لماذا يفشل النجوم التونسيون في الاحتراف الأوروبي؟
جو 24 :
خاض عدد هام من اللاعبين التونسين في السنوات الأخيرة تجربة الاحتراف في أوروبا، لكن أغلبهم فشلوا في التجربة، وعادوا من حيث أتوا ليجددوا العهد مع الدوري التونسي ويستعيدوا نجوميتهم.
الأمثلة عديدة جدًا فأسامة الدراجي الذي كان بالأمس القريب النجم الأول للترجي الرياضي التونسي فشل مع سيون السويسري، ولم يكمل عقده ليعود مجددًا إلى فريق باب سويقة قبل أن يخوض تجربة فاشلة مع الرائد السعودي ثم يستقرّ مؤخرًا في النادي البنزرتي.
ونفس الشيء بالنسبة للاعب النادي البنزرتي السابق إيهاب المباركي، الذي انتهت تجربته مع ايفيان الفرنسي بعد فترة قصيرة قبل أن يضمه الترجي إلى صفوفه.
ثنائي النادي الصفاقسي فخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي، فشلا أيضا في تجربتهما مع ميتز الفرنسي ليعودا إلى الدوري التونسي من بوابة الترجي الرياضي.
قائد النجم الساحلي عمار الجمل، لم يعرف هو الآخر النجاح في تجربته الاحترافية سواء في يونج بويز السويسري، أو في كولن الألماني أو في نادي أجاكسيو وحتى في تجربته مع نادي الفتح السعودي، لكنه اليوم نجده من أبرز نجوم النجم الساحلي.
النجم السابق للنادي الإفريقي زهير الذوادي لم يعرف النجاح هو الآخر في تجربته مع ايفيان الفرنسي، ولم يلعب في صفوفه إلا 9 مباريات ليعود مجددًا إلى النادي الإفريقي، قبل أن بخوض تجربة فاشلة مع الوحدة السعودي العام الماضي انتهت بسرعة البرق، وهو يبحث الآن عن وجهة جديدة في الدوري التونسي وحتى صابر هليفة ورغم نجاحه في التجربة الأولى مع ايفيان الفرنسي، فإنه فشل فشلا ذريعًا مع أولمبيك مارسيليا الذي أعاده للدوري التونسي من بوابة النادي الإفريقي.
"الدلال" وفقدان النجومية سبب الفشل
القائمة ما تزال طويلة بالنسبة للاعبين التونسيين الذين فشلوا خارج تونس، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا فشل نجوم الدوري التونسي في الاحتراف خارج الحدود؟ هذا السؤال طرحه على بعض الفنيين التونسيين فكانت إجاباتهم كالآتي:
المدير الفني للنادي البنزرتي سفيان الحيدوسي، أكد من جانبه أن فشل اللاعب التونسي في الاحتراف بالخارج سواء في أوروبا أو حتى في الخليج، يرجع بالأساس إلى عدم تمكنه من الانسجام والتأقلم مع المحيط الجديد وهذا بسبب "دلع" اللاعب.
وأضاف الحيدوسي قائلا بهذا الخصوص: "اللاعب التونسي وخصوصا نجوم الدوري يكونون مدللين في فرقهم أكثر من اللزوم وهذا يؤثر على نفسيتهم حين يغادرون تونس حيث يجدون أنفسهم بعيدا عن النجومية وبعيدا عن المعاملات الخاصة التي كانوا يحظون بها من قبل أنديتهم في تونس، بالإضافة إلى ذلك أقول أيضا إن عدم خروج اللاعب التونسي للاحتراف بالخارج في سنّ مبكر يساهم في فشل التجربة والأمثلة عديدة دون ذكر أسماء".
المدير الفني للملعب القابسي الأسعد الدريدي، أشار إلى أن تكوين اللاعب التونسي لا يساعد على نجاحه بالخارج.
وأضاف قائلا: "اللاعب التونسي لا يمكنه التأقلم مع ما هو موجود في الدوريات الأوروبية لأن تكوينه الأول لم يركز على أنه لاعب محترف وعليه أن يكون منضبطًا فوق الميدان وخارجه ويتقيد بنمط حياة المجموعة، زد على ذلك فإن اللاعب التونسي يحصل في بلاده على رواتب شهرية كبيرة، ولذلك حين يغادر إلى الخارج لا يريد أن يقدم تضحيات ويريد أن ينجح بسرعة ليصطدم بواقع جديد للاحتراف مغاير تماما عما هو موجود في بلاده.. اللاعب التونسي ليس لديه الصبر الكافي ليحقق النجاح في الاحتراف فهو يريد حرق المراحل وهذا ما يجعله يفقد الكثير من إمكانياته ويعجز عن فرض وجوده داخل فريقه الجديد ليجد نفسه مرة أخرى مضطرا للعودة إلى تونس لاستعادة نجوميته التي فقدها في الخارج".
المدرب وليد التومي، والذي يستعد لخوض تجربة تدريبية ثالثة في السعودية، أشار إلى أن اللاعب التونسي بصفة خاصة واللاعب العربي بصفة عامة، "مدلل" وهذا العامل يراه أساسيا في فشلهم في تجربة احترافهم وخصوصا في أوروبا.
وقال التومي: "في الدوريات الأوروبية لا مجال للتسيب وفعل ما يحلو خارج الميدان وفي حياته اليومية والخاصة وهذا ما لا يستطيع اللاعب التونسي أن يدركه أو أن يتحمله، بالإضافة إلى ذلك فإن اللاعب التونسي حين يغادر البلاد يفقد معه نجوميته التي يتمتع بها في تونس ولذلك يتأثر نفسيًا بهذا الموضوع وبالتالي يتأثر مردوده حين يجد نفسه شبه نكرة في فريقه الأوروبي".
العودة إلى تونس الحل الأمثل
اللاعبون التونسيون ورغم فشل تجربة الاحتراف في أوروبا فإن الأندية التونسية تتهافت على ضمهم بمبالغ مالية "خيالية"، مثلما حصل مع اللاعبين فخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي الذي ضمهما الترجي الرياضي التونسي من ميتز الفرنسي بمبلغ يفوق المليون و500 ألف يورو لكل لاعب، وبأجر شهري يفوق الــ100 ألف دينار لكل لاعب.
نفس الفريق الترجي الرياضي استعاد أسامة الدراجي من سيون السويسري، بمبلغ كبير ونفس الشيء بالنسبة للنادي الإفريقي حين استعاد مهاجمه زهير الذوادي من ايفيان الفرنسي.
وهو ما يعني أن اللاعب التونسي لا يبذل جهودًا كبيرة أو يقدم تضحيات للنجاح في أوروبا، لأنه يدرك أن عودته إلى الدوري التونسي ستكون من الباب الكبير وبهالة إعلامية لا مثيل لها، فتجده يسارع في العودة إلى تونس لضرب عصفورين بحجر واحد استعادة النجومية والحصول على مبالغ طائلة.
أيمن عبد النور.. الاستثناء
وفي خضم فشل أغلب التونسيين في تجربة الاحتراف في أوروبا، يبقى اللاعب أيمن عبد النور هو الاستثناء بما أنه نجح في تولوز، ثم في موناكو، قبل أن تتهافت عليه أكبر الأندية الأوروبية في العالم ليحط الرحال في فالنسيا الإسباني.
وكما صرح اللاعب أيمن عبد النور في عديد المناسبات فإن مفتاح النجاح في الاحتراف هو العمل ثم العمل، والجدية في التدريبات والانضباط داخل الملعب وخارجه وهذا ما ينقص أغلب اللاعبين التونسيين.