حلقت أكثر من 350 ساعة طيران فوق 4 قارات.. أول طائرة بلا وقود تكمل دورتها حول العالم
حطت طائرة "سولار إمبالس 2" العاملة بالطاقة الشمسية حصراً، الثلاثاء 26 يوليو/تموز 2016، في أبوظبي، متممة جولة غير مسبوقة حول العالم.
وهبطت الطائرة التي قادها السويسري برتران بيكار من دون أي مشاكل عند الساعة 04:05 بالتوقيت المحلي (الساعة 00:05 ت غ) في مطار البطين قرب العاصمة الإماراتية، وهو المكان الذي بدأت منه رحلتها في التاسع من مارس/آذار 2015 في جولة قطعت خلالها أكثر من 355 ساعة طيران ونحو 42 ألف كيلومتر عبر 4 قارات من دون الاستعانة بأي قطرة وقود.
طائرة "سولار إمبالس 2" أقلعت من أبوظبي في مارس 2015، ساعية للقيام بأول رحلة حول العالم لطائرة عاملة بالطاقة الشمسية من دون استخدام قطرة وقود.
وفي حين كان من المتوقع أن تمتد الرحلة 5 أشهر يتخللها 25 يوماً من الطيران الفعلي، تجاوزت المدة سنة و4 أشهر، قطعت خلالها الطائرة مسافة تفوق 42 ألف كيلومتر.
وعادت الطائرة التي لا يتخطى وزنها 1,5 طن، ويوازي طول جناحيها طول جناحي طائرة "بوينغ 747"، إلى أبوظبي فجر الثلاثاء 26 يوليو 2016، منهية رحلة ستدخل تاريخ الطيران.
وفي ما يأتي أبرز المحطات في رحلة "سولار إمبالس 2".
الإقلاع
أقلعت الطائرة ذات المحركات الأربعة التي تغذيها بطاريات تستمد طاقتها من 17 ألف خلية شمسية تغطي جناحيها، من أبوظبي في التاسع من مارس 2015، ليحط بها ربانها أندريه بورشبرغ بعد 13 ساعة في مسقط.
في اليوم التالي، أقلعت الطائرة من سلطنة عُمان بقيادة مدير مشروع "سولار إمبالس" السويسري برتران بيكار الذي قطع مسافة 1465 كيلومتراً إلى أحمد آباد الهندية في 15 ساعة و20 دقيقة. وبعد تأخير لبضعة أيام، عاودت الطائرة رحلتها لتحطّ في فارناسي بالهند وبعدها في ماندلاي في بورما.
مقصورة باردة وانتظار طويل
في 31 مارس 2015 حطت "سولار إمبالس 2" بقيادة بيكار في جنوب غرب الصين بعد طيران استمر 20 ساعة ونصف الساعة. وخلال هذه الرحلة، تعرض الربان السويسري في المقصورة غير المضغوطة بإحكام، لحرارة وصلت إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر على ارتفاع تخطى 28 ألف قدم (زهاء 8500 متر).
ونتيجة سوء الأحوال الجوية، بقيت الطائرة جاثمة زهاء 3 أسابيع، عاد خلالها بورشبرغ إلى سويسرا لعلاج مشكلة أصابت عينه.
في 21 أبريل/نيسان أقلعت الطائرة مجدداً لتهبط بعد أكثر من 17 ساعة طيران في نانكينغ في شرق الصين.
في الأول من يونيو/حزيران أقلعت الطائرة من الصين في رحلة كان من المفترض أن تختتمها في هاواي، إلا أن الأحوال الجوية السيئة أرغمتها على تحويل مسارها والهبوط في ناغويا باليابان.
بقيت الطائرة على الأرض زهاء شهر في انتظار تحسّن الأحوال الجوية، خضعت خلالها لبعض التصليحات.
بورشبرغ يدخل التاريخ
في 28 يونيو/حزيران قاد بورشبرغ "سولار إمبالس 2" شرقاً فوق المحيط الهادئ، في رحلة تاريخية استغرقت 5 أيام وليالٍ، واختتمت في هاواي في الثالث من يوليو/تموز. وقطعت الطائرة 8924 كيلومتراً في 117 ساعة و52 دقيقة بمعدل سرعة بلغ 61,19 كيلومتراً في الساعة، ما يعتبر أطول رحلة من دون انقطاع في تاريخ الطيران.
إلا أن هذه الرحلة أنهكت بطاريات "سولار إمبالس 2" جراء ارتفاع حرارتها، ما اضطر المسؤولين عنها إلى إبقائها على الأرض في هاواي زهاء 10 أشهر لحين إنجاز التصليحات الضرورية.
عبور المحيط الهادي
في 21 أبريل 2016، أتيحت لبيكار فرصة عبور المحيط الهادئ وحط بعد زهاء 63 ساعة في جنوب ولاية سان فرانسيسكو الأميركية. عبرت الطائرة 4086 كيلومتراً في رحلة كانت من الأخطر في جولتها، لكون أماكن الهبوط في حال حصول طارئ، قليلة جداً.
في الثاني من مايو/أيار بدأت الطائرة رحلة عبر الولايات المتحدة، تخللتها محطات في فينيكس بولاية أريزونا، وتولسا (أوكلاهوما)، ودايتون (اوهايو)، وبنسلفانيا، وصولاً إلى مطار جون كيندي في نيويورك، بعد طيران دائري ليلاً حول تمثال الحرية.
عبور غير مسبوق للأطلسي
في 20 يونيو/حزيران أقلعت الطائرة بقيادة بيكار من نيويورك، لتحط في 23 منه في مدينة إشبيلية بإسبانيا، محققة بذلك عبوراً تاريخياً للمحيط الأطلسي لطائرة عاملة بالطاقة الشمسية. واستغرقت هذه الرحلة 71 ساعة و8 دقائق، قطعت خلالها 6765 كيلومترا.
وعاد بورشبرغ إلى قمرة القيادة في 11 يوليو/تموز، منطلقاً من إشبيلية في الرحلة ما قبل النهائية، قاطعاً مسافة 3745 كيلومتراً وعابراً فوق البحر المتوسط، ليحط في القاهرة بعد زهاء 51 ساعة.