامتحان في القاعات غير المؤهلة.
واضافت: وقد تكون لأسباب تتعلق بطريقة تصحيح الاجابات حيث وردت ملاحظات في الفصل الاول عن التشديد في طريقة الإجابة واعتماد الإجابة النموذجية فقط.
تابعو الأردن 24 على 
