الصحة العامة: السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من السجائر التقليدية
بناءً على دراسات أجريت حول هذا الموضوع-هيئة الصحة العامة في المملكة المتحدةبالاشتراك مع عدد من منظمات الصحة الأخرى تشير الى أن السجائر الإلكترونية تعد أقل ضرراً من السجائر التقليدية
في تصريح لها خلال شهر تموز من العام الحالي2016، وضمن بيان مشترك أصدرته مؤخراً مع منظمات الصحة العامة المختلفة في المملكة المتحدة حول السجائر الإلكترونية، أوضحت هيئة الصحة العامة في إنجلترا بأن معدلات التدخين بين البالغين قد انخفضت منذ العام2000بمقدار الثلث عما سبقه، إلى جانب انخفاضها بين الأطفال بمقدار ثلثي معدلها في الأعوام السابقة له.
وكان بيان الهيئة قد أظهر بأنه وعلى الرغم من انخفاض معدل المدخنين إلى واحد من كل خمسة بالغين، إلا أنه في المجتمعات الأقل حظاً يتجاوز ذلك، مما يعني أن هذه المجتمعات أكثر شراهة في التدخين، وأن أبناءها هم أكثر الفئات التي تتحمل معظم الضرر الناتج عن ممارسة التدخين.وعليه، فهناك إجماع كبير وقوي بشأن ضرورة مكافحة التبغ، تَجَسَّد مؤخراً في التقرير الصادر بشأن التدخين والذي حمل عنوان "التدخين لا يزال يقتل".
وحسب البيان، فقد اتُفِق على أن السجائر الإلكترونية تعد أقل ضرراً من السجائر التقليدية وبشكل ملحوظ، و أنّ واحداً من كل اثنين من المدخنين المزمنين يتعرضون للوفاة جرّاء أمراض على علاقةبالإدمان على التدخين.وعلى الرغم مما تشير إليه كافة الدلائل بأنّ المخاطر الصحية المُرتبطة بالسجائر الإلكترونية هي ضئيلة نسبياً لدى المقارنة مع السجائر التقليدية، إلا أن الدعوة مستمرّة لمواصلة الأبحاث لدراسة أثر هذه السجائر على المدى الطويل.
ووفقاً للبيان، فقد أخذت الهيئة على عاتقها مسؤولية توفير معلومات واضحة ومبنية على الدلائل، وذلك من أجل التشجيع على التوقف والإقلاع التام عن التدخين، ولمساندة المقلعين لعدم العودة إليه، وذلك في ظل انطباعات ملايين المدخنين حول السجائر الإلكترونية بأنها ضارة مثل التبغ، وفي ظل إقلاع ما يزيد عن 1.3مليون شخص من مدخني السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة عن تدخينها بشكل تام، مقابل 1.4مليون شخص ما يزالون يدخنون السجائر الإلكترونية.
هذا وحيث تكمن الفرصة للحفاظ على الصحة العامة في مساندة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، فإن التوجهات تميل حالياً لتشجيع المدخنين بداية على استخدام منتجات البخار الإلكتروني مع التشجيع على الإقلاع عن تدخين التبغ تماماً.
وأفاد البيان بأن السجائر الإلكترونية تعد الأداة والوسيلة الأكثر استخداماً وشعبية والأكثر فعالية في البلاد من أجل الإقلاع عن التدخين بـ 10مرات عن خدمات الإقلاع عن التدخين المحلية.
وأوضحت الهيئة في بيانها بأن الدلائل الوطنية الحالية تشير إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية العادية المنتشرة في المملكة المتحدة بين أوساط الشباب يقتصر على أولئك الذين يدخنون بالفعل، كما أنها تشير إلى أن معدل انتشار التدخين بين الشباب يواصل انخفاضه.وفي هذا الصدد، فقد بينت الهيئة بأنها ستركز على هذا المحور في أبحاثها وستواصل وضعه قيد المراقبة والرصد.
وقد تم البدء بالفعل في تشرين أول من العام الماضي 2015السير قدماً في حماية الأطفال في ما يختص بموضوع التبغ والتدخين؛ ذلك أن التعليمات واللوائح الخاصة بهذا الشأن جرّمت بيع السجائر الإلكترونية لمن هم دون 18عاماً، كما جرّمت شراء السجائر الإلكترونية لهم، فيما نصت التعليمات واللوائح الصادرة للعام الحالي 2016على حظر نشر وبث الدعايات والإعلانات التجارية الخاصة بالتبغ ومنتجاته، وذلك كجزء من العمل على توسيع وتعزيز نطاق التعليمات واللوائح الخاصة بهذا الشأن.
وإذ أكدت الهيئة في بيانها على أنها لن تغفل عما يعتبر من القضايا الهامة، فقد أوضحت بأنها ومنظمات الصحة العامة الأخرى يتحملون مسؤولياتهم تجاه قضية الصحة العامة، ويلتزمون بتزويد المدخنين بكافة المعلومات والأدوات التي تساعدهم على الإقلاع عن التدخين تماماً ونهائياً، ذلك أن التدخين ما يزال يعد المسبب الأول للوفاة في إنجلترا.
كذلك، فقد أكدت الهيئة ومنظمات الصحة العامة الأخرى المشتركة معها في بيانها، على التزامهم جميعاً بتوفير أحدث المعلومات عن الدلائل الجديدة المتعلقة بالسجائر الإلكترونية التي تظهرها مراجعات وتقييمات هيئة الصحة العامة في إنجلترا، والتي تعد الثالثة في هذا المجال.وكان هذا الالتزام قد قاد كل من هيئة الصحة العامة في إنجلترا ومعهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة لإطلاق منتدى أبحاث السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة، ولإصدار الكلية الملكية في المملكة المتحدة لتقريرها الأخير الذي حمل عنوان"نيكوتين دون تدخين:الحد من مخاطر التبغ"، وهو ما يعد تكليلاً لالتزام الهيئة وإيفاءً بالوعد الذي قطعته على نفسها منذ مدة طويلة تجاه رصد ومشاركة ونشر الدلائل وتوفير رسائل ومعلومات واضحة ودقيقة للناس.
واختتمت الهيئة بيانها بالإشارة إلى عزمها مواصلة مشاركة ونشر كل ما هو جديد من معلومات مؤكدة لديها، مع تسليط الضوء على المجالات التي تحتاج لدراسة أكثر، وذلك ضماناً لتقديم رسائل متسقة وواضحة للمختصين في مجال الصحة وللناس بشكل عام، ومبينةً بأنه لا فائدة من مواصلة عادة التدخين تحت أي ظرف من الظروف، ذلك أن تدخين التبغ يقتل شخصاً من كل اثنين، كما أنه يضر بغير المدخنين.