مسلسل الفيصلي.. سيناريو غير محبوك بمدرب جديد واستقالة على الهواء!
لم يعد الفيصلي كما كان، وحكاية «البيت المستور» اصبحت اسطورة لن تتكرر.. بات سهلاً على الجميع معرفة ما يدور خلف كواليس النادي، وبعد ان شهدنا زماناً كان فيه «الازرق» منطوياً على اسراره، كل شيء انتهى الآن!
جاء جمال ابو عابد مدرباً طموحاً يحمل في جعبته الكثير لاستعادة البريق.. اطلق تصريحات متلاحقة عبر «الرأي» تركزت على آماله بالعودة الى سابق العهد محلياً وخارجياً، بدأ قصته مع بيته القديم وهو مفعم بالنشاط والرغبة بتقديم خبراته المتراكمة الى فريقه الذي نشأ فيه وخرج من بابه الكبير مديراً فنياً مع المنتخب الوطني .. عاد الى الفيصلي، لكن لم ير شيئاً مما كان!
تقدم باستقالته أول مرة، ثم عاد تحت ضغط مجلس الادارة والجماهير، وأكد من جديد ان عزيمته لم تتزعزع.. وضع النقاط على الحروف وطوى صفحة الماضي، لكن سرعان ما تراجع عن قراره وأعلن بانه خرج ولن يعود!
حسناً.. لا داعي لعرض اسباب اصرار ابو عابد على الاستقالة، ولسنا بصدد رشق الاتهامات هنا وهناك، لكننا نتحدث عن منظومة تحمل من التاريخ ما يكفي لتفادي مثل هذه «المواقف المشوهة»، والقضية هنا لا تتعلق باستقالة مدير فني بسبب النتائج أو علاقته مع اللاعبين، بل لأجل تدخلات في صُلب عمله اجبرته على التنحي واخلاء الساحة!
هل لنا ان نسرد بعضاً من اسباب استقالات المدربين في نادي الفيصلي خلال السنوات الاخيرة.. قبل ابو عابد الذي رفض التدخل في عمله قبل بداية الموسم، فان للحكاية جذوراً «متوغلة» فرضت علينا مشاهدة مسلسل بكل ما تحمل الكلمة من معنى خلال الموسم الماضي والذي سبقه، احدهم غادر الفيصلي وهو يتحدث عن «تخاذل» من بعض اللاعبين، وآخر قطع وعداً بأن لا يعود ابداً الى النادي، ومنهم من أكد وجود «ايدي» تحرك الفريق وتفرض هيمنتها دون العودة للمدرب.. هي قصص وحكايات لا نؤكد صحتها او نصدقها، لكننا نتساءل: اين هو الفيصلي من كل ذلك؟
قبل بداية الموسم أكد الجميع بأنه مبشر وواعد، دق ابو عابد جرس الانذار وتقدم باستقالته الاولى، ثم اخذ عهداً بأن يعمل دون ضغوطات، وان يتفرد في قرار استقطاب اللاعبين بلا «صفقات»، عاد الى عمله ثم اعلن سريعاً «ندمه» وفضل المغادرة دون مفاوضات.. حمل السيناريو ضغطاً من الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبوا بتوضيحات حول ما يحاك ويدار، وما هي قصة التعاقدات والمحترفين الاجانب ومن هو المسؤول، ليخرج عضو مجلس ادارة النادي سامر الحوراني عبر شاشة التلفاز ويعلن على الهواء استقالته بعد ان قدم توضيحات لن نستعرضها هنا.
وكما هو متوقع.. رفضت الادارة استقالة الحوراني وسارعت في التعاقد مع المدرب العراقي ثائر جسام، واعتقدت ان مسلسل الفيصلي انتهى بشكل مثالي هنا، لكنني ارى بأن السيناريو غير محبوك على الاطلاق!
في البداية، هل قبل جسام بالمهمة الجديدة مع بقاء الوضع على ما هو عليه؟.. وماذا عن التوضيحات المنتظرة من مجلس الادارة بشكل رسمي وليس «اجتهادي» للرد على ما قاله ابو عابد عن استقالته الاولى والثانية؟.. الى اين يسير الفيصلي وكم سيبقى جسام مع الفريق؟.
اسئلة لا انتظر منها اجابات.. واضف لها مصير اللاعبين الذين تعاقد معهم النادي بتوصية من ابو عابد، كيف ستقنعهم الادارة بان الوضع تحت السيطرة، وما هو موقف جسام منهم؟.. وما هو شكل التعاقدات القادمة التي كان المدرب المستقيل يصر على عدم اتمامها؟.
الفيصلي كان حكاية الموسم قبل ان يبدأ.. وعلامات الاستفهام تتطاير مع كل خطوة تتخذها الادارة، وكل موقف صامت لها.. المسألة الان تتعلق بمصير نادي شهد تقلبات غير مسبوقة في السنوات الاخيرة، و»شهر العسل» بين الادارة والجماهير يبدو بانه شارف على النهاية!
الراي